الثقافي

تهديد لذاكرة مطفيّة

 

ورد الهاشم

 

 

لماذا لم تعد تأتي لتزورني في أحلام يقظتي؟!

هل نسيتني أم تمردت أم وجدت بديلا أخر عني؟!

ألا تتذكر انني أنا من اختلقت شخصيتك؟!

لقد أعطيتك كل الصفات الجميلة التي كنت أتمناهاأ ولكن لم أرى منك الا كل الجحود مؤخرا، ألا تعلم أنه باستطاعتي أن أجعلك تختفي من أحلام الجميع؟!.

هل تعتقد أنك ستجد مخيلة جديدة أجمل من مخيلتي؟!

ألا تتذكر كم كنا سعداء مع بعضنا؟!

 هل نسيت عندما كنا نركض على المروج الخصراء ونحن في قمة السعادة؟! ألا تتذكر الشاطئ الذي جلسنا بجانبه؟!

وقتها أخبرتك بكل ما يحزنني وكنت تمسح الدموع التي تناثرت على وجنتي.. ألا تتذكر الجسر المعلق الذي ساعدتني على اجتيازه وأنا خائفة؟!

الان تختفي بعد كل هذه السنين فتعتذر بالانشغال، أم لم تعد قادرا على تحمل العيش في خيالي المزدحم بالأفكار المجنونة؟ ألا تعلم أنها هي من تبقيني على قيد الحياة؟ هل نسيت كل الذكريات ألم تعد قادرا على ارسال رسالة للإطمئنان عليك؟!

إذن.. من الآن أعلن أني سأمحوك من مخيلتي التي استوطنتها عمرا طويلا، وسأنسى كل الذكريات التي جمعتناـ يبدو أن هذه الذكريات أبقتني سجينة مخيلتي. آن الاوان لكي أتحرر وأطلق سراحك من مخيلتي، وانطلق للحياة التي حرمتني نفسي منها في سبيل الحفاظ عليك.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق