العام
عجلة “الغزل” بجوار غاندي في العلم الهندي .. ما قصتها؟
خالد المعمري
باحث في التاريخ البريدي
احتفل عدد كبير من دول العالم، ومن بينها بعض الدول العربية، بالذكرى 150 عاما على ميلاد الأب الروحي للهند الحديثة المهاتما غاندي، وأغلب هذه الدول أصدرت طوابع شخصية له، وتظهر إلى جواره عجلة الغزل. فما هي قصة هذه العجلة؟ ولماذا توجد في العلم الهندي؟ ولماذا أصبحت أيقونة في الثقافة الهندية؟
اتخذ العلم الوطني للهند في 22 يوليو 1947م، أي قبل أربعة وعشرين يومًا من استقلال الهند عن المملكة المتحدة البريطانية في 15 أغسطس 1947. وبعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921 اقترح غاندي صيغة العلم الحالي.
تتوسط العلم عجلة الغزل التقليدية وهي ترمز إلى هدف غاندي في تحفيز الهنود وتشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم في صناعة أقمشة ملابسهم وعدم استيرادها أو شرائها من البريطانيين.
لكن عجلة الغزل لم تكن بتلك الشهرة وقتها، وإنما ذاع صيتها عندما نشرت الصحفية والمصورة البريطانية مارغريت بورك صورة لغاندي بعد وفاته وهو يقرأ وبجانبه الشاراكة (عجلة الغزل التقليدية). ظهرت الصورة بشكل بارز تكريمًا لغاندي بعد اغتياله، وسرعان ما أصبحت صورة لا تُمحى ورمزًا قويًا للعصيان المدني، ساعد في ترسيخ صورة غاندي كقديس للسلام.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أقامت مارغريت بورك وايت من عام 1946 حتى عام 1948 في الهند، تغطي إنشاء ولايات جديدة من الهند وباكستان بعد استقلالها عن بريطانيا وانفصال باكستان عن الهند، بما في ذلك القتال الذي رافق هذا التحول. وتعد صورتها لغاندي في عجلة الغزل هي واحدة من أفضل الصور المعروفة للزعيم الهندي، وقد التقطتها لغاندي قبل ساعات فقط من حادثة اغتياله.