العام
آخرها جامع السلطان قابوس الأكبر .. محمد مكية صانع التحف المعمارية
كتب: خالد المعمري
باحث في التاريخ البريدي
هو معماري من الجمهورية العراقية، وأحد رواد العمارة الإسلامية المعاصرة. اشتهر بتصميم المساجد والجوامع التى ظلت علامة راسخة ومسجلة في تاريخه حتى وفاته.
إنه محمد صالح مكية، عراقي الجنسية، حاصل على دكتوراه في الهندسة المعمارية. كانت بداية شهرته عندما ق44ام بإعادة تصميم جامع الخلفاء في بغداد. وكما هو معلوم فإنه تاريخ بناء جامع الخلفاء يعود إلى الخليفة العباسي المكتفي بالله. وبسبب الحروب الدائرة وما مرت به بغداد من قصف انهدم الجامع ولم يبق منه سوى المأذنة والمنارة.
وتم تكليف المهندس محمد مكية بإعادة تصميم الجامع لبنائه على طرازه السابق مرة أخرى بالطريقة الإسلامية أو العباسية، مع الإبقاء على المئذنة وترميمها. وأصبح من أهم المعالم لمدينة بغداد بسبب النمط العمراني الإسلامي الذي يوحي للمصلي أنه في عصر الخلفاء.
وذاع صيته في البلدان العربية كثيرا حيث أصبح مطلوبا لتصميم أهم الجوامع. وعلى سبيل المثال قام بتصميم أشهر جامع في الكويت، جامع الدولة الكبير، بالإضافة إلى تصميم عدة كليات وبنوك إسلامية. وأغلب تصاميمه من العمارة الإسلامية.
ونظرا لمهارته الهندسية وخبرته الكبيرة فقد أوكلت إليه مهمة تصميم جامع السلطان قابوس الأكبر، الذي يعد تحفة معمارية في السلطنة ومزارا سياحيا لما يتمتع به من فن معماري إسلامي بديع.
وقد أمر ببنائية جلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، في عام 1992، واستمر بناؤه لمدة ست، سنوات وتم افتتاحه رسميا تحت رالعايته السامية لجلالته رحمه الله، في عام 2001م.
ويعتبر هذا الصرح المعماري آخر تصميم للمهندس محمد صالح مكية، الذي ساهم بالكثير من الدراسات والإشراف على أهم المباني الشهيرة في العالم إلى أن توفاه الله، في عام 2015، عن عمر يناهز 101، عاما بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء، حصل خلالها على عدة جوائز، كما أن له عدة دراسات ومراجع تمت ترجمتها.
وتقديرا لتجربته الهندسية والمعمارية الرائدة كرمته الجمهورية العراقية في عام 2016، بإصدار طابع بريدي له، يظهر في خلفيته جامع الخلفاء الراشدين.
ويعد الطابع البريدي أكبر وسام للشخص الذي يصدر له الطابع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطوابع البريدية، في العادة، لا تصدر للأحياء، وأعني الشخصيات التى قدمت خدمات جليلة للبشرية وهم ما زالوا على قيد الحياة، يستثنى فقط الحكام والملوك وأولياء العرش، وهذا عرف عالمي تقوم به أغلب الدول، إلا في حالات استثنائية فقط تصدر طوابع لمناسبات معينة، وتظهر بها بعض الشخصيات. والسبب في أن هناك شخصيات قدمت خدمات لبلدانها، وتم تكريمها بإصدار طوابع لها من قبل الدولة، ومع مرور الزمن أخلت هذة الشخصية ببعض القوانين، وتم المطالبة بسحب الطابع وشطبه من السجل، لذلك أصبح عرفا سائدا، أن إصدار الطوابع للشخصيات المؤثرة يكون بعد وفاتها.