كلمتين راس

الذين خذلوا الشعر الشعبي!

منذ الإعلان عن نتائج جائزة السلطان قابوس للآداب والفنون، وأحاول أن أجد مبررا واحدا (غير ما قالته لجنة التحكيم واقتنعت به) لحجب جائزة الشعر الشعبي..

هذا الشعر الذي اعتبره ديوان عمان الحقيقي، منذ أن تغنّى به ذلك البدوي في صحرائه، وصولا إلى تجليه في فن العازي باعتباره هوية عمانية مسجلة عالميا.

هذا الشعر الذي تغنّى بعمان، الأصالة والمجد والحضارة.. وعصر النهضة المباركة، هذا الشعر الذي بقي أنشودة جمال في الدفاع عن العرين بالكلمة، الكلمة التي تتفوق في أحايين عدة على قوة (الفصيح) حيث نجد فيه روح الشعر المتجلية بالبيان اللفظي والمعنوي بينما جنح شريكه إلى النظم والتكرار.

كان المستحق للتكريم، أيا كانت المبررات المتعالية التي ساقوها لتفسير حجب أهم جائزة يكرم بها آلاف الشعراء العمانيين الذين كتبوا هذا اللون الجمالي من القصيدة، حجبها لا يعني مجرد حجب لجائزة، بل حجب تكريم من المقام السامي لصوت قصيدة شاركت ودافعت وصالت وجالت في ميادين فنوننا الشعبية عبر عقود من النهضة الحديثة.

هي صوت الإنسان العفوي المعبّر بكل جمال عن حبه للأرض والجمال، ولا يمكن الاقتناع بأن جميع تلك الأعمال المقدمة للجائزة أدّت إلى حجب هذه الفرصة لتكريم الإبداع الشعري الشعبي في صوت فائز، لأن (الحجب) لطمة قاسية وجهتها اللجنة لمسيرة الشعر الشعبي في البلاد، ومن مؤسسة (تشرف على الجائزة) أقامت قبل سنوات ندوة عنه رفعت توصياتها للمقام السامي وباركها.. ومنذئذ.. لا نعلم عن التنفيذ شيئا.

هي رسالة أيضا لوزارة التراث والثقافة، المعنية بالشعر الشعبي على شقين: التراثي والشعبي، وهي رسالة لأمانة الجائزة ودورها.. والأهم: لديوان البلاط السلطاني حيث توجيهات جلالته ذات يوم بالاهتمام بالشعر الشعبي.. ولم يحدث إلا.. حجب الجائزة التي ترقبها شعراؤنا زمنا.

تعاليتم على صوت عماني أصيل، وأردتموه حسب قوالبكم الجاهزة، بينما الشعر طائر حر، جماله لن يتوقف على.. حجبكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق