تستعد أوروبا لدخول أسبوع حاسم يتواصل خلاله رفع تدابير العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وقالت وكالة الأنباء الفرنسية اليوم إن منظمة الصحة العالمية أبدت تحفظات حيال فكرة إصدار “جوازات مرور مناعية” عرضتها بعض الدول لمواكبة رفع إجراءات العزل وبددت آمال الذين كانوا يراهنون على مناعة محتملة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس و تعافوا باعتبار أنها مقدمة لاستعادة النشاط الاقتصادي عبر إصدار هذه الجوازات .
وحذرت المنظمة من أنه “ليس هناك حاليًا أي إثبات على أن الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء من كوفيد-19 ولديهم أجسام مضادة باتت لديهم مناعة تقيهم الإصابة به مرة ثانية” مؤكدة أنه لا توجد “عناصر كافية” لتقييم مدى موثوقية “جوازات المرور المناعية” و”استخدام تلك الشهادات قد يزيد من خطر انتقال العدوى” إذ قد يعتقد الأشخاص “أنهم محصنون” ويتجاهلون التدابير الصحية.
وأعلنت إسبانيا ثالث دولة أكثر تضررا في العالم أنها سيُسمح للأطفال بالخروج من منازلهم للمرة الأولى منذ ستة أسابيع وهذ الدولة التي تخضع منذ 14 مارس الماضي لإجراءات عزل مشددة مددت حتى 9 مايو القادم وكانت تحظر حتى الآن الخروج على من تقل أعمارهم عن 14 عاما حتى لو كانوا برفقة أهاليهم. وسيقدم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بعد غدٍ الثلاثاء خطته الموسعة للخروج من الإغلاق يرجح تنفيذها في النصف الثاني من شهر مايو القادم.
وفي فرنسا يقدم رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الثلاثاء الاستراتيجية الوطنية للخروج من الحجر الذي فُرض لمواجهة فيروس كورونا المستجد .. كما سيتم الثلاثاء الكشف عن تطبيق الكتروني لتتبّع أثر الأشخاص الذين خالطوا مصابين بالفيرويس.
وتم تحديد سبع عشرة أولوية لإخراج فرنسا تدريجيًا من حالة الإغلاق اعتباراً من 11 مايو وهي تشمل إعادة فتح المدارس واستئناف عمل الشركات وعودة حركة وسائل النقل العام إلى طبيعتها وتأمين أقنعة ومعقمات ودعم كبار السن.
من جانب آخر أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل عالميًا بعد اقتراحه معالجة وباء كوفيد-19 بالمعقمات واعتبر في تغريدة ليل السبت الأحد، أن لا “وقت” لتضييعه في المؤتمرات الصحافية قائلاً “ماذا تنفع المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض في وقت لا تقوم فيه وسائل الإعلام الموجهة إلا بطرح أسئلة عدائية وترفض لاحقاً نقل الحقيقة أو الوقائع بشكل دقيق”.
توازيًا أعلنت كندا مساء السبت أن خططها لإعادة فتح الاقتصاد غير قائمة على تحلي السكان مستقبلياً بمناعة ضد الفيروس وفق رئيس الوزراء جاستن ترودو الذي دعا إلى “الحذر”. وفي كندا انتقد رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو داغ فورد متظاهرين نددوا بتدابير العزل وتوقف العجلة الاقتصادية قائلاً إن هناك مجموعة من الأشخاص “يحتجّون ويخرقون القانون ويُعرّضون الجميع للخطر بما في ذلك أنفسهم”.
وفي إيران حيث أودى الوباء بحياة 5650 شخصًا بحسب الأرقام الرسمية بدأ رمضان في أوج مخاوف من “طفرة” جديدة للوباء بعد أسبوعين على بدء اعادة الفتح الجزئية للمتاجر. وانتقد منسق حملة مكافحة الوباء في طهران علي رضا زالي “التسرع” في إعادة فتح المراكز والمتاجر وقدّر أن “ذلك يمكن أن يولّد موجات جديدة للمرض في طهران ويعقّد احتواء الوباء”.
وفي باكستان تجمع الناس في المساجد والأسواق غير آبهين بالنصائح الصحية في الوقت الذي ينفذّ فيه عشرات الأطباء والعاملين في المجال الصحي في هذا البلد الذي سجل في الأيام الأخيرة تسارعاً بارتفاع عدد الإصابات إضرابًا عن الطعام منذ 10 أيام في لاهور احتجاجًا على نقص معدات الحماية.