كلمتين راس
طريق “الباطنة” السريع.. المجدب
يكتبها: محمد بن سيف الرحبي
لم يفاجأني طرح المزايدة على محطات الخدمة المتكاملة على طريق الباطنة السريع السريع، فيبدو أن السنوات الماضية علمت حكومتنا الدرس، تعلمته من “مسقط السريع” الذي بقي بدون خدمات سنوات عديدة، وبدأت محطات الوقود على خجل.. رغم كل ما قيل وتردد وتكرر من مناشدات ومطالبات.. فهناك آذان.. من عجين وطين!.
أقول لما يفاجأني، لأنه لا جديد في التفكير “السلحفائي”، فقد اكتشف المخططون بعد رؤيتهم للمشروع أن لدينا شارعا يمتد مئات الكيلومترات فجأة، وأنه يحتاج خدمات، وأن على العقول أن تبدأ بالتفكير في تلك الاحتياجات بعد اكتمال المشروع وافتتاحه، والنظر بعين التبصر والتريث في حاجته إلى محطات وقود على الأقل، أما دورات المياه فهذه ترف لا ضرورة له كما يبدو (حتى في المواقع السياحية)، فالأمكنة على جانبي الشارع واسعة وشاسعة، أو على المسافر التمسك بالصبر نحو ساعتين إذا كان ينوي الاستمرار فيه إلى آخر نقطة.. وصولا إلى المناطق الحدودية، وما بعدها!.
هذا الإنجاز المهم هناك من يسيء إليه، بقصر نظر في التفكير، أصبحنا لا نحسد عليه، فكيف بتنفيذ مشروع بهكذا جودة ورؤية، ثم نأتي على جوانب بسيطة (وهي مهمة جدا) فنهملها، مع أنه كان يمكن طرح المناقصات لإقامة هذه المحطات فور البدء في تنفيذ المشروع؟!.
إنما.. متى سترى أول محطة النور، وستقدم خدماتها للسائرين في هذا الشارع.. المجدب؟!
ذلك في علم الغيب، فربما سنة.. سنتين.. ثلاث سنوات، ما المشكلة؟! “ليش الشعب مستعجل؟!”.
في طريقي إلى معرض الشارقة للكتاب اخترت تجربة هذا الشارع.. كل شيء رائع، لكن لا يمكن المجازفة بالسير فيه، لذا في طريق العودة اخترت الشارع القديم، حيث أجد ما أحتاجه بسهولة، فلا أشعر أني أقطع المسافات المجدفة متمسكا بالصبر,, فإذا نفد الوقود فهذه مشكلتي، لكن هناك من يعاني من مشاكل صحية لا يمكنه معها الإيمان بذات (الصبر) الذي تحثنا عليه الحكومة.. المتأنية.. أكثر من اللازم.