العام

قصة نجاح في مجال الزراعة

يقف خميس بن صالح الصالحي من ولاية السويق بين محاصيله الزراعية بكل زهو وافتخار وهو يرى أن أي مشروع ينفذه صاحبه يحمل بين طياته غايات كثيرة سواء تحققت على المدى القريب للمشروع أو المدى البعيد ومن الأهداف التي حققها مشروعه استخدام أحدث التقنيات في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي خاصة من محاصيل البيوت المحمية بما يحقق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي وإيجاد بدائل جديدة للزراعة دون استخدام التربة مثل الزراعة الهرمية للتقليل من مشاكل التربة والأمراض والآفات، هذا إلى جانب زيادة الإنتاج في وحدة المساحة( التوسع الرأسي).

المصدر: وزارة الزراعة والثروة السمكية

مزرعة خميس الصالحي من المزارع الكبيرة الانتاجية بولاية السويق والتي تصل مساحتها الى أكثر من 65 فدانا ومن المزارع الجميلة التي تريح العين وتسر النفس وتسعد الخاطر فهي بحق واحة غنّاء.
البداية:
عن بداياته في العمل الزراعي قال خميس الصالحي: بدأت العمل في الزراعة منذ أكثر من 30 سنة وما زلت مستمرا لحد الان بنفس النشاط والحماس لأنني دخلت هذا المجال عن حب واقتناع فالزراعة هي كنز للأجيال الحالية والمستقبلية وينبغي منا جميعا التكاتف لتنمية الزراعة وتطويرها من اجل ان نحقق الاهداف التي نصبو اليها وهي الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل.
ويضيف الصالحي: من العوامل الرئيسية التي ساعدتني على النجاح هي إدارتي للمزرعة بنفسي فنيا وإداريا وتسويقيا وأشرف بنفسي على جميع العمليات التي تقام في المزرعة بدءًا من غرس البذور مرورا بعملية الحصاد وانتهاءً بمرحلة التسويق، اضافة الى تواصلي المستمر مع جمعية مزارعي الباطنة للحصول على الإرشادات ومعرفة كل ما هو جديد في مجال الزراعة خاصة الاسمدة والبذور، وللجمعية دور في تشجيعنا وارشادنا خاصة في اختيار الاصناف المنزرعة وكذلك المساعدة في عمل المحميات الزراعية وأنظمة الري الحديثة.
تقنيات حديثة:
وسألناه عن تطبيقه للتقنيات الحديثة في الزراعة فقال: أطبق جميع التقنيات الحديثة في الزراعة وتطبيقي لهذه التقنيات بمثابة نقطة البداية والانطلاقة لتشجيع الآخرين في الدخول للمضمار فتجربتي تخفف المخاوف من استخدام تقنية ربما لم تنتشر كثيرا بين المزارعين والتي قد تشكل هاجسا لهم إلا أن نجاح واحدة منها يكفي لأن يحفز ويشجع الآخرين على استخدام تلك التقنية ونحن نعلم بأن وزارة الزراعة والثروة السمكية تهتم بالمزارع كثيرا وتعتبره ركنا أساسيا لتنمية القطاع الزراعي وتشجعه على الأخذ بهذه التقنيات.
وأضاف: كما يوجد بالمزرعة مشتل مغطى لإنتاج شتلات محاصيل الخضر، ومقاومة الآفات والحشائش وهي من العوامل المهمة التي تحدد كمية الإنتاج ونوعيته لذلك نستخدم تقنيات متنوعة كاستخدام المصائد اللاصقة هذا بالإضافة إلى الأغطية الواقية للحد من تأثير الحشرات الناقلة للفيروسات، ومن أولوياتنا اختيار الأصناف الملائمة والمحسنة ذات الإنتاج الوفير والمقاومة للامراض للحصول على منتج ذي جودة عالية.
مزروعات:
وعن المحاصيل المنزرعة قال: نقوم بزراعة الخضروات بجميع أنواعها إلا إننا نركز على أنواع معينة كالطماطم بأنواعه والخس بأنواعه والجح والشمام والفلفل الملون بأنواعه، وأقوم بتجربة اصناف عديدة في المزرعة كالخس الملون بأنواعه والفلفل والطماطم خاصة الطماطم الكرزي وغيره.
وعن الزيارات التي يقوم بها للإطلاع على تجارب الاخرين قال: دائما بعد نهاية الموسم نقوم بزيارات عديدة سواء في اوروبا او شرق آسيا للاطلاع على ما يمكن الاستفادة منه وتجربته في السلطنة ودائما نبدأ من حيث انتهى الاخرون خاصة في مجال التقنيات الحديثة المستخدمة والأسمدة والبذور.
مبيدات صديقة للبيئة:
وردا على سؤال حول المبيدات المستخدمة في الزراعة أجاب: نستخدم مبيدات صديقة للبيئة والموصي بها عالميا والتي لا تؤثر على المستهلك وللتأكد من سلامة المنتجات نرسل عينات الى اليابان وهولندا لفحص المتبقيات وخلوها من السميات والحمد لله منتوجاتنا أقل بكثير من المعدل والاشتراطات التي وضعتها هذه الدول لتصدير المنتج اليها ويكاد ينعدم تقريبا فيها وجود متبقيات.
