العام

هل ستأخذ أطفالك إلى حضانات الأطفال في حالة فتحها؟

يبدأ اليوم أغلب الموظفين العودة إلى مقرات عملهم، بعد قرار اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، بإنهاء العمل بقرار إعفاء الموظفين من الحضور إلى مقرات العمل في الجهات الحكومية، اعتبارا من اليوم، وعلى غرار ذلك أيضا سيبدأ مثل هذا الإجراء في مؤسسات القطاع الخاص، في الوقت الذي ستواجه فيه العديد من النساء العاملات صعوبة بالغة في توفير المكان الآمن لرعاية أطفالهن أثناء وجودهن في العمل. 

وفي ظل العودة التدريجية للحياة إلى طبيعتها، ونظرا للحاجة الماسة، فقد يجري إعادة افتتاح الحضانات ورياض الأطفال، وفق بعض الضوابط والشروط الاحترازية. وفي هذا السياق أجرت “التكوين” الرقمية استطلاعا شمل فئات مختلفة من النساء العاملات، لمعرفة رأيهن إذا ما كن على استعداد لاصطحاب أطفالهن للحضانات ورياض الأطفال، فكانت إجاباتهن كما يلي … 

استطلاع: التكوين

الأطفال أكثر عرضة

في البدء تحدثنا سامية أنور محمد البلوشية ـ مديرة دائرة التدريب ورئيسة قسم الفئات الطبية  بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط ـ فتقول: في الوقت الحالي، ومع زيادة عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19، فإن عودة الأطفال إلى الحضانات ورياض الأطفال قد يزيد من نسبة انشار الوباء بطريقة أسرع، في المجتمع بشكل عام، وفي الأطفال بشكل خاص؛ علماً بأن الأطفال هم أكثر عرضة لانتقال العدوى من البالغين، بسبب المناعة المنخفضة وعدم التقيد بطرق الوقاية الصحية. كما أنه من الصعب جداً إلزام الطفل بارتداء كمام الوجه خلال تواجده في الحضانة أو استيعاب مفهوم التباعد الجسدي بين الأطفال الآخرين من باب الوقاية، بما في ذلك من صعوبة السيطرة على سلوك الطفل الفطرية وتعرضه للكثير من الآثار الجانبية الناتجة عن ذلك.

لا سبيل سوى التعايش

أما بلقيس بنت راشد المنظرية ـ محاضرة لغة انجليزية ـ فترى عكس ذلك، وتؤيد عودة الأطفال للحضانات قائلة: نعم ..أتوقع بأن الجائحه ستستمر لمدة أطول ولا يوجد سبيل للتعامل معها إلا بالتعايش، والعودة إلى العمل هو أولى خطوات التعايش مع هذا المرض. شخصيا لا أمانع من اصطحاب طفلي إلى الحضانه إذا كنت مضطرة إلى ذلك، على أن تتعهد الإدارة باتباع إجراءات الوقاية (بالتعقيم المستمر والتباعد الجسدي المعقول إلى حد ما كتقليل عدد الاطفال والمربيات في الغرفة الواحدة). بل وأجدها فرصه لغرس هذي الإجراءات كعادات تشكل نمط حياة أطفالنا لاحقا. واذا كان الطفل قد تعود مسبقا على جو الحضانات فالأفضل أن نعيد حياته كذلك إلى مسارها السابق، لما لذلك من أثر إيجابي على الصحه النفسية للطفل. والمتتبع لأخبار ومستجدات الفايروس يجد أن فئة الاطفال إلى الآن تعتبر الأقل تأثرا بأعراض هذا المرض، ولله الحمد، وأنا أرى أن فرصة نقل المرض إلى الطفل (لا سمح الله) من الشخص البالغ من مصادر أخرى أعلى بكثير من فرصة إصابته بها من أقرانه في الحضانة، لذلك لا أرى أبدا ما يمنع اصطحاب الأطفال إلى الحضانه .

من جهتها تضم رحمة الرواحية ـ مديرة حضانة أطفال ـ صوتها إلى صوت بلقيس المنظرية مؤكدة: نعم، بما أني كأم وعاملة ولا أستطيع ترك أطفالي إلا في مكان آمن ويكون فيه رعاية واهتمام. وأي دار حضانة في وجود فيروس كورونا لابد أن تتخذ كل التدابير والاحتياطات من أجل الأطفال وحمايتهم، علما وأن الأطفال أقل عرضة للفيروس، ما عدا الأطفال الذين تكون لديهم مناعة ضعيفة، وهؤلاء يجب أن لا تستقبلهم الحضانة. ويجب أن يكون هناك تعاون بين الحضانة والمنزل، وفي حالة ما إذا كان الطفل متعبا أو تعرض للحمى، فينبغي عدم اصطحابه للحضانة أو الروضة، تفاديا للعدوى.

أضف إلى ذلك أنني كأم ربما لا أكون من نفس المنطقة، أي لا يوجد لدي أحد من أهلي بالقرب مني، ولا أثق في العاملة الموجودة في المنزل، ولا أستطيع أخذ إجازة من عملي بسبب طبيعة العمل وظروفه.

صعوبة التزام الأطفال

أما زينب العزرية فتبدي رأيا مغايرا، فهي تفضّل بقاء الأطفال في البيت ولا تؤيد أخذهم إلى الحضانات في الوقت الراهن، موضحة أن ذلك بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا، وخصوصا بين الأطفال، ويعود ذلك لسبب ضعف مناعة أجسامهم الصغيرة، وحتى لو بذلت الجهود لتعقيم المكان ونظافته بشكل جيد سيبقى ارتداء الكمام لفترة طويلة أمرا صعبا جدا للأطفال، وربما يكون مستحيلا لعدم تقبلهم ذلك.  فوجود عدد كبير من الأطفال في الغرفة الواحدة يسهّل عملية  انتقال العدوى  بشكل أكبر، كما أن التباعد الاجتماعي كذلك لا يمكن تطبيقه في دور الحضانة.

وتتفق منال البلوشية ـ أخصائية اجتماعية ـ مع زينب العزية، فتقول: لا، لأن سلامة أطفالي أهم من  كل شيء، والمنزل أكثر أمانا لهم ومهيأ لسلامتهم وصحتهم أكثر من أي مكان آخر. الحضانات ورياض الأطفال دائماً تجعلني في قلق دائم، وسيساورني الشك بخصوص نظافة المكان ومدى اتباع جميع الاشتراطات والاجراءت الاحترازية فيه. 

وتشترك أم محمد ـ موظفة صحية ـ أيضا مع هذا الرأي، فتقول: لا .. لأن الحضانات تلجأ إليها الأسر التي يرتبط ربّا الأسرة فيها بالعمل والمخالطه مع أفراد آخرين، وبالتالي فإن إمكانية تعرضهم للعدوى أكبر ونقله إلى أطفالهم الذين يشاركون بقية الأطفال الألعاب وأسرة النوم وأدوات الطعام في الحضانة، وبالتالي سهولة تعرضهم للوباء . 

بالإضافه إن إلى هذا الفيروس ينتقل بالمخالطة من الدرجه الأولى ولا يمكن التنبؤ به قبل ظهور الأعراض إلا عن طريق الفحص المخبري، الأمر الذي لا يمكن الوالدين من تفادي اللجوء للحضانات في فترة احتضان الفيروس قبل ظهور أعراضه.

ويبدو أن الآراء الرافضة أكثر من الآراء المؤيدة، وفي هذا السياق تضم مريم العبرية ـ مندوبة في القطاع الخاص ـ لمن قبلها موضحة على نحو قاطع: بالطبع لا. يستحيل أن آخذ أطفالي للحضانات خلال هذه الأزمة، لأنهم ضعيفو المناعة ومعرضون للإصابة بفايروس كورونا إذا لم يتم الأخذ بوسائل الوقاية في هذه المؤسسات، وهذا أمر لا أضمنه، ولا أضمن عدم وجود مصابين أو مخالطين لمرضى فيها. ولذلك أفضل التزامهم بالبيت، فأنا أحرص عليهم من غيري في الأخذ بالإجراءات الاحترازية وأستطيع تلبية حاجتهم للتعلم. 

الحاجة إلى العناية الفائقة

من جانبها تقول آمنة بنت ناصر بن هلال المعمرية ـ رائدة أعمال: لا يمكنني تعريض أطفالي للخطر مهما كانت الخطوات الاحترازية المتبعة لدى الحضانة أو رياض الأطفال. الفايروس سريع الانتشار والأطفال من الفئات الأكثر عرضه للإصابة بسبب ضعف مناعتهم. 

وتؤيدها أيضا فاطمة الشيزاوية ـ موظفة بوزارة التربية والتعليم ـ قائلة: محال، لأني لا أثق بمثل هذه المؤسسات، خصوصا وأن الفيروس في كل مكان في الفترة الراهنة، لذا أفضّل أن يكون طفلي في أيدٍ أكثر أماناً .

وتتفق أيضا مروة البلوشية ـ مهندسة ـ مع فكرة إبقاء الأطفال في البيت بدلا من الحضانات ورياض الأطفال، وذلك لأن عدد الأطفال أكثر من عدد المشرفات عليهم، والأطفال بحاجة إلى عناية فائقة وملاحظة دقيقة حتى يكونوا بعيدين عن الفايروس، ومن الممكن ان تغفل المشرفة عن طفل ولا يغسل يده لفترة وقد يتعرض للفايروس ويصاب به.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق