العام

تربية الحيوانات والطيور متعة كبيرة.. ومسؤولية

جميل أن تجد الإهتمام وتحظى به ممن حولك،  والإعتناء يأتي بوجوه كثيرة وبأشياء مختلفة. فهناك هواية انتشرت، خاصة بين الشباب العماني، وهي تربية الحيوانات، رغم ما تفرضه هذه الهواية من مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق المربي لها. والكثير من الأشخاص يجدون في مشاركة الحيوانات للحياة متعة مختلفة، تضم بين طياتها الحب والعطف والإستئناس. ولأن تربية الحيوانات كانت في الأساس ضمن الحرف التي مارسها وزاولها البشر منذ آلاف السنين، إلا أنها اليوم تكتسب بعدا مغايرا.. إلتقت التكوين عددا من مربين الحيوانات الذي يصفون هذه التجربة بالفريدة والمميزة، والذين وجدوا في الحيوانات تلك قربا وصداقة عميقة.

استطلاع: شيخة الشحية

  • امتلاك الحيوانات وتربيتها

أن تأتي لنفسك بمسؤولية التربية لشيء كبير ومثير للإهتمام، فالغالبية يشتكي ويتعب من تربية أبنائه رغم جمال وجودهم في عالمنا، يقول هشام بن محمد الرحبي: “فكرة أن أربي حيوانا أليفا خطرت لي عدة مرات، ولكنني ترددت في نوعية الحيوان وكيف سيكون إهتمامي به، وما الطعام الذي سأطعمه إياه، وفي تلك الفترة اشترى أحد أفراد العائلة أرنبا كبير الحجم فظضيت بفرصة التعرف على الحيوان أكثر وحاجاته الأساسية فقررت بعدها أنا أشتري أرنبا”. وقالت مريم حمد البلوشية: “أعشق القطط وأحبها كثيرا، وأرى بأنها من الحيوانات اللطيفة جدا، أما عن فكرة امتلاكي لها فقد كنت أرى أغلب صديقاتي لديهن قطط فتشجعت وقررت أن أشتري واحدة لأتشارك هذا الحب معها عن قرب”.

 وقال محمد بن سليمان الرحبي بأنه تلقى أنثى قط الأنجورا التركية كهدية فكان من الواجب عليه الاهتمام بها، وأنه في الأصل يحب القطط وبالتالي بدأت رحلته مع ذلك المخلوق الذي يرى بأنه مسؤول عن قدومه لهذا العالم. وذكرت كذية البوسعيدية بأنها قررت أن تشتري السلاحف المنزلقة حمراء الأذنين لأنها ترى من السهل تربية هذا النوع من الحيوانات وبأنها لطيفة وجميلة جدا. وقالت: “تحمست لفكرة شراء السلاحف بسبب زوج أختها الذي اشتراها أولا ولكنه وجد صعوبة في الإعتناء بها فقررت أن آخذها وأعتني بها”. وقال خالد سالم الهنائي: “أنا متخصص حاليا في تربية فصيلة البومة الصينية، ومنذ انتشار هذه السلالة في السلطنة قررت أن يكون لدي نصيب من هذا الطائر الجميل فقد كان الحصول عليه أمرا صعبا ولسعره العالي أيضا. الحمدلله أصبح اليوم لدي هذا الطائر بمساعدة من أخي خالد الهنائي الذي كان من أوائل الأشخاص الذين امتلكوا هذا النوع من الطيور في عمان”.

11 قطة

 أما الزهراء الغافرية التي تحب القطط منذ صغر سنها، ترى بأنها من ألطف الحيوانات، كانت ملمة تماما بالطرق السليمة والعناية الكاملة بالقطط، وكانت دائمة البحث عنمّا يلزم القطط من طعام وتنظيف وعلاج أيضا. قالت: “بسبب رفض والدي وأنا صغيرة اقتناء هذا الحيوان لم يكن بإستطاعتي أن أحصل عليه لأنه كان يخاف من احتمال إهمالي للحيوان وعدم اهتمامي به، ولكنني اليوم أملك 11 قطة والحمدلله”. وتحدثت أمل الغابشية قائلة: “في المنزل نهتم بأنواع مختلفة من الحيوانات منها قطط وطيور عصافير الببغاوات وهامستر وسلاحف أيضا. وعن سر هذا التنوع بإن زوجي وأطفالي يحبون الحيوانات، وأحمد الله أننا خطونا تلك الخطوة لأن لدي طفل كان يعاني صعوبة في النطق ووجود هذا الحيوانات والتعامل معها ساعده كثيرا”.