وأضاف: نسعى الى الحصول على شهادة من منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو) تفيد بخلو منتوجاتنا من المتبقيات وقد تمت مخاطبتهم في هذا الموضوع ونحن بانتظار فحص العينات.
الدورة الزراعية:
ويتبع خميس الصالحي سياسة الدورة الزراعية ويقول في ذلك: نقوم بذلك بهدف المحافظة على خصوبة التربة وعدم إجهادها لما لها من أهمية في مكافحة الآفات والحد من انتشارها، فضلا على استغلال المخلفات الزراعية وذلك لتوفير الأسمدة والتقليل من الاعتماد على الأسمدة الكيماوية لما لها من آثار سلبية بالنسبة للانسان والحيوان.
التسويق:
وعن التسوق قال: يتم الاتفاق مع احدى شركات التسويق خارجيا وداخليا لتسويق المنتج ويتم تصدير الانتاج الى الاسواق المحلية في جميع محافظات السلطنة، اضافة الى دول الخليج العربية واليابان وبريطانيا وألمانيا.
تحديات:
وعن المعوقات والتحديات التي تواجهه في مجال الزراعة قال: كل مشروع لا يخلو من صعوبات وعقبات تواجهه ولكن تبقى العزيمة والإصرار على النجاح هي أهم ما يتمسك به الإنسان لتحقيق ما يصبو إليه، ومما لا شك فيه فإن اطلاعي على تجارب الآخرين فيما يتعلق بالمشاريع الناجحة والاستفادة من خبراتهم من خلال المناسبات الزراعية والحلقات العلمية التطبيقية كانت خير معين لنا في الاخذ بما يناسب مناخ وطبيعة السلطنة.
مشاريع مستقبلية..
وحول المستقبل والمشاريع التي يفكر في تنفيذها قال: دائما أتطلع إلى تطوير المشاريع التي أقوم بإدارتها وأركز على قطاع معين وأتفرغ له وقطاع الزراعة من القطاعات ذات الفرص الاستثمارية الواعدة وهناك أفكار كثيرة للتطوير المستقبلي وطموحي ان تكون مزرعتي محمية بالكامل وان ازرع جميع الاصناف الموجودة.
وأعرب خميس الصالحي عن ارتياحه الشديد للمردود الذي يعود عليه من المزرعة خاصة إذا ما اتحدت الرغبة الذاتية للشخص مع الخبرة والمتابعة المستمرة الى جانب توافر البيئة المثالية والموقع الممتاز للمشروع وقال: من وجهة نظري أعتبر مثل هذه المشاريع جيدة جدا ومربحة اذا توافر فيها جميع العناصر من دعم وخبرة.
زراعات حديثة:
هيثم الصالحي أحد أبناء خميس الصالحي قال عن الزراعة الهرمية: هي إحدى الزراعات الحديثة والتي بدأت تنتشر على نطاق واسع والتي طبقناها في المزرعة حيث انها تقلل وحدة المساحة مع زيادة الانتاج كما انها لا تتأثر بالملوحة كالزراعة في التربة العادية وكذلك تأخذ بما يكفيها من المياه ويمكن استبدال هذه الأواني متى ما دعت الضرورة الى ذلك، ونستخدم في الزراعة الهرمية الاسمدة والمبيدات العضوية.
وعن المحاصيل التي تزرع قال: في الزراعة الهرمية جربنا زراعة الفراولة والخس وهناك نية لزراعة محاصيل اخرى.
وأضاف هيثم الصالحي: الشباب العماني أثبت قدرته في العمل الحر ولديه ثقافة عملًا تساعده على الالتزام بالعمل سواء أكان صاحب مشروع أو عامل ويبقى عنصر التشجيع والحوافز المقدمة وبيئة العمل المناسبة وهي متى ما توافرت تساعد الشباب على العمل والاستقرار..
شاب طموح:
أحمد بن خميس الصالحي من الشباب الطموحين الذين يستهويهم العمل الزراعي قال: بما أنني طالب في الكلية فإنني اساعد الوالد في العمل الزراعي والإشراف على المزرعة في وقت الفراغ والأجازات، والعمل في مجال الزراعة بلا شك ممتع ويتيح لك التعرف على اسرار هذه المهنة ويجب تشجيع الشباب على العمل الحر بمختلف القطاعات وتقديم التسهيلات الضرورية لهم لإقامة مشاريعهم الخاصة والتي تساعد في تطوير المجتمع المحلي ودعم الاقتصاد الوطني.
دعوة:
وفي ختام حديثه وجه خميس بن صالح الصالحي دعوة للشباب العماني للعمل بالقطاع الزراعي والحيواني على حد سواء مشيرا إلى أن هذه الدعوة لم تأت من فراغ إنما من تجربة حقيقية شخصية إذ تمكن من تحويل فكرته لواقع ملموس بفضل الدعم الذي لقيه من جميع الجهات ومثابرته هو شخصيا والذي كان سببا في الوصول إلى المستوى الذي هو عليه الآن إضافة إلى التقنيات والتحسينات الكثيرة التي أدخلت على المجالين الزراعي والحيواني والتي ذللت الكثير من الصعوبات.

نشر الحوار في العدد التاسع …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق