العام

الأفارقة يطالبون بتغيير الاسم الاستعماري لبحيرة “فيكتوريا”

يطمح سكان شرق إفريقيا إلى تغيير اسم بحيرة “فيكتوريا”، ثاني أكبر بحيرة مياه عذبة في العالم، لدلاته على حقبة الاستعمار البريطاني

وتقع البحيرة بين دول أوغندا وكينيا وتنزانيا، وتعد أحد منابع نهر النيل، حيث تحمل اسم الملكة البريطانية “فيكتوريا” (حكمت بين 1837-1901).

وأطلق تسمية “فيكتوريا” على البحيرة، المستكشف البريطاني “جون هاننج سبيك”.

ومؤخرا، بدأ كفاح سكان المنطقة من أجل تغيير اسم البحيرة، الممتدة على مساحة 65 ألف كلم مربع، عبر مطالبة حكومات بلادهم بالتحرك، وإطلاق حملة موسعة عبر الإنترنت لتحقيق هذا المطلب.

تغيير أسماء الحقبة الاستعمارية ضرورة ملحة

وفي حديث، صرح “باتريك لوش أوتينو لومومبا”، أحد الحقوقيين البارزين في كينيا، أنه من غير المنطقي الاستمرار في تسمية البحيرة بـ”فيكتوريا” ليومنا هذا.

وقال لومومبو “ليس لدي أدنى شك في ضرورة تغيير جميع الأسماء التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية”.

وأردف: “إذا ما نظرنا إلى تاريخ العديد من دول إفريقيا، فإن أول ما نلحظه هو تغيير أسماء البقايا الاستعمارية”.

الملكة فيكتوريا دعمت وأيدت العبودية

كما أعرب لومومبا،عن استغرابه من عدم تغيير اسم البحيرة، رغم أن الملكة “فيكتوريا” كانت من الداعمين والمؤيدين للعبودية.

وأضاف أن “فيكتوريا هي إحدى الداعمين والمؤيدين للعبودية. وآمل حقًا أن يتخذ المجتمع الإفريقي خطوة حاسمة في إعادة تسمية البحيرة”.

وحول مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد، أفاد لومومبو قائلا: “ردود أفعال دول إفريقيا اتجاه العنصرية والاستعمار لم تكن صارمة قياسًا بردود أفعال اليهود اتجاه الإبادة الجماعية”.

مجموعة شرق إفريقيا ترفض تغيير اسم البحيرة

في عام 2019، قدم رئيس جنوب إفريقيا السابق، جاكوب زوما، مقترحا لمجموعة شرق إفريقيا، بتغيير اسم البحيرة، غير أن المقترح لم يحظَ بالموافقة.

وتعقيبا على ذلك، صرح ممثل جنوب السودان في المجموعة، غابرييل جارانج، بأن “إعادة تسمية البحيرة سيكون بداية لتغيير وتحرر عقول الأفارقة”.

وتضم المجموعة ست دول هي بوروندي وكينيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وجنوب السودان، ومن بين أهدافها تحقيق التنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين أعضائها.

أي اسم للبحيرة غير “فيكتوريا” سيكون أفضل

وفي حديث، عبر العديد ممن يعيشون ويعملون حول البحيرة عن رأيهم بضرورة تغيير اسمها الحالي.

وذكر “مارتن أوتينو”، صائد الأسماك بالبحيرة، أن “أي اسم للبحيرة يقترحه سكان كينيا وأوغندا وتنزانيا سيكون أفضل بلا شك من حملها لاسم أحد معذبيهم بسبب لون بشرتهم”.

بدوره، أفاد رجل الأعمال الإفريقي، “فيكتور أونيانغو”، بأن “البحيرة تمثل فخرًا كبيرًا لنا كأفارقة، وهي تحمل حاليًا اسمًا اختاره لها البريطانيين، ونريد إعادة تسميتها”.

يُذكر أن عدد من الجماعات العرقية المختلفة تعيش حول البحيرة ليومنا هذا، بينها “نالوبالي” و”ونيانزا” و”وأوكيريوي” و”ولولوي”.

وشهدت إفريقيا في السنوات الأخيرة، تغيير أسماء العديد من الأماكن والمدن بسبب رمزيتها ودلالتها التي تعود للحقبة الاستعمارية.

وعلى سبيل المثال جرى تغيير اسمي العاصمة الزيمبابوية من سالزبوري إلى هراري، وعاصمة موزمبيق من لورينزو ماركيز إلى مابوتو.

المصدر: الأناضول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق