التاريخ البريدي ليس متعلقا بالطوابع فقط، وإنما يشتمل على دراسات وتتبع للأحداث المتعلقة بالبلد أو المنطقة بشكل عام. وموضوعنا هنا عن مغلفات خاصة لهواة الطوابع والبريد الجوي. ونتحدث في هذا المقال عن مغلف لشركة بريتن مارتن (Britten-Norman) يوثق لتسليم طائرة من الشركة بالمملكة المتحدة إلى سلاح الجو السلطاني العماني سنة 1974م، وهي طائرة متعددة الأغراض، تم تطويرها للقيام بأدوار مثل النقل وإخلاء المصابين والمراقبة الجوية والدوريات والاستطلاع.
قد تكون فكرة الغلاف من ابتكار الشركة المصنعة أو من كابتن الطائرة المستر كريك. ولا بد في البداية من الإشارة إلى أن المغلفات لا تعد رسمية لأنها لم تصدر من إدارة البريد البريطانية، لكن الفكرة ليست بجديدة وهي تقليد لفكرة مغلفات منطاد زبلن ـ سياتي ذكره لاحقا ـ أو ربما تقليد لمغلفات بريد الفضاء.
ومغلفات الرحلات الجوية بشكل عام هي عبارة عن فرع من التاريخ البريدي المتخصص في دراسة البريد الجوي.
وقد لاحظ هواة جمع الطوابع تطوير النقل البريدي عن طريق الجو منذ البداية، كما أن جميع جوانب الخدمات البريدية قد تمت دراستها وتوثيقها على نطاق واسع من قبل المتخصصين.
الجدير بالملاحظة في الموضوع أن المستر كريك قد يكون من هواة الطوابع لأنه قام بتوقع المغلفات أثناء نزول الطائرة ديفندر إلى مطار السيب الدولي (مسقط حاليا).
وتعد هذه الطائرة حينها طائرة حديثة لأنها صنعت في عام 1970م. وما يهمنا في دراسة الموضوع هو معرفة خط سير الرحلة منذ إقلاعها الأول أو التحليق الأول للطائرة إلى حين وصولها إلى عمان لتسليمها لسلاح الجو السلطاني العماني. وتعتبر هذه الطائرة رقم 500 التى تباع كما هو واضح بالمغلف.
مرت الرحلة بثلاث مراحل مختلفة حتى وصولها إلى مسقط. فقد كان
الإقلاع بتاريخ 16 أغسطس 1974م، من مطار بيمبرج، وهو يقع في جزيرة وايت، وهي جزيرة ومقاطعة إنجليزية تقع في أقصى شمال القناة الإنجليزية بالقرب من ساحل إنجلترا الجنوبي. وتوقفت الطائرة في مطار بورنوث الذي يقع في جنوب إنجلترا، حتى موعد الإقلاع إلى عمان بتاريخ 21 أغسطس 1974م. ومرت الرحلة أثناء سيرها بالبحرين، لكن الطيار لم يوثق التاريخ ولم يذكر كم ساعة توقفت. ومن خلال الختم على الطابع يتبين أن تاريخ دخول الطائرة إلى السلطنة كان يوم 26 أغسطس 1974م، لكن هذا ليس دليلا على أنها وصلت بهذا التاريخ، وقد يكون الوصول قبل ذلك، لأن ختم الدخول إلى مطار السيب الدولي لم يؤرخ.
وهنا ينبغي أن نفهم أن دراسة مغلف أو بطاقة بريدية مرسلة من بلد ما تبدأ من خلال الختم وتتبع أي رسالة خرجت من حدود البلد. والختم الموجود على المغلف هو الذي يوثق المراحل الزمنية، لأنه من خلال الأختام الموجودة على المغلف أعلاه تمكنا من معرفة وتتبع خط سير الرحلة وما مرت به منذ انطلاقها حتى وصولها إلى السلطنة.