  • أسعار وتكاليف

نظرا لوجود إختلاف بين الحيوانات وأنواعها وسلالاتها، فمن الطبيعي أن تختلف أسعارها وتكاليف الإعتناء بها من حاجيات ومستلزمات وطعام أيضا. تقول مريم البلوشية: “تتفاوت الأسعار بين البائعون، فهناك القطط والحيوانات المدرّبة والتي تكون أسعارها باهضه، وأرى بأن أسعار القطط بشكل عام عالية، كما أن القطط مسرفة في الأكل”. وقالت أمل الغابشية: “أسعار الحيوانات تختلف بالتأكيد وتكاليف مستلزماتها تختلف أيضا ولكن بين أنواع الحيوانات التي نربيها في المنزل أجد بأن مستلزمات القطط أكثر سعرا”. وقال هشام الرحبي بأن أسعار الأرانب تصنف من الأسعار الرخيصة ولكن التكلفة العالية تأتي في الأقفاص المخصصة لها مقارنة بالطعام والشراب الخاص بها وتتوافر مستلزماتها بكثرة في مسقط بالرغم من قلة تربيتها، وبما أن الأرانب تعتمد في طعامها على الخضروات فهي متوفرة ولا تحتاج لأطعمة مخصصة، وفي حال مرضها يفضل أن يزورها الطبيب البيطري في المنزل لأنها حيوانات منطوية جدا لا تحب الخروج.

وقال محمد الرحبي تعقيبا على أسعار الحيوانات وتكاليف مستلزماتها: “كلٌ يتاجر بسلعته فلا ضير في ارتفاع الأسعار أو انخفاضها، وذلك لأسباب يعرفها التجار نفسهم ونحن نكمل مسيرتهم التجارية إن أردنا ذلك. وأضاف: “تتفاوت أسعار الطعام من جيد إلى جيد جداً، ومن جانب الاهتمام فالقطط تنظف نفسها و تهتم بنفسها و إذا لا سمح الله مرضت فتكاليف علاجها بسيطة”. أما كذية البوسعيدية فترى بأن البعض يستغل في الأسعار، أما تكاليف المستلزمات معقول فقط يجب على الشخص أن يخصص مبلغا لتلك التكاليف بشكل مستمر للإحتياط. وقالت الزهراء الغافرية: “إن أسعار القطط عالية ومبالغ فيها، فقد يصل سعر القطة ذات عمر شهرين إلى ثلاثة أكثر من 100 ريال عماني وهذا أمر مبالغ فيه، أما عن التكاليف فقالت بأنها مناسبة جدا وذلك لأن العيادات البيطرية في عمان ليست حديثة وغير مهيأة لمعالجة مختلف الأمراض وأنها تكتفي بالمسكنات”.

 وعبر خالد الهنائي قائلا: “الأسعار تعتمد على المواصفات، والطيور التي لها مقياس تحكيم (الطيور المعارضة)  فمن الطبيعي أن ترتفع أسعارها. أما تكاليف علاجها فهي في متناول الجميع وأغلب الأدوية الخاصة بها متوفرة وكذلك مستلزمات العناية بالريش ولمعانه والحفاظ عليها من الحشرات”. وأضاف: “بحكم الفترة الطويلة والسنوات التي قضيتها في تربية الحيوانات والتي تصل إلى 20 سنة فأجد بأن الأطعمة تختلف أسعارها بين الرخيص والغالي وأجد بأن الرخيص يفتقر للقيمة الغذائية التي يحتاجها الطير عكس الأطعمة ذات الأسعار المرتفعة تجدها نظيفة وخالية من الأتربة”.

  • الإنسجام مع الضيف الجديد

         يأتي الضيوف لساعات ثم يهمون بالرحيل إلى عوالمهم الخاصة بهم، ولكن ضيوف هؤلاء الأشخاص مختلفين، مميزين، ومتفردين، يطيلون البقاء إلى جانبهم. إن استقبالك لفرد جديد داخل العائلة أمر له أهميه ومسؤولية كبيرة. يقول هشام الرحبي: “الأرانب من الحيوانات التي تنظف نفسها باستمرار ويفضل أن لا تنظف بالماء لأنها لا تستحمل البرد والرطوبة، كما أنها لا تصدر الأصوات وقليلة الأكل والفضلات، وهذه من الأمور التي أحبها فتسهل علي الإهتمام بها” . وأضاف الرحبي: “في البداية كان من الصعب التعامل معها لصغر سنها ولخوفها الشديد والدائم فقد كانت مختبئة طوال الوقت، ولكن بعد فترة قصيرة استطاعت أن تتأقلم على المكان ومن حولها من أفراد عائلتي والأصدقاء أيضا، وأرى أن قضاء اليوم مع الأرنب أمرا ممتعا ولا يتطلب الكثير من الجهد”. وقال محمد الرحبي: “إن حياة الحيوانات الأليفة جميلة جدا، فنحن في كل الأحوال نتعايش مع جنس آخر من مخلوقات الله تعالى، ومنها نتعلم ونستفيد ونكتسب خبرة”.

