العام

جيهان رافع: بسبب كورونا .. أشعر أنني أدافع عن الفراغ وأنا ابنة الضوضاء والحرب

خاص: التكوين

تبدأ الروائية والشاعر السورية المقيمة في السلطنة، جيهان رافع، حديثها عن يومياتها وانطباعاتها عن حياة “العزل المنزلي” في ظل كورونا قائلة: “وسط هذا الاختناق نبحث عن أنفاسٍ بهمسةِ أمل” كتبت هذه العبارة في أحد نصوصي النثرية لأنني في هذه الأوقات تأكدت أن الإنسان في أي ظرف صعب إمّا أن يلجأ للسخرية كي لا يغرق في الخوف أكثر، وإما أن يلجأ للتبرير وهو بطبيعته متأقلم وجسور يتحدى كل الصعاب ويجد المنفذ ليستمر في الحياة. وكما يقول المثل (الروح غالية) فهذا الدفاع عن بقائه غير مستبعد، وكلما وجد مبررات لما يحدث زادت ثقته بالنجاة، والإنسان السليم من الداخل يجد منقذه بسهولة وهو الله، ولكن إذا ما تعمقنا في التبرير على أنه درس فنجد هذا الوباء لم يفرق بين سياسي ومواطن عادي أو بين مسلم ومسيحي أو بين ثري وفقير وكأنه رسالة من الله ليعود الجميع إليه في صف واحد وليتمسكوا بنور النجاة الواحد الأحد.
وتضيف جيهان رافع قائلة: وجاء أيضًا ردة فعل من الطبيعة على عدوها الإنسان، تنفست حين حجزته بين الجدران، يناضل بقوة وبكل جهد كي يبقى نظيفًا حتى لا يموت، لتقول له كن مكاني لمرة واحدة، فأنا الآن احمي بقائي من قذارة أفعالك وتفكيرك الذي صنع منك عبدًا للمال ونسيت أنك عبد لله فقط، وأنت تحمي نفسك من قذارتك، لذلك أنت الآن لا تثق حتى بيدك فكيف لي أن أثق بك؟ ولعله درس يتعلم منه من كان وما زال يسخّر العقول والأموال ليخوض حروبا عظيمة وينسى إن الله أعظم، وأنه درس عظيم لإعلاء شأن الإنسانية والمحبة.
وعن شعار (خليك في البيت) تقول الأديبة السورية: لأول مرة أشعر أنني أدافع عن الفراغ وأنا ابنة الضوضاء وضجيج الويلات وصراخ الحرب، فشجعت الجميع على حبه كما أنني وجدت الكثير من المشجعين بأفكار مختلفة وتناول مختلف، لكننا معًا نشجع على حب اختناق سليم أنت تختاره أفضل من أن تخرج لتجلب لك أنفاسًا مريضة فتحرم نفسك وغيرك من نعمة الحياة وتصبح عند الله وعند البشر قاتلا. ولم أكذب فقلت أن الأمر صعب لكنني سأطبقه وسأساند القرارات.
وفي حتام حديثها توضح جيهان رافع رأيها بشأن الإجراءت والتدابير المتبعة في السلطنة المواجهة الجائحة قائلة: بالنسبة لدول لم تتعرض منذ النهضة العلمية لمثل هذا الوباء من قبل فهذه الإجراءات تعتبر جيدة مقارنةً بغيرها حتى مقارنة بدول الغرب، فالتأخير في اتخاذ الإجراءات اللازمة حالة عادية لأن الإنسان بطبيعته لا يعي خطورة الكارثة إلّا عندما تقترب من حياته وحياة من يحب، وهنا أتقدم بجزيل الشكر لسياسة عمان لأنني قارنت كثيرًا بينها وبين دول أخرى فرأيت عدم ارتفاع الأسعار المبالغ فيه وضبط السوق واحتواء قلق الناس بتدرج خطورة الوضع أمر هام جدًا حتى وإن وجدنا هنا وهناك اختلافا بالرأي، لكن تبقى هنا الأمور سليمة أكثر من غيرها بكثير.
حفظ الله الإنسانية من الدروس القادمة وأزال عن الجميع هذه الغمّة إنه على كل شيء قدير.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق