مقالات
الشيوخ الأمريكيين مكشوف عنهم الحجاب!
ماهر الزدجالي
أصبح الشيوخ الأمريكيون -أطال الله أعمارهم- منذ فترة ليست ببعيدة من الشيوخ الذين نقتدي بهم ونستلهم خبراتهم وتجاربهم الفريدة والملهمة، ونهتدي بآرائهم السديدة في شؤوننا الصغيرة والمتوسطة قبل الكبيرة، فعلى سبيل المثال إذا أردنا أن نؤكد أن البرتقالة لونها برتقالي يجب أن ندعم رأينا بقول أحد الشيوخ وإلا فإن هناك من سيأتي ويشكك في الموضوع، ويقول إن البرتقال ربما يكون لونه بنفسجياً.
وإذا وقع خلاف ما أو أزمة سياسية أو اقتصادية أو حتى بيئية، فإننا سنجري إليهم ليقولوا لنا رأيهم في القضية حتى لو كانت القضية عن علاقة الفلافل والسمبوسة بارتفاع نسبة المدخنين.! وأحيانا حتى إذا أرنا أن نقول إن البحر مالح وتعيش فيه الأسماك، يجب أن ندعم موقفنا برأي أحدهم .
ولأن قضايانا لا تنتهي فإنني أقترح أن يفتتح بعضهم فروعًا ومكاتب لهم في الشرق الأوسط ليعملوا فيها – بعد الظهر-
وعلى غرار المثل المصري الذي يقول «اللي ما عندوش كبير يشتريله كبير» ونحن نقول «اللي ما عندوش شيخ أمريكي يشتريله شيخ أمريكي» والموضوع هنا محصور فقط على الأمريكي ولا أحد يذهب ويشتري له شيخاً من تايوان، فالشيوخ الأمريكيون (بسم الله ما شاء الله) مكشوف عنهم الحجاب.
وبالنسبة للمثل الذي يقول (ما يحك جلدك مثل ظفرك) يجب أن نحذفه من قواميسنا فإذا كانت أظفار الآخرين موجودة فلماذا نتعب ظفرنا في هذه الحالة؟!
وحتى لا تكون المسألة عشوائية، وبحكم كثرة الأزمات عندنا في المنطقة يجب أن نوقع على معاهدات ومواثيق رسمية، بحيث يتم تصنيف الشيوخ على حسب المناطق والمواضيع التي نريد أن نأخذ رأيهم فيها وندعم موقفنا، ولا يمنع أن يتم توضيح أرقام هواتفهم وطرق التواصل معهم وجميع التفاصيل المتعلقة بمواقفهم تجاه قضايا الشرق الأوسط و(الذي لنا والذي علينا)، وضمائرهم، وأسماء كلابهم وجميع هذه التفاصيل حتى فاتورة قهوة الاجتماعات من سوف يدفعها !!
وبسبب هذا التعاون الإيجابي والمثمر مع الشيوخ الأمريكيين ومن باب الاستفادة من الخبرات، فإننا سنشترط عليهم أن يستفيد شيوخنا من تجاربهم ويتعلموا منهم، وفي الفترة المقبلة لا يمنع أن نقدم شيوخنا في المنطقة العربية أيضا وندعو الأمريكيين ودول العالم المتقدم لمن أراد أن يستنير بآرائهم السديدة ويستلهم تجاربهم وبالتأكيد حكمتهم البالغة.
ولأن الحكمة تزيد مع مرور الزمن وكثرة التجارب فإن هذا الموضوع لا يقتصر على الشيوخ الأمريكيين على رأس عملهم، وإنما حتى المتقاعدين فكثير منهم يقدمونلنا دورات ومحاضرات قيمة وأوراق عمل ضمن مؤتمرات ومنتديات..
وفي إطار التبادل الحضاري والثقافي والمصالح المشتركة القائمة وشبه القائمة بالإمكان وضع برنامج لتبادل الشيوخ، شيوخنا يذهبون إليهم وشيوخم يكونون عندنا حتى نستفيد منهم بشكل أكبر ويستفيدون هم أيضا من حكمة شيوخنا وخاصة في مجالات سباق الهجن، وزيادة عدد المتابعين في تويتر ونستفيد نحن من شيوخهم في كيفية الضحك على بقية حكومات العالم .!!