أخبار اللبان

اللواء الركن (م) / سالم بن مسلم قطن،آمر كلية الدفاع الوطني (سابقاً)يقدم كتاب القوة الفطنة

للكاتب العميد الركن (م): راشد بن حمود التمامي

                    

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي القائد الذي تخرج على يديه قادة عظماء وجنودًا أوفياء كانوا مثالًا للفطنة والذكاء والتضحية والفداء من أجل علم ورفعة تنتفع بها البشرية جمعاء.

أما بعد

لاشك أن من حكمة المولى عز وجل أن يمنح عدداً من خلقه الفطنه والذكاء ويميزهم بتلك الصفات لينتفع بهم البشر، إذ منحهم القدرة على القيادة بحيث باتت العديد من الشعوب والأمم تفتخر بتاريخ قادتها أولئك الذين تمكنوا بفضل قيادتهم الفطنة النهوض ببلدانهم إلى آفاق التقدم والرخاء والسلام، ومن هؤلاء القادة العظماء جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه أعز الرجال وانقاهم الذي تمكن من تغيير حياة المواطن وعُمان في كل المجالات وذلك بموجب الاستراتيجية الفطنه بكل ما تعنيه من معنى حتى بلغت سلطنة عُمان على ما هي عليه اليوم من أمنٍ وأمان وسلامٍ ومحبه ووئام مع كافة دول العالم.

وليكمل من بعده جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظة الله ورعاه المسيرة في ظل نهضة متجددة على نفس الاستراتيجية الفطنة وعلى ضوء ما سبق من نهج، وعليه أود أن أتوجه للمؤلف أخي وزميلي في السلاح بالقول شكرًا لكم على اختياركم عنوان كتابكم هذا وهنيئاً لكم بما تتمتعون به من ذكاءٍ وفطنة، كما أن تشريفي بطلبكم الكريم أن أبدي لكم رأيي في موضوع ومحتوى كتابكم كان بالنسبة لي بمثابة إضافةٍ علميةٍ جديدة متطورة، واكتسابٍ للفطنة والمعرفة من خلال ما احتواه هذا الكتاب القيم ( القوة الفطنة) والذي تمكن مؤلفه من بيان وترتيب أجزاءه بفضل إرادته القوية المقرونة بالذكاء والفهم وبما يتمتع به من معارف تسندها قراءاته الكثيرة والمتعددة .إن تقديمي لهذا الكتاب أعتبره أكبر هدية لي في هذه المرحلة من حياتي وأنا أعيش أسعد الأيام مستريحاً بعد أن منحني الله تعالى القدرة وأكرمني بالعمل في محطات كثيرةٍ ومتعددةٍ ومتنوعة أكسبتني الخبرة والمعرفة في اتجاهات كثيرة مختلفة، حيث كنت محظوظاً جداً أن تشرفت بالعمل في القطاعين العسكري والأمني واختتمت واجبي في الحقل الأكاديمي المعني بالمجال الاستراتيجي، والحمد لله على كل ذلك.

لاشك أن جميعنا يعلم أن من يقلب صفحات الكتب ويطلع على الدراسات وما تحمله من نظريات واستراتيجيات إنبثقت من التاريخ البشري سيجد فيها الكثير من التجارب والمبادئ والنظريات والتطبيقات التي اعتمدت عليها معظم استراتيجيات الدول والتي كان مصدرها عدداً من القادة الذين رسموها منهاجاً لشعوبهم واستخدموها خلال حقبٍ زمنية مختلفة، والبعض منها مازال يطبق حتى يومنا هذا رغم مرور سنوات طويلة منذ استخدامها لأول مرة لأنها استراتيجيات إتسمت بالدهاء والمناورة فحق لها أن تكون مصدراً ملهماً.

لقد تمكن مؤلف الكتاب من الإطلاع والإلمام بمختلف الأفكار والمبادئ التي قامت عليها استراتيجيات العديد من الدول ضمن عناصر قوتها المختلفة حيث تمكن وبكفاءة عالية من تحليل وشرح وتعريف القوة الصلبة والناعمة واستخدامِهِما معاً كقوة ذكية مفسراً وببراعة الكاتب الرصين كيف لبعض الدول أن تبني مثل هذه الاستراتيجية مع تباين مكوناتها وجغرافيتها وتعدد ثقافاتها .

من يقرأ كتاب “القوة الفطنه لمواجهة التحديات الأمنية الخارجية – بين التنظير وادارة الصراع” سيجد نفسة قد تمكن من قراءة عددٍ من الكتب والمؤلفات والاستراتيجيات ضمن سياق محتويات هذا الكتاب الجامع والشامل والمتعمق في كل ذلك. لقد تمكن المؤلف من تعريف الفطنة وعمق أهميتها لتصبح لوحدها استراتيجية قد يتوجب على الدول تبنيها واستخدامها كاستراتيجية، خاصةً تلك الدول التي تتطلع للسلام والأمن والرخاء بامكانياتها المتواضعة في جوانب القوة الصلبة، وهنا يفسر الكاتب أهمية القيادة إذ أنه عندما يتوفر للشعوب القيادة الفطنة الذكية الشجاعة يمكنها عند ذلك من بناء كيانٍ قويٍ متماسكٍ وفعال يستطيع مواجهة كافة الأخطار، لأنها ستتمكن باستراتيجيتها الفطنة من أتخاذ القرارات الجريئة في الأزمات والمواقف الطارئة مع الإلتزام بكامل المبادئ القائمة عليها استراتيجية الدولة.

إن من يقرأ عن (الفطنة) لاشك أنه سيجدها موهبة من رب العالمين يعطيها لمن يشاء من عباده ليستطيع من خلالها فهم ما لا يفهمه غيره وهي موهبة تميز صاحبها بجملةٍ من الصفات كأن يكون قوي الملاحظة، مدرك لحقيقة الأمور، سريع الفهم، يمتلك دقة في العمل مصحوبة بالإتقان. كما هناك أيضاً فطنة أخرى مكتسبة يمكن للإنسان التحصل عليها من واقع تجاربه وحياته العملية والعلمية وبما لدية من قدرات ذهنية تمكنة من مسايرة أرباب العلوم والمعارف بحيث يصبح بذلك التحصيل قد اكتسب الفطنة بجهوده وتجاربه التي صقلتها الوقائع والأحداث، ومما اكتسبه كذلك من التحصيل العلمي من مختلف المعاهد والكليات طوال سنواته تلك.. وبذلك يكون الكاتب هنا قد تمكن بما لديه من رصيدٍ علمي وعملي من توضيح التعريف بالقوة الفطنة والتفريق بين الذكاء والفطنة، ومفاهيم القوة الصلبة والناعمة وعلاقتها بالقوة الذكية، والفرق بين القوة الذكية والقوة الفطنة، ومتطلبات الاستخدام لكافة عناصر القوة وتحدياتها، ضمن بيئة حاضنة لصنع استراتيجية القوة الفطنة.

الحقيقه لقد أُعجبت كثيراً بحسن إجادة المؤلف ومعالجته للكثير من المباحث في هذا الكتاب من خلال معالجة متقنة علمياً فيها من الدقة والتأني والصدق في التحليل لكافة العناصر الشاملة في الكتاب والذي حمل عنواناً مهماً أنصح بقراءته وتدريسه في الكليات العسكريه في المستويين العملياتي والاستراتيجي ومراكز الدراسات المختلفة ليرتوي منه أولئك الذين يبحثون عن المعارف ويتطلعون إلى معلومات قيمة وثرية في نطاق مفاهيم الاستراتيجيات القائمة اليوم وما يمكن أن تكون عليه في المستقبل.

وأخيراً أدعو الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب من يقرأه وينهل من محتوياته بما يخدم وطنه وأمته، وأدعوه تعالى أن يوفق أخي العميد الركن (م) راشد بن حمود التمامي لكل ما فيه الخير والفلاح.

مع خالص الشكر والتقدير…

لواء ركن (م) /

سالم بن مسلم قطن

19 / 8 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق