الفني

“لوحة الأم ويسلر” .. تخلفت العارضة الجميلة فرسم أمه لتصبح رمزا لعيد الأم 

 

 

كتب: خالد المعمري

باحث في التاريخ البريدي

لوحة فنية عالمية تسمى بـ(لوحة الأم ويسلر)، دائما ما تكون حاضرة بمناسبة عيد الأم، أو أي شيء له علاقه بالأمهات. ما سبب شهرتها؟ ومن هي صاحبة الصورة التي أصبحت تضرب بها الأمثال في العالم في مناسبات عيد الأم و الرفق بالوالدين، ويوجد لها نصب تذكاري في أمريكا وبعض الدول الغربية؟ كما أصدرت بعض الدول العربية طوابع تذكارية، ومنها الأردن وإمارة الشارقة وإمارة عجمان. أما الحكومة الفرنسية فقد اشترت هذه اللوحة وكانت موجودة في متحف أورسيه، باريس، ثم انتقلت لاحقا إلى متحف اللوفر بدولة الإمارات العربية المتحدة. 

اللوحة هي للفنان الأمريكي جيمس مكنيل ويسلر الذي انضم إلى الأكاديمية الإمبراطورية للفنون الجميلة في بداية مشواره الفني، ثم بعد وفاة والده التحق بالأكاديمية العسكرية، ولكنه  تخلى عن العمل في السلك العسكري للتفرغ لهوايته وشغفه بالرسم وعاش حياته متنقلا بين الدول الأوروبية  واستقر نهاية المطاف في لندن.

اشتهر جيمس مكنيل ويسلر برسم الوجوه والشخصيات في أغلب لوحاته. وقد لقيت بعض لوحاته انتقادات من كبار الفنانين والمدارس الفنية في أوروبا، إلا أن له معجبين ومؤيدين لما يتمتع به من حس وتميز في جميع لوحاته وخاصة في مزج الألوان، 

ولكن ما سبب شهرة اللوحة المذكورة؟ وكيف أتت فكرة الرسمة للفنان عندما اختار أمه لتكون ملهمته في لوحته القادمة. كانت أنا مانكيل تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية مع أولادها ما عدا ابنها الرسام ويسلر الذي عاش متنقلا بين الدول الأوروبية ليستقر به المطاف في عاصمة الضباب لما لقيه من قبول وتذوق في المجتمع البريطاني للفن والمدرسة الفنية التي تقدر ما يقوم به من أعمال فنية. وكانت السيدة أنا مانكيل أم ويسلر عندما تزوج جميع أبنائها واندلعت الحرب الأهلية الأمريكية غادرت أمريكا للعيش مع ابنها في لندن.

وكما ذكرنا أن جيمس ويسلر متخصص في رسم الوجوه أو الشخصيات، وكان على موعد مع إحدى العارضات المشهورات في لندن ليرسمها، ولكنها تخلفت عن الحضور لمرسمه رغم التجهيزات الكاملة لرسمها، فما كان منه إلا أن استدعى والداته أنا مانكيل وعرض عليها أن يرسمها لتكون سيدة لوحته القادمة وكان في قرارة نفسه نوع من التحدي أان يبرز جمالية خاصة بهذه اللوحة ويظهر السيدة الجالسة أمامه، التي تبلغ من العمر وقتها السابعة والستين عاما، بكل شموخ كأنها ملكة وبيدها المنديل الأبيض، مرتدية اللون الأسود وتجلس على جنب، وقد وضع تحتها مسندا حتى يبين جزء من قدميها. وكان هذا موجوداً في كثير من بيوت الأسر والعوائل الأرستقراطية. ومن المصادفات أيضا أن يظهر جيمس ويسلر في الصورة في لوحة معلقة على الجدار رسمها فيما مضى بنفسه.

لقد وضع جيمس ويسلر تركيزه على اللوحة برسم أدق التفاصيل التي تعبر عن امرأة حكيمة هادئة شبه مقدسة،  ليثبت لنا دور أمه في حياته ويقدم رسالة حول حقوق الوالدين، وهذا أكسب اللوحة شهرة عالمية تمثل الأم في عيدها. وقد كثير من الفنانين تقليد جلوس أمه ويسلر الهادي وهي تحدق إلى شيء ما أمامها لا يعرف ما هو. ظهرت اللوحة أيضا في بعض المشاهد للأفلام والمسلسلات لأهميتها الفنية. توفي ويسلر في لندن عام 1903 تاركا وراه إرث فنيا عظيما من لوحاته الشهيرة وخاصة لوحة الأم ويسلر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق