مقالات
شهادة سيرة وسلوك لمواقع التواصل
شيخة الشحية
مواقع التواصل الاجتماعي، الوجه الآخر للسفر، عبر ما يقدمه المستخدمون من صور وفيديوهات تستعرض أفكارهم وآراءهم وطريقة حياتهم المتباينة بين شخص إلى آخر.
منذ سنوات شرعت الأبواب أمام البشر في اختراع يدهشنا بجديده كل يوم، وانتشرت الأجهزة الذكية في أيدي الجميع، الصغير والكبير، العاقل (الأحمق)، والأكثرية خاضت مع الخائضين، ولا زلنا نرى الأعداد في تزايد، والخوف كل الخوف من الآتي، فما يقدم اليوم من بعض المستخدمين (وأقول البعض حتى لا يفهم أنني في حديثي أقصد فئات معينة فقط) يرفضه العقل أو أصحاب العقول السوية على الأقل، ولكن حتى هذه العقول تختلف في تقبلها واستيعابها للأمور.
أعتقد، ولأنني أرى اعتقادات الناس تختلف، أجد أنه من اللازم إجراء اختبار (تحريري وآخر صوت وصورة) لجميع المستخدمين خاصة من يريد منهم الشهرة والانتشار وأن لا تقل مدة الاختبار عن سنة على الأقل، حتى تتاح لنا الفرصة لمعرفتهم قبل فوات الأوان، فالكثير منهم وغالبيتهم فاتنا الوقت لمعرفتهم وانسقنا في متابعتهم والاستماع إليهم، ولو خضعوا للاختبارات كنا قد اكتشفنا الصالح من الطالح منذ البداية.
شهادة حسن السيرة والسلوك يجب أن يحملها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، فقد سئمنا من ظهورهم اللا داعي له، وقد أصاب المجتمعات الداء منهم ولم يوجد الدواء بعد، ظهر التافهون فأصبحوا أكثر شهرة وتوارى المثقفون والمفكرون، ليختفي العقل ويأتي عصر التفاهة والغباء.
متابعة التافهين والضحك لهم إساءة للأجيال القادمة، التي ستأتي وتقول من هم الكتاب والمثقفون والمفكرون والقراء الذين ظهروا في أوج التقدم والتطور وازدهار العالم، ولن يجدوا إلا مجموعة من الفارغين فكريا، الذين استضافتهم القنوات وهي نفسها لا تعلم ما هي الرسالة التي تريد أن توجهها للجمهور من تلك الاستضافات.