العام

في الحجر المنزلي .. أهالي شناص يفتقدون “قهوة رمضان”

خاص: التكوين

لكل منطقة من مناطق السلطنة عاداتها وتقاليدها المتنوعة، لاسيما في شهر رمضان المبارك. وقد اعتاد أهالي ولاية شناص على اللقاءات الاجتماعية العامة كل ليلة من ليالي الشهر الكريم، بعد صلاة التراويح، في ما يسمونه “قهوة رمضان”، وهو لقاء جماعي بعد صلاة التروايح، يتناولون فيه الأطباق الشعبية ويتبادلون فيه الأحاديث.

يبدأ الناس في الغالب فطرهم بتناول أشياء خفيفة مثل التمر والماء واللبن والشوربة، وربما بعض العصائر. بعد ذلك يذهبون لأداء صلاة المغرب، ثم يعودون إلى المنازل حيث تجتمع العائلة مرة أخرى لتناول الشاي والقهوة، وربما يصحب ذلك تناول بعض المقليات الخفيفة ومشاهدة التلفزيون. وتستمر هذه اللمة أو الجلسة العائلية حتى وقت صلاة العشاء والتراويح.

وتبدأ جلسة “قهوة رمضان” بعد أداء صلاة العشاء والتراويح، حيث يجتمع الناس في لقاءات جماعية، سواء على مستوى الأسرة، إذا كانت أسرة كبيرة مكونة من أكثر من بيت، أو على مستوى الجيران. يجتمع الرجال في مجلس أحدهم، فيما تجتمع النساء عند إحداهن أيضا، ويقوم أهالي كل بيت بإحضار ما أعدوه من الأطباق لـ”قهوة رمضان”.  

وتشتمل سفرة القهوة على العديد من أصناف المأكولات الشعبية التي تتفنن النساء في إعدادها، مثل الهريس والعرسية والبلاليط (الشعيرية) والساقو والفرني (رز مطحون مع الحليب والسكر والهيل وماء الورد) والكاستر واللقيمات وخبز الرقاق مع العسل أو دبس التمر والباجلا أو الباقل (الفول) والدنجو أو النّخّي (الحمص)، إلى جانب بعض الحلويات والأطباق المتنوعة التي تعدها النساء، ويختمون ذلك بتناول القهوة العمانية. 

وتشكل هذه اللقاءات متنفسا اجتماعيا وعادة سنوية ينتظرها الناس في شناص، فهي إلى كونها طقسا رمضانيا خالصا، تمثل وجها من وجوه الترابط والتآلف بين أفراد المجتمع، يتبادل فيها الناس الأحاديث عن شؤونهم ومختلف القضايا التي تدور من حولهم، وغني عن القول تبادل النكات وإشاعة الفرح والبهجة وتنقية القلوب بين الأهل والجيران، كما أنها تضفي نكهة خاصة على ليل رمضان.

إلا أن مساء رمضان يمر هذا العام على أهالي شناص دون الاجتماع على “قهوة رمضان”. إذ يكتفي الناس، في ظل الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا، بالجلوس في المنازل، وتقتصر اجتماعاتهم على اللقاءات الأسرية البسيطة حول بساط “قهوة رمضان”.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق