مقالات

موتٌ عند الأبواب



أسامة زايد

كان صباحاً تعيساً، حين طلب منهم أن يوقعوا على ورقة مفادها أمران، الخروج في إجازة بدون راتب، أو العودة للعمل مع تقليص ساعات العمل وحفض الراتب، وكان لا بد لهم من الإختيار.

شاعت في وسائل التواصل الإجتماعي، أن مجموعة من العمال، قد تم تسريحهم، بسبب أن الشركات لا تستطيع توفير الرواتب التي يستحقها أولئك الموظفين، وشاعت مرة أخرى أنهم قد تأزموا مادياً ومعنوياً، لم يستطيعوا دفع مستحقات الماء والكهرباء، بل لم يستطيعوا توفير أبسط الإحتياجات الإنسانية من الغذاء.
رجع المسرّحون إلى منازلهم، ليضعوا الشهادة الدراسية على الرف ويخرجوا للعمل من جديد، إستأجر البعض سيارة وبعضهم أخذ يوزع المياة الصالحة للشرب (التنكر)، وبعضهم راح يبحث دون جدوى، لسد قوت اليوم، وليصبروا على أمل أن تعود المياه إلى مجاريها، فالرائحة المنبعثة فاحت في الأرجاء، مشكلة كومة من البكاء والعويل.
اشتكت البنوك والشركات المموله على المدعو المُسرّح، فأقامت عليه دعوى القضاء، وراح المسكين بين ناصية الرجاء والدعاء، وبين العفو والمغفرة وطلب الرحمة من البشر، فما انقضت الدعوى حتى سجن البعض، وتم حل قضايا البعض بمساعدة أيادي الخير.
عاد المسرّحون إلى الأبواب مجدداً ليقضوا نحبهم، فبين رجاء إلى السماء، ورحمة من البشر، راح المسرّحون يموتون جرعة جرعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق