العام

دور الفئات التمريضية في مكافحة مرض فيروس كورونا ( كوفيد 19 )

   تواجه  السلطنة في هذه الفترة مثل جميع دول العالم جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) حيث جندت كل طاقاتها البشرية والمادية لمُحاربة تفشي هذا الوباء. وتبذل الدولة بجميع مؤسساتها جهودا مجيدة لإيقاف إنتشاره في المُجتمع العُماني إمتثالاً وتنفيذا للأوامر السامية والجهود المُستمرة للوقاية من هذا الفيروس من قبل صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق (حفظة الله ورعاه).

وفي لقاء حول هذا الموضوع اوضح الدكتور جمال بن عيد الخضوري مدير عام المديرية العامة لشؤون التمريض بوزارة الصحة  أن الوزارة تلعب دورا رئيسيا في مُكافحة هذه الجانحة ، حيث تعمل بكل طاقاتها كفريق واحد في مكافحة انتشار هذا الفيروس وتقليص تأثيره على المكاسب  والتطورات التي حققتها السلطنة طيلة  الخمس العقود الماضية ،  وكغيرها من المهن الصحية التي تقف في الصفوف الأولى لمكافحتها ، وتُعتبر الفئات التمريضية جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الصحية. فهي تُمثل أكثر من 65% من الفئات الصحية وتلعب دورا رائدا في تعزيز جودة الخدمات الصحية في جميع مستوياتها الأولية والثانوية والثالثية. 

وأضاف كما أن دورها في ظل هذه الظروف يتعدى تقديم الرعاية اللازمة لجميع المرضي على حد السواء بما فيهم حاملوا هذا المرض ، بل أنها تلعب دورا رئيسا في مُلامسة جميع شرائح المُجتمع خاصة في مجال التثقيف الصحي وبرامج الوقاية والتوعية والرعاية الصحية في المجتمع وخارج المؤسسات الصحية. وكعادتهم يتواجد أفراد الفئات التمريضية في الصفوف الأمامية ضمن الفريق الصحي في تقديم الرعاية الصحية والتواجد على رأس العمل لساعات طويلة لمتابعة الحالات ودراسة المؤشرات وتقديم الرعاية اللازمة. كما أنهم يلعبون دورا قياديا في حوكمة الموارد البشرية والمادية وصناعة القرارات.

وعن دور التمريض على الصعيد المركزي قال الخضوري : أن المديرية العامة لشؤون التمريض بديوان عام وزارة الصحة تلعب دورا مهما في وضع السياسات والإجراءات وإبداء الرأي فيما يتعلق بالممارسة التمريضية بالرعاية الطبية التخصصية والرعاية الصحية الأولية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية بالوزارة والمحافظات والمؤسسات الصحية ، فبالإضافة    إلى مُتابعة سير العمل العادي في جميع المؤسسات الصحية، فهي تتابع أيضا تنفيذ الخطط الإستراتيجية التي تم تطويرها لإدارة الأزمات وخطط الطوارئ في هذه المؤسسات الصحية لمواجهة الجائحة. 

وأضاف :  أن المديرية وبالتنسيق مع الجهات المعنية بالوزارة قامت بتعجيل توظيف ممرضين عمانيين عدد 148 ممرض وممرضة من خريجي المؤسسات التعليمية الخاصة بتاريخ 23/3/2020م، علما بأن مباشرتهم العمل كانت مقررة بتاريخ 1/7/2020م. 

كما قامت المديرية بوضع خطة لدعم المؤسسات الصحية من الفئات التمريضية ضمن برنامج مكافحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)، يتم من خلالها توفير أكثر من 450 ممرضا وممرضة من ثلاثة مستويات تشمل الفئات المرشحة من المؤسسات الصحية والفئات التمريضية التابعة للصحة المدرسية وطلاب السنة الرابعة تمريض من كليات التمريض التابعة لوزارة الصحة والمتطوعون من الفئات التمريضية المتقاعدة.

واستطرد الخضوري  قائلا : أنه لا بد من الإشارة أيضا إلى دور دائرة الصحة المدرسية والجامعية  قيامها بعدة تدابير احترازية لتقليل انتشار الجائحة وذلك قبل ان يتم إتخاذ القرار من قبل اللجنة العليا بتعليق الدراسة للطلبة والعمل للمعلمين ومنها: 

إعداد المطويات التثقيفية واللوحات الإرشادية والتوعوية المُعتمدة من وزارة الصحة ونشرها وتوزيعها على جميع ممرضي الصحة المدرسية بجميع مدارس ومحافظات السلطنة الحكومية والخاصة.

