شغلت كرة القدم العالمية العالم العربي عموما والعماني خصوصا، وذلك لما تتميز به من إمكانات ومستويات عاليه، سواء أكان ذلك عبر المنتخبات الوطنية او على مستوى الدوريات المحلية لتلك الدول.
كان الدوري الايطالي وهو مايعرف ب “الكالتشيو” الأميز والأقوى بحكم وجود عمالقة العالم وقتها (الثمانينات والتسعينيات) مارادونا، بلاتيني، جوليت، فان باستن، التوبيللي، باولو روسي وكاريكا وغيرهم من نجوم.. وما تبعهم من نجوم لاحقا كباجيو وفيالي وغيرهم.
لكن الطفرة الإعلامية في الألفية الثانية كان لها دورها التسويقي العالي، والتي بسببها مكّنت العالم من متابعة كافة الدوريات المهمه كالانجليزي (البريميرليج) والايطالي (الكالتشيو) والاسباني (لاليجا) وكذا الألماني (البوندسليجا).
وقد سحب الإنجليزي البساط من كافة الدوريات وذلك لإثارته وقوته ومتعته، وايضا الألماني بدرجة اقل والايطالي قلت إثارته بسبب احتكار اليوفي للدوري في آخر ٩ مواسم. طبعا كل دوري له مشجعيه وكذا أندية بعينها لها محبيها، لكن بقى التشجيع او الميول لانديه بعينها في إطار محبب ومقبول.. إلا الإسباني الذي كان له مسار مختلف (هنا أتحدث عن المشجعين العرب والعمانيين خصوصا).
حيث التعصب الأعمى للريال وبرشلونة دون ان تكون هناك متابعة او استمتاع للدوري بشكل عام والأندية الأخرى، تعصب لدرجة مقززة فعلا وكأن المشجعين (معظمهم) ينتمون لمدينتي مدريد وبرشلونة، ذاك يقول انا ملكي وهذا يقول أنا كتلوني.. واطالب بإستقلاله عن إسبانيا!!!
وقد بلغت الذروة إبان التنافس بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي خلال العشر سنوات الماضيه، وهذه قصة أخرى مقيته من التعصب الأعمى، فعند نهاية كل موسم واختيار افضل لاعب في العالم وأوروبا، ذاك يدعو الله بأن يفوز رونالدو والآخر يمني نفسه بأن تكون الجائزة لميسي، هم يأخذون الملايين وربعنا الله العليم كيف حالهم ؟!
شتان بين متابعي الدوريات الاخرى وبين مشجعي دوري برشلونة والريال، أولئك مشجعو لكرة القدم بمفهوم الجميل والآخرون مشجعو برشلونة وريال مدريد فقط لا اكثر! وليته تشجيع بل هو تعصب لدرجة الانتماء!!
مالكم كيف تحكمون؟!
لا اخفي القراء بأني كرهت الدوري الإسباني او دوري برشلونة والريال بسبب هذه العقليات، فخلال الثلاث سنوات الماضيه بقيت بعيدا عنه مستمتعا بكرة القدم الحقيقيه المتجردة من كل تعصب الذي لا يمت بمنطق العقل بأية صلة، حيث روعة الانجليز بدوريها الاثنين (البريميرليج ودوري البطولة الإنجليزيه) وبقية مسابقاتها بالطبع كأس الإتحاد الانجليزي وكأس الرابطة وكذا الألماني المثير والايطالي الى حد ما.
ليته الانتماء لمنتخبنا الوطني، ولأندية منطقتنا، على ان تختصر متابعتنا للدوريات العالمية من اجل الاستمتاع والاستفادة.