         وتروي لنا مريم البلوشية عن تجربتها قبل وبعد أن أصبحت تمتلك قطة بيضاء جميلة وتقول: “قبل أن أشتري كنت متحمسة جدا لأرى لونها وشكلها ومتشوقة للعب معها. وبعد أن اشتريتها زاد بي الحماس وتعلقت بها أكثر وبدأت بتدريبها على بعض الأمور كما أنني أحاول أن أقنع أبي للعب معها كونه لا يحب القطط أصلا”. وذكرت كذية البوسعيدية أن تغييرا جذريا حدث في حياتها وحياة من معها في المنزل بمجرد امتلاكها لسلاحف أصبح الجميع متعلق بها، ويبدأ يومها صباحا وينتهي مساءا بالإطمئنان عليها وعلى حالها. كما قالت بأن السلاحف كانت سببا في تكوين صداقات جديدة لها مع طالبات في السكن الذي تسكن فيه، فالجميع في حالة استغراب من إمكانية تربية السلاحف وكيف هي طرق التعامل معها ولقبت بينهن بأم السلاحف. وذكرت أمل الغابشية أن تربية الببغاوات كانت أشبه بتربية الأطفال، لأن صغر سنهن كان يفرض عليها الإلتزام بتغذيتها كل 3 ساعات ويقوم زوجها بهذا الدور وهو في غاية المتعة في هذا العمل. وأضافت بأن كل فرد في العائلة أصبح مسؤولا عن نوع معين من الحيوانات والعناية به من إطعامه وتنظيفه.

  • شروط وقوانين

إن من أهم الشروط والقوانين التي أجمع عليها المتحدثون هي حرص مربي الحيوانات على توفير مكان خاص بالحيوان وأن يهتم بنظافة ذلك المكان لتجنب تجمع الحشرات، والإهتمام الحقيقي بالحيوان نفسه، وكذلك وأن يكون الفرد ذو معرفة بطرق تربية الحيوان الصحيحة وكيفية التعامل معه، وتوفير مستلزماته الضرورية من شراب وطعام وإسعافات أولية للحيوان وللأفراد، والإلتزام بالتطعيمات الخاصة بالحيوانات تجنبا للأمراض.

  • الإستخدام التجاري

قد يفكر مربي الحيوانات أن تكون المسألة تجارية وربحية ولكنها مكلفة كما يراها هشام الرحبي إذ يقول: “يستغل بعض المربين حيواناتهم للبيع وأرى بأن الأمر مكلف لأنه يتطلب وقتا وتنسيقا ومكانا مهيئا للعرض وأمورا أخرى أيضا”. أما كذية البوسعيدية فقالت بأن استغلال المربين للحيوانات واستخدامها للبيع يدفع البعض منهم إلى التعامل مع الحيوان بصورة سيئة لأن هدفه المال فقط وليس حبا في الحيوان”. ويرى محمد الرحبي بأن الأشخاص أحرارا في مسألة البيع فالتاجر يمكنه الإحتفاظ بالحيوان أو بيعه والإستفاده من منه شرط أن لا يبالغ في الأسعار. ويتفق خالد الهنائي مع محمد الرحبي  بأن المسألة تختلف حسب الأشخاص فمنهم من يعتبر المسألة مجرد هواية يرى من وراءها الإهتمام والإعتناء بالحيوان فقط، ومنهم من يفكر بها تجاريا ولا يرى مانعا في ذلك، كما أنه لا يفكر بالمسألة لأن الطيور التي يمتلكها قليل توفرها وتواجدها ولها مقاييس ومواصفات معينة قد لا يستطيع الحصول عليها مرة أخرى. ولا تفكر مريم البلوشية في الأمر تجاريا لأنها ترى بأن صغار القطط أكثر جمالا، وتنصح الجميع بتربيتها والإعتناء بها. أما الزهراء الغافرية فترفض المسألة التجارية بالكامل لأنها ترى بأن صغار الحيوانات تظل بحاجة أن تكون إلى جانب أمهاتها.

  • رأي الخبراء

إضافة إلى المزايا التي ترافق تربية الحيوانات ووجودها بالقرب منا طوال الوقت داخل المنزل، إلا أن العيوب موجودة أيضا. لذلك يوجه الخبراء الصحة مجموعة من النصائح التي يجب العمل بها قبل إتخاذ القرار الحاسم في تربية الحيوانات وهي كثيرة ونذكر منها: إن الحيوانات تتعرض لنوبات لذلك يجب أخذ الحيطة من هذا الأمر خصوصا في حال وجود أطفال في المنزل، لابد من استشارة الطبيب فهناك بعض الأمراض التي لا ينصح بسببها إدخال الحيوانات إلى المنزل مثل الحساسية، وكذلك اختيار نوع الحيوان وسلالته تعد من الأمور الهامة والضرورية جدا فالبعض منها خطير جدا وجودة إلى جانب الأطفال. كما وينبه خبراء الصحة إلى إحتمال نقل الحيوانات لكثير من الأمراض، وبحسب المختصين فإن ستين في المئة من الأمراض المعدية للبشر تعود إلى أصل حيواني، كما أن شخصاً واحداً من أصل كل ثلاثةِ أشخاص  في العالم يصاب كل سنة بمرض ٍ معد بسبب الحيوانات.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق