العام
نظرا للإقبال … “خطابات السلطان” في طبعة ثانية
أصدرت مؤسسة بيت الغشام الطبعة الثانية من كتاب (خطابات السلطان) للكاتب زكريا بن خليفة المحرمي، وذلك تلبية للطلب المستمر على الكتاب من قبل مرتادي معرض مسقط الدولي للكتاب. يستذكر المؤلف زكريا المحرمي مع القارئ كيف كانت عمان قبل تولي صاحب الجلالة السلطان قابوس، طيب الله ثرا، مقاليد الحكم في الـ 23 من يوليو عام 1970، حيث كانت البلاد تعاني من ثالوث الفقر والجهل والمرض. إذ لم يكن هناك سوى مؤسسة صحية واحدة ومدرستان فقط. كما لم تكن الموارد البيئية للبلاد مستغلة بالشكل الذي يفيد المواطن، مما اضطر المواطنين إلى الهجرة أو العمل في المهن التقليدية البسيطة. ومن الأقوال التي استشهد بها زكريا المحرمي لصاحب الجلالة، رحمه الله، من خطابه التاريخي عند استلام الحكم في عام 1970: “أعدكم أول ما أفرضه على نفسي أن أبدأ بأسرع ما يمكن أن أجعل الحكومة عصرية”.
وفي هذا السياق يقول زكريا المحرمي: “إلى جانب بناء عمان الحديثة استطاع السلطان قابوس بناء الفرد العماني الحديث الذي نحتت الرؤية السلطانية شخصيته وفق مبادئ الإيمان العميق بالله والانتماء إلى عمان والاعتزاز بتاريخها وأخلاق أهلها وتراثهم، وحب العلم، وحرية الرأي، والتعددية الفكرية، والتجديد المعرفي، والانفتاح على العالم، وتعزيز الأمن والسلام العالمي. إن هذه الصفات جميعا نجدها ماثلة في أعمال السلطان قابوس ومنجزاته، كما نجدها منحوتة في وجدان العمانيين الذين اشتركوا مع السلطان في حلم بناء عمان الحديثة”.
ويتمثل جهد المؤلف في الكتاب في تسليط الضوء على العديد من المحاور الاستراتيجية الهامة التي تعكس فكر صاحب الجلالة ورؤيته العميقة من خلال انتقائه لعبارات محددة من النطق السامي وفقا لما جاءت في مناسابات وطنية مختلفة، قام المؤلف باختيارها وجمعها معا جنبا إلى جنب حسب المحور الذي تتحدث عنه. وقدر جاءت المواضيع وفقا للعناوين التالية: (عهد السلطان) و(الإيمان) و(المسجد) و(عمان) و(مدن عمان وولاياته) و(الهوية العمانية) و(الشعب) و(بناء الإنسان) و(الشباب) و(المرأة) و(العلم) و(الفكر والمعرفة) و(حرية الفكر والإعلام) و(التجديد الفكري) و(الشورى) و(التراث والمهارات والحرف التقليدية) و(العمل والمثابرة) و(التخطيط واستشراف المستقبل) و(الإصلاح الاقتصادي) و(الصحة) و(الزراعة والمياه والبيئة) و(الإنجازات) و(المسؤولية ومكافحة الفساد) و(المساواة والعدالة والقضاء) و(السلام والوئام) و(الأمن والدفاع) و(مواجهة الاعتداء الشيوعي على الأراضي العمانية) و(النظام العالمي) و(العروبة وأمن المنطقة) و(الدعاء).
وحول هذا العبارات ورؤيته في اختيارها يقول زكريا المحرمي: ” تتميز أغلب العبارات المختارة في هذا الكتاب بالقصر، والجمل القصيرة بجانب فوائدها المرتبطة بسهولة الفهم والحفظ، تتميز كذلك بقدرتها الفائقة على الإدهاش، وتحفيز المتلقي لاستيعابها، وحفظها، وتمثل معانيها، لذلك كانت الجمل القصيرة هي الأداة المستخدمة لتخليد الحكم والأمثال في جميع اللغات، وقد تنوعت تراكيب العبارات السلطانية بين جمل اسمية تصف الوضع حينا، وتقرر خطة العمل أحيانا، وتؤكد العزم في أحيان أخرى. إضافة إلى الجمل الفعلية التي توحي بالحركة، والتدفق، والاستمرارية، في البناء والإنجاز، وإقامة النهضة العمانية الحديثة.”