الثقافي

(التكوين) تنشر النص الفائز في جائزة توليولا الإيطالية للشعر العالمي (فرع الشعر غير الإيطالي) لحسن المطروشي

النَّسْلُ المطرود

ما ثمَّةَ مِنْ أَحَدٍ،
ما مِنْ أحدٍ في هذا القَفْرِ
سوى جسدي،
أنا صاحبُ هذا الظلِّ،
أنا النَّسْلُ المطرودُ،
أُنَقِّلُ قَبْري منذُ قُرونٍ في الفَلَواتْ

لي أعداءٌ كُثْرٌ .. كُثْرٌ،
لا أعْرِفُهُمْ،
وَقَفوا في العَتْمَةِ
ينتظرون قُدومِيَ بالسنواتْ

لي نُدَماءٌ كُثْر .. كُثْرٌ،
لا أذْكُرُهمْ،
لا يذْكُرُني أَحَدٌ،
ما شأني مَشْغولٌ بقياماتِ الأمواتّ؟!

*****
بِاسْمِ المَقْتولِ وقاتِلِهِ
أتَقَدَّمُ عُرْياناً نَحْوَ الطوفانِ وأعْبُرهُ وَحْدي

لَمْ يَفْتَأْ هذا الدمُ
مِلْءَ عُروقيَ مُحْتَشِدًا ضِدِّي

لَمْ أُكْمِلْ بَعْدُ أحاديثي في النومِ إلى جَدِّي

ــ مَنْ أنتَ؟ أصيحُ،
يقولُ: “أنا ناموسُكَ، فَلْتُقْبِلْ.
إني أَوْرَثْتُكَ مُهْرَ الأرضِ فَطُفْها مِنْ بَعْدي

إني أَوْرَثْتُكَ جُرْحًا يُدْعَى الحُرِّيَّةَ يا وَلَدي”!

*****
أنا حارسُ مَقْبَرَةِ الأسْلافِ الغَرْقى

لي عُكّازٌ أتأبَّطُهُ في الرقصِ كقُرْصانٍ ثَمِلٍ،
أو لَهْوي مُنْتَشِياً في زُمْرَةِ أطفالٍ حَمْقى

لا نَعْبَأُ مَنْ مِنّا سَيَطيرُ ومَنْ يَبْقى!

*****
لَمْ أبْرَحْ مُمْتَشِقًا سَيفَ الثوّارِ
وأرْكُضُ في أرَقي

لَمْ يَنْقُصْ ليلُ كوابيسيِ،
ومواعيدُ الغرباءِ على طُرُقي

لا نَهْرَ يسيلُ بلا قلقي؟!

*****

رَغْمَ الخَمْسينْ
لَمْ تَنْقُصْ عاداتي الرعْناءُ،
كَأنْ:
• أتَلَعْثَم في المجلسِ،
• أرْجُف مُرْتَبكاً عند حديثي لامْرأةٍ
• أعدو في قارعةِ الرمضاءِ بلا خُفَّيْنْ
• أو تَضْحَك إحداهُنَّ فَتَشْطُرُني نِصْفَيْنْ
• أو يَخْذلني الأصحابُ فلا أحْكي
• أو آتي الليلَ بكُرْسيَّيْنْ:
ــ كرسيٌّ لي وحْدي
ــ والآخرُ كيْ أبدو لي اثنيْنْ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق