العام

مؤلف “يوم سلطانة”: نجاحاتي سببها تحدي الإعاقة البصرية

تحدى قدراته قبل أن يتحدى الظروف التي وجد نفسه فيها، سمع الكثير عن أصحاب الإرادات الذين تحدوا الإعاقات ونجحوا في شق طريقهم نحو بلوغ طموحاتهم، لكنه قبل كل ذلك آمن بأنه يمكنه أن يبلغ مجده الخاص، منوّعا في اهتماماته، وكان آخرها كتابة رواية صدرت عن دار لبان، حملت عنوان “يوم سلطانة.

يقول عن الرواية بأنها “العمل الروائي الأول بالنسبة لي، لكن لدي أربع إصدارات أخرى تتعلق بالأساليب العلمية والمهارات الحديثة المرتبطة بالتعليم الجامعي للطلبة ذوي الإعاقة والأنشطة الطلابية وإدارتها”، مشيرا إلى أن “يوم سلطانة” هي عمل أدبي “يمثل تجربتي الأولى في عالم الرواية، وقد استغرق العمل عليها أربع سنوات تقريبا، وقد حاولت فيها أن أضع تجربة جديدة في أسلوب السرد والعرض يختلف قليلا عما اعتاد عليه كتاب الرواة العمانيون، والذين قدموا أعمالا سردية في غاية الروعة، لهذا تجد أن “يوم سلطانة” تستلهم من أحداث تاريخية في زمن الإمبراطورية العمانية، وتمزجها بأحداث معاصرة، تحاول فيها بطلة الرواية البحث عن جذورها وأصلها عبر التنقل بين مدن ومعالم في مدن أمريكية وأوربية”.

يؤكد الرقادي بأن الحياة علمته أن لا يقف أمام نقطة محددة، وهذه المرة يواصل التعبير عبر الكلمة المكتوبة، يقول معاذ: “التعبيرعن المشاعر والحركة ونقلها عبر الكلمات يتطلب مهارات وقدرات تمكن الكاتب من الوصول إلى القاريء بشكل أفضل، ومع توفر مجموعة من الأساليب الحديثة في الكتابة والتدوين الإلكتروني أصبح الأمر أكثر يسرا فأصبح التدوين باستخدام الحاسب الآلي وما شابهه من تقنيات يوفر الجهد والوقت على الكاتب، على الرغم أنه لا يمنح ذلك الشعور الواقعي عند ملامسة القلم والورق إلا أنها تفي بالغرض، ويمكن الاستفادة من مميزاتها الإضافية التي لا يمنحها أسلوب التدوين التقليدي”.

سألناه: كيف بدأت معاناتك مع المشاكل البصرية وكيف تأقلمت معها؟

يجيب: بدأت مشكلتي البصرية في عمر 18 عاما تقريبا أي مع دخولي المرحلة الجامعية، وقد واجهت تحديات كبيرة في التأقلم مع الوضع الجديد، لكن مع مضي الأيام كان لابد من أنتشل ذاتي وأقف مرة أخرى، ولهذا فتحت صفحة جديدة في حياتي ولم يعيقني هذا التحدي لمواصلة نجاحي على مختلف المستويات العلمية، والعملية، بالإضافة إلى تمكني من تطوير مجموعة من مهاراتي المختلفة، وأكاد أجزم أنه لولا هذا التحدي لما كنت قادرا على تحقيق مجموعة من الإنجازات على الصعيد المحلي والدولي.

يتحدث معاذ الرقادي عن من يمثل له القدوة في هذا التحدي، يقول: بلا شك فإن تاريخ أمتنا قد خلد لنا رموزا وشخصيات عانت من تحديات أكثر قسوة، لكن لم يثنيهم ذلك عن التميز في مختلف الميادين، فعلى سبيل المثال، الأديب المصري طه حسين كان كفيفا وقد عرفناه بكتاباته ومؤلفاته القيمة التي لا زلنا نقرأ بين سطورها الكثير، بل أن الكثير من القادة العظام عبر التاريخ القريب والبعيد كانوا يعانون من تحديات يستحيل معها أن يكون إنسانا عاديا فكيف وقد أصبح قائدا للأمة، ولهذا فمجرد معرفتنا بهذه الحقائق فلا يمكننا نستكين عاجزين تحت مظلة  المستحيل.

ويشير الرقادي إلى دور الأسرة في هذا التحدي، يقول إنها تلعب دورا مهما ومؤثرا في مسيرة الإنسان وتميزه في مختلف الأصعدة، يقول: “أجد دائما أن أسرتي هي الداعم الأول لي في كل مراحل حياتي، والتشجيع والصبر هما ما يدفعان الفرد للاستمرار في تميزه ونجاحه، مهما كان المستوى الفكري أو المعيشي للأسرة”.

سألناه: كيف تواصل رحلتك قارئا؟

أجاب: القراءة هي الشيء الذي لا يمكنني التوقف عنه، وأجد دائما المتعة في قراءة الكتب العلمية والروايات التي أصبح الكثير منها متوفرا بصيغة مسموعة، ويمكنني الاطلاع عليها في أي وقت، صحيح أنه ليس لجميع الكتب نسخا صوتية لكن ذلك لن يمنعني من من الاجتهاد لقراءتها بأي طريقة ممكنة.

ويتحدث الرقادي عن اهتماماته الأخرى فيصفها بأن معظمها “ترتكز على تطوير المشاريع والحلول الرقمية، أما بالنسبة لعالم الابتكار والاختراع فهو شغفي منذ الصغر، وغالبا تستهويني الأفكار الفريدة والتقنيات الحديثة، وأسعى دوما للتفكير في الحلول الجديدة، واستمر هذا حتى مرحلتي الجامعية، وقد حصلت على براءتي اختراع من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2015م، وهما أول براءتين حصلت عليهما جامعة السلطان قابوس من مكتب ليمان الأمريكي المرموق عالميا. والابتكارات عبارة عن أجهزة وأدوات ميكانيكية تستخدم في الحياة اليومية. إلا أنه في السنوات الأخيرة أصبح تركيزي منصبا بشكل أكبر على إدارة وتطوير تطبيقات وأنظمة رقمية مبتكرة في الحقل التعليمي”.

ويختتم الحوار معه بالتأكيد على أنه ستكون هناك المزيد من الأعمال الأدبية الجديدة بإذن الله، وما “يوم سلطانة” إلا باكورتها والتي أرجو أن تنال إعجاب القراء والمهتمين بهذا النوع من الأعمال الأدبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق