مقالات
أمي.. يا خير الأوطان
شيخة الشحية
مثل كل عام، نستقبل شهر مارس وهو يحتضن «يوم الأم» بين طياته أو «عيد الأم» كما يحب أن يسميه البعض، والذي تخالفت وتكاثرت الآراء فيه بين مؤيد ومعارض. هل نحتفل حقا به ونقدم الهدايا إلى أمهاتنا أو نقول كما يقول الآخرون بأنه ليس هناك يومٌ للأم فالأيام كلها مليئة بمحبة الأمهات، وبالتالي لا يكون هناك حاجة لذكر هذا اليوم أصلا.
في هذا الصدد، وبين جميع الآراء المؤيدة والمعارضة، لن تكون مداخلتي للدفاع عن أحدهما، ولكنني خصصت هذه المساحة للحديث عن الأم وحدها كونها أمًّا.. وهذا يكفيها شرفا، أمهاتنا الغاليات، والصابرات، والمكافحات من أجل كل شيء، من أجل الأهل، والأصدقاء، والزواج، والأبناء، بل ومن أجل أنفسهن، ومن أجل الحياة. أحمد الله كثيرا أنني أنعم بوجود أمي في حياتي وضمن كنوزي، فهي كنز عظيم.
خافتة هي الحياة بدون الأمهات، لا شيء يضيء عتمتها كقلب الأم، ودعائها، أمهات واراهن التراب، قصص رحيلهن تغيّر الحياة بالكامل تشعر بالصدمة من أقل الأشياء حدوثا، لا ترغب في الاستمرار ولا ترغب في الوقوف، تعيش الحزن الذي لا يمكن أن يراه أو يشعر به غيرك لأنه لم يصادفه بعد، ولم يصافحه، فتقول في داخلك تبا للألم، وللحزن، وللوجع الذي حلّ عليك دون زوال بفقدان ذلك السلاح العظيم «الأم».
بعيدا عن كل شيء أريد أن يكون الحديث احتفاءً بالأم، منبع العطاء والاحتواء، هي المكان العذب الخالي من الشوائب، ومن الضجيج ومن المرارة، كم تعبت أمهاتنا وكم كافحن من أجل أيامنا وساعاتنا ودقائقنا، من أجل كل شيء جميل نعيشه اليوم. الأم هي من تخلع الحزن من ملامحنا، هي الدفء رغم أنف صقيع الأيام ولواهيبها، هي الكون الواسع الذي يتجاوز السماوات لرفعتنا ورقينا.
أكتب.. ابتهاجا بكِ أيتها العظيمة التي تطاردين الخوف والجوع والبرد من أجل أبنائك.
أكتب لكِ أنتِ يا من تذيبين الصعاب في سبيل السعادة والراحة والأمل.
أكتب من أجل كل الأمهات، وأكتب لأنني مدينةٌ لأمي بالكثير، فاعذريني حين لا أجد العبارات التي تستحقين، فأكتب بكل تواضع وخجل، من أجل ابتسامتك ولا شيء أجمل سوى ابتسامتك التي تتكفل بإعادة الحياة إلى روحي وأيامي.
دعوات الخير تحفظ أمهاتنا جميعا، ترافقهن لا تفارقهن، يمضين خطوة فتخطو الدعوات ألف خطوة أمامهن، لترسم أمامهن طريق الجنة حيث الحياة الأبدية التي يستحققنها.