عمل خوارزمية معتمدة من وزارة الصحة خاصة بالمدارس وتم شرحها والتثقيف عنها في اتباع آلية التعامل مع الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض أو المشتبه بهم بالإصابة والتأكد من تفعيلها وآلية التبليغ عن أي حالة مشتبه بها أو اي حالة مخالطة لمريض مصاب بحسب البروتوكولات العلاجية الوقائية المعتمدة من أجل المحافظة على سلامة الجميع٠

إقامة ورش عمل توعوية ومحاضرات تثقيفية لممرضي الصحة المدرسية والجهات المعنية بوزارة التربية والتعليم الحكومية والخاصة وبعض الهيئات المعنية والجامعات كإجراء للاستعدادات التي تقوم بها المديرية على المستوى الوطني لمكافحة فيروس كورونا “كوفيد 19” وبناء على التوصيات الوطنية والدولية من منظمة الصحة العالمية في زيادة الوعي والتثقيف الصحي لمكافحة الفيروس وإحتوائه ومنع انتشاره.

الدكتور / جمال الخضوري

 وأشار الدكتور جمال الخضوري  إلى  أن التوعية بالمدارس قد استمرت حتى آخر يوم عمل  فيها ،  وذلك عن طريق محاضرات وخلال طابور الصباح وعرض لجميع المواد التوعوية على الشاشات وتطبيق عملي عن أهمية نظافة اليدين. 

 الى جانب القيام بعمل زيارات ميدانية تفقدية في المدارس والجامعات والمؤسسات الصحية الاولية بجميع المحافظات في السلطنة عن طريق فريق مكون من جميع دوائر الرعاية الصحية الأولية ـ وذلك لزيادة ونشر الوعي والتأكد من التزام الجميع في المجتمع بأخذ الاحتياطات الصحية و الاحترازية والوقائية لمكافحة هذا المرض.

أما عن دور التمريض على مستوى المُحافظات والمؤسسات الصحية فأشار الخضوري الى أن القيادات التمريضية في جميع المؤسسات الصحية تواصل متابعة جاهزية المؤسسات الصحية لمجابهة هذه الجائحة وتلبية احتياجاتها من الموارد البشرية واللوازم الصحية. كما تلعب هذه القيادات دورا مُهما في إدارة الموارد البشرية والمادية المُتاحة لها لتقديم رعاية صحية ذات جودة. وقامت جميع دوائر التمريض بالتنسيق مع دوائر مكافحة العدوى بإعداد خطة للطوارئ وأماكن الحجر والعزل الصحي. وتُشارك الفئات التمريضية بكثافة في مراكز إدارة العمليات على مستوى المُحافظات، حيث تضطلع بدور قيادي في مجال الإدارة ومتابعة الأعمال اليومية لأقسام هذه المراكز والتنسيق مع ديوان عام الوزارة. كما تم تدريب الفئات التمريضية على طُرق التعامل مع المرضى المصابين أو محتمل إصابتهم بالفيروس والطريقة السليمة لاستخدام أدوات وأجهزة مكافحة العدوى. كما أنها تُشرف على تجهيز الأقسام بكل ما يلزم من أجهزة وأدوات صحية وطاقم صحي لإستقبال الحالات المحتملة أو المؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا. كذلك تخصيص مداخل خاصة لاستقبال الحالات وعزلها عن بقية المرضى والمراجعين وتقديم عرض مرئي للمراجعين في قاعات الانتظار بالعيادات الخارجية فيما يخص كيفية الوقاية من فايروس كورونا (كوفيد-19). 

وأضاف : لم يقتصر تأهيل الفئات التمريضية التي تواجه فيروس كورونا (كوفيد-19) على الرعاية الصحية فقط وإنما تم تأطيرها لتقديم الدعم النفسي للمرضى والمصابين وخاصةً كبار السن، مما يُساهم في حمايتهم من الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب خاصة وأن الجانب النفسي يلعب دوراً مهماً في شفاء الُمصابين والمرضى. 

وأكد الدكتور جمال الخضوري مدير عام  المديرية العامة لشؤون التمريض بوزارة الصحة في ختام اللقاء بأنه تماشيًا مع المبادىء المهنية والأخلاقية لمهنة التمريض ودورها في تعزيز سلامة المُجتمع العُماني، ستبقي الفئات التمريضية تؤدي دورها بامتياز جنودًا لهذا الوطن في الصفوف الأولى دفاعا عن الأفراد والجماعات حاملة على عاتقها مع باقي الكوادر الصحية الاخرى أمل الوطن  في تخطي هذه الجائحة بكل عزم واقتدار بأذن الله .

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق