العام
اليوجا تأخذ غيثاء المعينية.. من عالم المصارف والمال
تغطي ثلاثة جوانب رئيسة: الجسد والمشاعر والذهن
- تركت وظيفتها وسنوات دراستها الجامعية خلفها وبدون تردد من أجل ممارسة رياضتها المفضلة التي تجد من خلالها ذاتها، لتعكس ذلك على المجتمع وبعد الدخول في العديد من الدورات التدريبية في عالم اليوجا أصبحت من أوائل المدربات العُمانيات البارزات في هذا المجال.
هكذا بدأت قصة بطلة حوارنا التالي مدربة اليوجا الشابة العُمانية غيثاء بنت حسن المعينية التي بدأت حياتها العملية في العمل لدى احد المصارف بالسلطنة، بعد تخرجها بتخصص إدارة أعمال مالية، ولكن حب اكتشاف الذات والإلهام الروحي والسلام الداخلي جعلها ترحل بعيدًا كل البعد عن العمل في المصارف وعالم المال إلى ممارسة اليوجا حيث الهدوء والطاقات الإيجابية وتعزيز الذات الإنسانية. المزيد في الحوار التالي..
حوار: عبدالوهاب المجيني
- في البداية كيف انطلقت معك ممارسة رياضة اليوجا؟
انطلقت من خلال إيماني العميق بفكرة التشافي الذاتي، وربما هي الرياضة الأقرب إلى تحقيق ذلك، فقد بدأت أولًا من خلال ممارسة اليوجا حبًا لاكتشافها ومعرفة أكثر عن هذه الرياضة، ولكن التجربة الأولى جعلتني أستمر في ممارسة هذه الرياضة حبًا فيها وتلذذًا بالاتصال الروحي العميق الذي ينتج من خلال السكينة والهدوء والاطمئنان والاتصال بالنفس وبعدها دخلت في دورة تدريبية لأصبح أنا من يدرب الناس ويساعدهم للاتصال بأنفسهم وتعزيز الجمال بداخلهم وكذلك مساعدتهم لتحقيق التوازن الجسدي والنفسي.
- لماذا اليوجا بالتحديد عن باقي الرياضات المختلفة؟
اليوجا مختلفة تماما هي ليست رياضة عادية بل رياضة مميزة ولأنها تغطي ثلاثة جوانب رئيسة الجسد والمشاعر والذهن. وأيضا ربما عدم وجود مدربات بارزات لليوجا في السلطنة مما شجعني أكثر .
التحديات
- كيف تقومين بالتدريب اذا؟ وهل تواجهين بعض الصعوبات؟
اعمل على حصص تدريبية أنظمها بنفسي او بالتعاون مع بعض المراكز فبعد التخرج بتخصص إدارة أعمال مالية وبعد العمل في احد المصارف وشغل عدة وظائف أخرى باحثة عن شغفي الروحي اخترت ترك العمل والتفرغ لليوجا، فحاليا أعمل على تنظيم حصص تدريبية علاجية ووقائية خاصة بالنساء ومنها خاصة بالأطفال، ولا يمكن أن انكر الصعوبات التي تعرقل مشروعي ولربما عدم انتشار ثقافة اليوجا بالسلطنة بشكل كبير أبرزها، ولكن مع مرور الوقت هناك تقبل لا بأس به لدى أفراد المجتمع.
كما أن أبرز المراكز الموجودة هي مراكز أجنبية، فمن يدرب اجنبي من يتلقى التدريب في الغالب أيضًا أجنبي ، وهدفي تغيير هذا النمط وإنشاء مركز عماني لتدريب اليوجا حيث المدربون عمانيون وأيضا المتدربون، حيث الانسجام الذي تحتاج إليه هذه الرياضة.
- لماذا لا يوجد مدربون عمانيون لهذه الرياضة؟
ثقافة اليوجا لم تنتشر بعد بالسلطنة بشكل واسع وهناك عدم اطلاع واضح لفوائدها العديدة، كنا حوالي 10 متدربين عمانيين لليوجا في أول دورة تدريبية أقيمت في مسقط وعلى مستوى الشرق الأوسط، ولكن من استمر بالتدريب بعد هذه الدورة عدد لا يتجاوز ثلاثة أشخاص فقط. وأعتقد بأن الصعوبات الكثيرة هي العائق أمام من يريد الدخول في هذا المجال جعل البعض لا يستمر.
- ماذا عن الجهات المسؤولة وتنظيم فعاليات هذه الرياضة والترويج إليها؟
كان هناك تعاون جميل جدًا من قبل وزارة الشؤون الرياضية قسم الرياضة النسائية فيما يخص نشر هذه الرياضة في المجتمع النسائي العُماني ودعمي أنا كمدربة يوجا عمانية .
وفِي المقابل لا يوجد اهتمام أبدا بالمدرب العماني، ففي الشهر الفائت احتفل العالم باليوم العالمي لليوجا والذي يصادف 21 من يونيو من كل عام، وأقيم احتفال في مركز عُمان الدولي للمعارض وحضر الفعالية أكثر من خمسة آلاف شخص ولكن المؤسف في الأمر بأن العمانيين عددهم ضئيل جدًا يكاد يُعد مقارنة بخمسة آلاف شخص، وقد قمنا بدعوتهم بأنفسنا وبشكل شخصي، وهنا يأتي دور الجهات المسؤولة واللجنة الأولمبية خاصة فالتنظيم كان بالتعاون ما بين السفارة الهندية واللجنة التي اجتمعت بنا في وقت فائت ليتم التعاون فيما بيننا نحن كمدربين وبينها ولكنهم لم يعيرونا أي اهتمام في ذلك الوقت وكذلك في هذه الفعالية، وقد سبق وناقشنا الأمر معهم بأهمية التعاون فيما بيننا في الفعاليات المتعلقة برياضة اليوجا، فعندما يقام احتفال ما بالسلطنة حول امر معين اعتقد بأن الأولية للظهور للعمانيين الذين يحتاجون إلى دعم تسويقي ومعنوي على الدوام وهو أمر مفقود ولابد من الالتفات للطاقات العمانية الشابة وبأسرع وقت ممكن، ولربما الاحتفال أوضح القصور لدى الجهات المسؤولة.
فوائد اليوجا
- ماذا عن فوائد اليوجا؟
هناك العديد من الفوائد لهذه الرياضة لأنها تنمي ثلاثة جوانب رئيسة: الجسد، المشاعر، والذهن وفي ذات الوقت، ولذلك يطلق عليها الرياضة الروحية للاتصال الروحي العميق الذي يحدث أثناء التأمل ولها فوائد عديدة جسدية ونفسية وذهنية، وتعمل على تفريغ الطاقة السلبية ما يعزز من تجديد الطاقة وصفاء الذهن، كما أنها تعتبر وقائية من الأمراض العصبية والنفسية، وهي تقوي الشخصية وتجعلها اكثر اتزانا، كما أن هناك فوائد اجتماعية لهذه الرياضة الجميلة فهي تزرع ثقافة الانشغال بالنفس وعدم التدخل في شؤون الآخرين لدى ممارسيها من دون الشعور بذلك، وتعزز المبادئ الإنسانية كالتسامح والحب اللامشروط وتقبل الآخرين وكذلك العمل التطوعي.
كما تعمل على تركيز الانسان بنفسه ما يعزز لديه من روح الإبداع والاستقلالية في الريادة والعطاء.
- كيف يمكن نشر هذه الرياضة لدى أفراد المجتمع مع وجود هذا الكم من الفوائد؟
بتعاون الجميع.. فالتقصير من الجميع نحن بحاجة إلى التكاتف من أجل رياضة اليوجا، هناك حاجة إلى اجتماعات دورية لجميع الجهات ذات العلاقة، من لجان ومدربين ومراكز وممارسين لهذه الرياضة وأيضا الجهات الإعلامية، فهي رياضة حاصلة على اعتراف دولي وهناك الكثير من الممارسين لها في العالم.
- ماذا عن طموحك في المستقبل؟
بدون شك أنا انتظر الفرصة والوقت المناسب لفتح مركزي الخاص لرياضة اليوجا، وسوف يتحقق يوما ما بالمثابرة والجد والاجتهاد، ربما سوف يتأجل ذلك حاليا حتى تنتشر هذه الرياضة بشكل أوسع بالمجتمع، وأيضا يجب أن يكون مركزًا متكاملًا ومتميزًا عن المراكز الأخرى ويراعي فيه خصوصية المجتمع العُماني، خاصة المرأة العُمانية المحافظة.
- ماذا تمثل لك نجاحات المرأة العُمانية المتتالية؟
أنا جدًا فخورة بالمرأة العُمانية وما وصلت إليه اليوم يشكل دافع كبير جدا للعطاء من أجل عُمان ومن أجل جلالة السلطان –أبقاه الله- الذي أولى المرأة اهتمامًا خاصًا منذ فجر النهضة المباركة، ومازال لدي الإيمان القوي بأن المرأة العُمانية لديها المزيد من الطاقات لإثبات ذاتها وتصل الى أعلى المستويات، ولربما لاتزال بعض هذه الطاقات مقفلة للعديد من الأسباب ولكن مع هذا الاهتمام الحكومي الكبير بالمرأة ومع مساندة الرجل لها سوف تبرز المرأة العُمانية بشكل أكبر في المستقبل القريب.
- ماذا تقولين للمجتمع العُماني اليوم في ما يتعلق برياضة اليوجا؟
أنصح بالتعرف على هذه الرياضة من خلال ممارستها فبمجرد البحث عنها من خلال الإنترنت لن يستطيع اكتشاف أهميتها وفائدتها إلا من بعد التجربة، وتجربة هذه الرياضة مع من يشعرون بالراحة النفسية تجاه ذلك المدرب، لأنها واحدة من أهم الأسباب لتقبل هذه الرياضة.