العام
منتصرون من الحياة
سعيد الحبسي: كافحت السرطان بالابتسامة والأعمال الخيرية والزراعة
كتب: عامر بن عبدالله الأنصاري
هل حارب سعيد بن حمود الحبسي ما حل به من مرض السرطان فقط، أم حارب لأجل أشياء أخرى؟ قصة مليئة بالتضحيات والآلام التي لا تخلو من بارقة أمل، بل بوارق من الآمال رغم تعدد المآسي في حياته، قصة والده، وأخوته، وأسرته، والأيتام، والمعدمين، والفقراء الذين عايشهم في الفلبين، ولماذا الفلبين تحديدا؟
قصة سعيد الحبسي مع حملة “ابتسم” ليست بالقصة الجديدة، بل قصة قديمة مر عليها من الأعوام 25 عاما تقريبا، سبقت حتى مرضه بالسرطان وأمراض أخرى ألزمته الفراش، تارة في فراش البيت، وتارة في فراش المستشفى، يقف صامدا في مواجهة آلام المرض والحياة والقسوة، ويرسم ابتسامة صادقة على وجهه ليمنح نفسه جرعة من السعادة، ولغيره كذلك.
وطالما كان الحبسي نجما في وسائل الإعلام المحلية والعربية، منذ بداية التسعينيات، أي قبل مرضه بكثير، واشتهر بأول عماني يتبرع بإحدى كليتيه، ليثبت للمجتمع بأن التبرع لا ضير فيه، وأنه على الإنسان أن يمنح أخاه الإنسان ما استطاع حتى يكون له بارقة أمل، فخطط أن يمشي من ولاية المضيبي إلى محافظة مسقط مشيا على قديمه في سبيل إثبات أنه لا ضير من التبرع بالكلى، فهل طبق فكرته؟
بل وخطط أن يمشي من مدينة أبوظبي إلى مدينة دبي، ينشر فكرة التبرع بالأعضاء، والعمل النبيل الذي يقوم به المتبرع، ووصل حدود المغرب العربي فكان سفيرا للنوايا الحسنة.
آلمه المرض، الذي طالما كان محاربا له، حتى حل العدو إليه وسكن في جسده، فحاربه بشتى الوسائل أولها بالابتسامة، وليس آخرها بالأعمال الخيرية والزراعة.
يبعث الحبسي برسائل كثيرة، هو معدم لا يملك أحيانا مصاريفه اليومية، إلا أنه إنسان مبادر في الأعمال الخيرية، ووصلت أعماله إلى حد اكتفاء بعض الأسر، وحد إنشاء مدارس لأعداد لا تقل عن 500 طالب وطالبة في الفلبين، متكفلا بمصاريفهم ولباسهم وحقائبهم، فكيف فعل ذلك رغم عوزه؟
يردد دائما في المحافل التي يقف عليها في الفلبين، أنه إنسان، يجمعه بمن حوله مفهوم الإنسانية، لا وجود للتعصبات الدينية، ولا المذهبية، ولا العرقية، يعمل من أجل ابتسامة أخيه الإنسان، فمن هذا العماني الذي يسكن أحيانا في أحياء الفقراء بالفلبين ليقوم بتلك الأعمال الخيرية؟ تساؤل تبادر في أذهان الكثيرين، فكانت فاتحة لبعضهم للتعرف على الإسلام، بل والدخول في الدين، لما رأوه من حسن خلق وكريم خصال، هكذا وصلت رسالته إلى الفلبين دون أن يقصد.
ومن أقوال الحبسي: “كافحت السرطان بالابتسامة والأعمال الخيرية والزراعة”.
وما بين بداية حملة “ابتسم” وهذه المقولة، وما بعدها، قصة لإنسان مكافح، سردها الحبسي لمجلة التكوين، قصة سنفردها لكم في الأعداد القادمة، فدمتم قرَّاءً.
* القصة تنشرها “التكوين” ضمن مشروع جديد تعمل على إعداده، وستبدأ بنشره في سلسلة من القصص الملهمة في أعدادها الورقية ابتداء من شهر سبتمبر القادم بإذن الله.