الفني
رسّامتان تعبران الطريق بفـــــــــرشاة حالمة نحو المستقبل
هناك مشاعر لا نجيد البوح بها أو التعبير عنها، وكل منا له طريقته لوصف هذه المشاعر بأسلوب لا يعتمد على الكلمات. جواهر البلوشية وطيف الشيادية اخترتا الرسم كحالة للتعبير عمّا يجول في خواطرهما لتكون طريقتهما في الحديث مختلفة، تمسكان القلم أو تختلط أصابعهما بالفحم والألوان لتكون اللوحات بداية الحديث وحتى النهاية، علاقة جمعت الرسامتين بهذا الفن حبا فاستمرت حتى مراحلهما الدراسية. في التكوين حاورناهما وفي السطور الآتية تفاصيل التجربة.
حوار: شيخة الشحية
الفنانتان في سطور
يبدو التعريف مختلفا عند الحديث عن الفنانين، فيأتي التعريف من وراء الفرشاة العابرة بالألوان عبر اللوحات الجميلة. الرسامة جواهر إسماعيل البلوشية خريجة الكلية العلمية للتصميم بكالوريوس فنون جميلة، بدأت الرحلة منذ الصغر وكبرتا معا فالملامح البشرية والوجوه والرسومات التشكيلية هي من طرقت الأجراس إلى عالم جواهر الفني. أما الرسامة طيف بنت جمعة الشيادية التي ما زالت طالبة في الكلية العلمية للتصميم، وفي نفس التخصص، فرأت أنه ليس إلا إكمالا للبدايات التي جمعتها مع حب الرسم في المدرسة منذ المراحل الإبتدائية لتكمل المشوار آملة التعلم الأكبر والتعمق الأكثر لمعرفة التفاصيل الأشمل لفن الرسم.
أرشيف الصور، والدعم
إهمال الأشياء يعني ضياعها، والفنان والرسام وكل موهوب يهمه الاحتفاظ بالأعمال التي تكون واجهة للعناء والتعب والجهد. سألنا الفنانتين كيف تحتفظ كل منهما بالرسومات واللوحات؟، ومن هم المشجعون والداعمون لهما؟، فأجابت طيف الشيادية: «لدي ملف خاص بأعمالي أحتفظ بها جميعا، إلا أن هناك بعض الأعمال التي يحتفظ بها استاذي في الكلية. أما الدعم والتشجيع فبدأ من أفراد الأسرة، كما يشجعني استاذ المادة في الكلية كثيرا». وقالت جواهر البلوشي: «أحتفظ بأعمالي في ملف وهناك بعض اللوحات التي وضعتها في زوايا من المنزل لتضفي طابعا مميزا وحيويا للمكان، وعائلتي وصديقاتي من أكثر الأشخاص المشجعين والداعمين لي».
مواقع التواصل، المشاركات، والتحديات
تعتمد الفنانتان في مواقع التواصل الاجتماعي على الانستجرام للترويج عن أعمالهما الفنية، وعن المشاركات قالت جواهر البلوشية إن الفرصة لم تحِن بعد للمشاركة في دورات أو غيرها ولكنها تسعى لذلك جاهدة، وعن التحديات قالت: «لا توجد تحديات وصعوبات في الرسم بالنسبة لي إذا كان الرسام ممارسا حقيقيا لهذا الفن».
وعبرت طيف الشيادية قائلة: «كانت لي مشاركة في مدرسة نوابغ الغد الخاصة الذين تواصلوا معي لعمل مشغل للأطفال وكانت التجربة جميلة ومميزة وظهر تأثيرها واضحا على وجوه الأطفال خلف تلك الابتسامات والأصوات المتعالية فرحا، فقد كان الهدف تحقيق بيئة مغايرة أو يوم مختلف عن اليوم الدراسي للاطلاع على إبداعاتهم وتوسيع الخيال لديهم».
وأضافت: «التحديات كثيرة وكان أحدها صعوبة تحديد المقاسات لبعض الرسمات ولكني تغلبت على الأمر لأنني أحددها في مخيلتي أولا ولكني مع الممارسة والتعمق في التخصص اجتزت الأمر، وأعتقد أن التحديات وإن وجدت إلا أنه ليس من الصعب التغلب عليها». وعن دعم المؤسسات والشركات والتعاون الممكن بينهما تدعو الفنانتان المختصين والمهتمين بذلك لعمل بصمة وتتمنى أن تفتح الأبواب في هذا المجال قريبا.
تقييم الناس، وعالم الفنانة الخاص
قد تشعر بخطوات النجاح الأولى من خلال تفاعل الناس وردود أفعالهم والتعليقات على أعمالك في أي مجال، لذلك سألنا الفنانتين عن مدى تفاعل الناس حول أعمالهما. تقول جواهر البلوشية: «الحمدلله يشجعني أهلي كثيرا والأصدقاء أيضا ويدعمونني لتطوير موهبتي لأستمر بها وأصنع منها دخلا للمستقبل، وتفاعل الناس اليوم مع الفنون أصبح أكثر توسعا وأصبح الناس أكثر معرفة ودراية واهتماما».
أما عن عالمها الخاص بالرسم فقالت: «أرسم كثيرا ولدي العديد من الرسمات، وأشعر أن الليل هو الوقت الأنسب بالنسبة لي لأنه يتميز بالهدوء وبه أكون منعزلة مع نفسي والفرشاة، والوقت الذي استغرقه في الرسمة الواحدة فهو معتمد على حجم الورقة أو العمل نفسه إذا كان بحاجة إلى مجهود كبير أم لا»، مضيفة أن «رسم الشخصيات بشكل عام والعيون بشكل خاص هي من أكثر الأشياء التي أحب أن أبدع فيها، ومن الأدوات التي أستخدمها في الرسم قلم الرصاص والألوان والفحم أيضا فالتنوع ضروري ويساعد على الابتكار والتطور».
وأوضحت طيف الشيادية بأن هناك الكثير من المهتمين وتقول إن التقييم يعتبر جيدا، كما أن لديها العديد من الرسمات وترى أن الهدوء هو الوقت الأفضل للرسم والإبداع. وأضافت: «الوقت الذي أحتاجه في الرسم يعتمد في الأساس على مقاس اللوحة والأدوات التي أستخدمها أيضا، وأستخدم الألوان والفحم وقلم الرصاص في الرسم لأن كل نوع من هذه الأنواع يقودني إلى عالم جميل، فعالم الفن عالم كبير وخياله واسع».
مبدأ المنافسة
أبواب الإبداعات ومجالاتها كثيرة، لذلك المنافسه لا تخلو منها، فهي محفز أساسي للتميز والتأكيد على ترك البصمة. ترى الفنانتان أن المنافسة تنطلق من حب الإبداع والتميز، وأن المجال مفتوح للجميع ولكل شخص طريقته الخاصة في العمل والتميز حق مشروع للمجتهدين والمبدعين. وتتفق الفنانتان على أن المنافسة الشريفة قد تقود بالطموح إلى الأمام دوما فتتفتح الآفاق وتكون تلك المواهب مستقبلا ذات فائدة مادية أيضا.
طوحات ونصيحة
تقول طيف الشيادية: «طموحاتي وأحلامي في مجال الرسم كثيرة وأسعى إلى تحقيقها خطوة بخطوة، وأنصح الجميع ممّن لديه هذه الموهبة بالاستمرار فمع مرور الوقت يكتشف الرسام نفسه أكثر وأن لديه القدرة على تقديم المزيد والمزيد لينبهر بنفسه قبل أن يفاجأ الآخرين».
وقالت جواهر البلوشية: «طموحي أن يكون هناك من يحب أعمالي وأن أصل بلوحاتي الفنية إلى عالمي الخاص في معرض يحويها كلها مستقبلا بإذن الله».