شيخة الشحية
تعد السمنة من المخاطر التي تهدد مجتمعاتنا اليوم وبشكل كبير، إذ أنه لا يكاد يخلو بيت من حالة من حالات السمنة غالبا، فإذا لم يكن في منزلك فهناك في منزل جارك من يعاني منها، والحديث لا يقتصر على من يعانيها بشكل واضح بل يشمل أيضا من لديهم مشاكل عدم القدرة في المحافظة على الأكل الصحي والوزن المثالي أو المقبول على أقل تقدير..
السمينة او السمين ليست من الصفات المحبوبة والمرغوب بها حتى وإن جاءت كمزحة فهي تجرح الأبدان قبل القلوب لأنها قد لا تكون ناتجة عن الإفراط في الطعام فقط وإنما قد تكون مخلفة من جراء عوامل وراثية نشأ الفرد عليها وتعايش معها فأهملها أو نتيجة لأسباب طبية ومشاكل نفسية وغيرها العديد من مسببات السمنة..
وبين هذه الحالة الطبية )السمنة) والتي هي عبارة عن تراكم الدهون الزائدة في الجسم بينها.. وبين الصحة شعرة واحدة وأسلوب واحد يعنى بالوعي حول مخاطرها الكبيرة التي تؤدي إلى الإصابة بجملة من الأمراض الخطيرة لدى الأشخاص المصابين بها والأعظم من ذلك هي تلك الحالات التي تؤدي إلى الموت أحيانا..
والسمنة تعد اليوم من أكبر وأهم مشاكل الصحة العامة التي يحذر منها الأطباء بالرغم من أنه كان يشار إليها على أنها رمز للثروة والخصوبة في عصور مضت عبر التاريخ، ولا يزال هذا الرأي سائدا في بعض أنحاء العالم، ولكن لا يمكن لهذا الرأي ان يحجب عنا ضرورة المحافظة على صحتنا لتجنب الأمراض والمشاكل الصحية التي تأخذ بنا إلى الهاوية..
جدير بنا ان نعي بالأهمية القصوى والمخاطر التي تتبع السمنة لنتجنبها فلا يمكن ان نتعامل ونتعايش مع هذه الحالة بإيجاد حلول تجر وراءها مختلف الأمراض والاحتمالات السيئة كعمليات التكميم التي تعني بإستئصال جزء من المعدة بهدف خسارة الوزن والتي أصبح الكثير من الأشخاص يلجأون إليها على أنها الحل الأنسب للتخلص من السمنة، جدير أن لا ننسى العواقب الوخيمة التي تكمن خلف تلك العمليات التي يستسهلها الكثيرين اليوم ويتهاتفون عليها كواحدة من أسرع العلاجات ..
ولحياة أفضل ولتجنب السمنة أو كسب الأوزان الزائدة كان لابد من الإشارة إلى القليل من الحلول الكثيرة والمتنوعة، فالحل في النمط الغذائي الصحي والسليم وممارسة الأنشطة البدنية و الرياضة وإعتماد المشي كوسيلة نقل بدلا من الإعتماد على المواصلات، والنوم الكافي، وغيرها من الحلول، كما أننا مسؤولون عن أطفالنا وضرورة توعيتهم حول هذه الظاهرة وإرشادهم إلى نمط الحياة الصحي..
إن هذا الكابوس الذي يهدد البشرية بجملة كبيرة من المخاطر المميتة التي صنعته ايدينا.. فهل سنفكر فيما نفعله بأنفسنا.. ونبدأ الخطوة الاولى نحو درب الامان أم أننا نعطي ظهورنا لها لننزلق في متاهات الألم والحسرة..
تم نشر المقال في العدد 24
