مقالات
في ظل الليل
منى المعولية
أخذت أحدق في سقف الليل فكثيرا ما يتسامر السقف وأرقي..
ساعات نومي قصيرة، وينقصها العمق.
يحدث أن يتطفل على جمجمتي نصا مشوهًا.. أو فكرة مبتورة.. أو قصيدة لاتشبه القصيدة أبدا !.
آو ربما أطرد الضجر بقراءة جريدة بتاريخ منطو، أبحث بين أوراقها عن خبر غابر، عن وجه عابر.. أو عن حدث أجهله.
أضع رأسي على وسادة الأفكار، جسدي المسجى كجذع عارٍ يرقص رقصة عرجاء في لولبية أفكاره، أتشرنق على نفسي ويطول تشرنقي، أفتح عيني صباحًا ولا يحولني الانتظار إلى فراشة، أبقى كما أنا حيث كنت حيث توقفت يرقتي، وحيث رست بي سفينة الليل .
لا شيء تغير.. لاشيء.
******************
في عبث النهار
تتثاءب الوجوه، أحملق فيهم، أرفع ظهر يدي بكسل، الشارع مزدحم وضوء الإشارات بين جزر التوقف ومد الانطلاق، يسبقني نظري إلى الطرقات التي كانت ممتلئة بنا، مكتظة بحكايانا، وتدوّن تاريخنا.
أشباه المكان تتحول إلى سياط تجلدنا برعب، كثيرا ما تحاشيت المرور ببعض الطرقات، لا لشيء، إلا لأن لها أذرعًا تخدش زجاج مشاعرنا، تمخر عباب ذاكرتنا، وتطرد الفرح المتثائب المترنح من بقايا جهد الليل..
وفي التلويحة الأخيرة للشمس مات الظل .
بين مكانين ..
كم أغلقت عيني كثيرًا، وصممت أذني.. وكم تجنبت السفر عبر مكاني إلى تفاصيل المكان..
إلى احداثٍ نتأت لي من العدم، وتابعت سيرورتها باتزان، وصارت مآلا لمرادم العمر.. ونزيف لجراحات العمر.. وبقايا عثرات من صعلكة الأيام..
فكيف؟!
تدحرجنا أقدام الانتظار..
وتطعننا رؤوس الرماح.
في تلك الأماكن تتلبسنا الأشياء
لسان حالنا في ثغر جذع الشجرة..
وأغصانها أيدينا
وضلوعنا مضروبة في وتد المكان.