العام

اعتماد ملف الخيل والإبل في قائمة التراث العالمي باليونيسكو.. ما هي الفوائد؟

تسجيل ملف عرضة الخيل والابل للسلطنة في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية بمنظمة اليونيسكو حلم لامس الواقع، وهذا الانجاز يعتبر إضافة إلى مسيرة الفروسية بالسلطنة، ويأتي انعكاساً للحرص والاهتمام السامي للمحافظة على تراث عمان الخالد وحب جلالته الخاص لرياضة الفروسية، وتتويج لكل الجهود المخلصة لأبناء البلد الأوفياء الذين جمعوا بين حب الرياضة وعشق الموروث العماني الأصيل ليكون الجزاء من جنس العمل والثمار من أساس الزرع المتقن الذي سقاه عرق جباه وسواعد الآباء والأجداد.

كتب ـ حمود بن سالم الريامي

كان الدور بارزا للاتحاد العماني للفروسية منذ سنوات عديدة بدأها بالمحافظة على هذا التراث الاصيل ووزع نطاق اقامتها بين مختلف ولايات السلطنة وعمد على اقامة المضامير الفروسية التي تضمن سلامة وأمن الخيل، الى ان وصلنا هذا اليوم الى فريق متكامل باسم السلطنة يمثلنا داخليا وخارجيا من خيرة شباب الوطن الممارسين لهذه اللعبة، ووجود منافسات لمسابقة خاصة بركضة العرضة للخيل وتواصل نشاطها منذ أربعة مواسم متتالية افرزت الكثير من التراث غير المادي من عادات وتقاليد وفنون عمانية أصيلة.
ركض العرضة
يتميز فن ركض العرضة بإظهار مهارات الفارس العماني على ركوب الخيل بدون ركبيات والوقوف على ظهرها بكل مهارة وشجاعة الى جانب ممارسة بعض المهارات الاخرى، فهو فن يجمع بين الرياضة والشعر والمهارة العمانية.
ولأنه من الموروث الثقافي والتقليدي العماني الاصيل وجزء مهم من الذاكرة الشعبية والوطنية والانسانية، سعت حكومة السلطنة ممثلة بوزارة التراث والثقافة لرفع ملف ركض عرضة الخيل والابل كملف منفرد الى اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابع لليونيسكو تمت مناقشته واعتماده في اجتماعها وضمه لقائمة التراث العالمي غير المادي للانسانية.
تضمن الملف مسميات العرضة وآداب ممارستها للممارسين لها وآليات صون العرضة والجهود الحكومية والاهلية للحفاظ عليها وقوائم الحصر الوطنية العمانية والتعريف بفن التحوريب.
وإدراج عرضة الخيل والإبل ضمن المنظمة العالمية للتراث العالمي يساهم في رفع مستوى الوعي بهذا الارث على المستوى الاقليمي والدولي لوجود العديد من عناصر التراث المادي غير المادي والمرتبطة بالخيل والهجن في العالم، كما يوفر أرضية جيدة للحوار وتبادل الافكار بين المشاركين باعتبارها مناسبة اجتماعية ووطنية ترتبط بها العديد من الفنون والصناعات التقليدية والعادات والتقاليد وتحظى بمشاركة واسعة من قبل العديد من فئات المجتمع، كما انها تساهم في الاهتمام بصورة اكبر بهذا المجال وتشجيع التواصل بين مختلف الممارسين للعرضة وايجاد مدارس متخصصة لتدريس التراث غير المادي باعتبار أن العرضة مناسبة لإظهار مهارة الفارس وراكب الهجن، كما سيواكب هذا تسليط الضوء عليها اعلاميا مما يعني زيادة نسبة المشاهدة الذي سيعمل على تبادل الآراء والخبرات بين مختلف ممارسي هذه العادات والطقوس في مختلف دول العالم واثراء القائمة التمثيلية بمفردة متنوعة وهذا سوف يساهم في زيادة التنوع الثقافي للقائمة.

عرضة الخيل
وتشمل رياضات الخيل التقليدية او كما تعرف بركض العرضة على العديد من المهارات الفروسية ابتداء من مسيرة الخيل التي يقوم خلالها الفرسان بإلقاء هبل الخيل وكذلك فن التحوريب او محورب الخيل من خلال تسخين الخيل وترويسها بشكل دائري على طول الميدان وايضا يلقي الفرسان عددًا من الابيات الشعرية التي ترمز للافتخار والاعتزاز كما يكون هناك ركض العرضة او ما يعرف بركض الحشمة من خلال انطلاق فارسين من بداية الميدان وهم متماسكان بكتفي بعضهما البعض وفي اليد الاخرى يقومون بالسيطرة على زمام جوادهما بحيث لايسبق احدهما الاخر.
ويتخلل هذا السباق استعراض الوقوف بالسرج العربي او ما تعرف بالزانة العمانية او بدونها، كما ان ترويض الخيل له نصيبه من خلال تنويمها وابراز قدرة الفارس على السيطرة على جواده من خلال الاوامر التي يعطها لخيله، وعادة ما يصاحب هذا الموروث وجود عدد من الفنون الشعبية المغناة التي تعتبر الوجه الاخر لهذه العملة النادرة، وتقام ركضة العرضة في العديد من المناسبات الوطنية والدينية كالأعياد والاعراس وغيرها، كما ان هناك زيا تقليديا عليه سواء للخيل أو الفارس فبالنسبة للفارس يرتدي الزي العماني الابيض مع المصر وكذلك الخنجر اما بالنسبة للخيل فيتم تزيينها بالفضيات اللجام والصريمة والصدار والقلادة اضافة الى السرج العربي او ما يعرف بالزانة العمانية، وجميعها تصنع محليا بالسلطنة، كما يمكن ان يشارك في هذه الرياضة كل من الرجال والنساء والاطفال وكبار السن فهي رياضة الجميع.
بداية المشوار
يمثل تسجيل ملف عرضة الخيل والابل بداية لمشوار قادم يمهد في تفعيل مثل هذه الرياضات التقليدية التي عمل الاتحاد على الترويج لها كمنتج محلي له صبغته الخاصة والمتفردة والنادرة التي تحمل في طياتها عبق الماضي التليد وعنوانًا لمسيرة طويلة من الاصالة والتراث الخالد، حيث سعى الاتحاد بداية الى تشجيع هذه الرياضة وعمل فعاليات متواصلة خلال كل موسم في مختلف ولايات السلطنة، كما قام الاتحاد بإنشاء الميادين الخاصة وتهيئة البعض منها بما يتواكب مع الامن والسلامة والتشجيع على تزيين الخيل بكل التفاصيل الخاصة بركضة العرضة من فضيات وسرج عماني وغيرها، كما ان الاتحاد شجع على عمل المهارات الخاصة بهذه الرياضة كالوقوف على ظهر الخيل وتنويمها وغيرها، وتواصلت الادارات المتعاقبة للاتحاد الى تطوير هذه الرياضة حتى اصبحت على ما نشاهده اليوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق