مقالات

خلّوكم مع “بنت البلد”

محمد بن سيف الرحبي

 

 

مباغتين بما نزل علينا فجأة نسينا الكثير من قضايانا، أو أنها لم تعد ذات أولوية، كشأن فتح الزواج من الخارج للعمانيين، دون حاجة إلى إقناع وزارة الداخلية بأفكار من نوع “حقوق الإنسان” و”الحرية”، وللمرء أن يحب من يشاء، دون النظر إلى جواز سفر من يريد الزواج منها.

تمعّنت في المشهد بعد أن حلّ موضوع السماح من “الخارجي” أولويات الحوار حتى في المجالس العامة، التي حضرتها على الأقل، وكأنما قيل للعمانيين أن تلكم الجنّة فادخلوها بسلام آمنين، جنة أرضية تخدمكم فيها حوريات بشرية.

إنما، كم من أصحاب التجارب السابقة الذي تنعّم، مقابل الذين عانوا الأمرّين، وذاقوا وبال ما اقترفت أياديهم..

والشعوب التي لم تمنع مما منعنا منه زمنا هل وجد من خاضوا هكذا تجربة جنّتهم بهكذا زيجات، أم أن أصابهم ما أصابهم من تشتّت ومحاكم، وربما لا يعرفون في أي أرض أبنائهم بعد أن هربت الزوجة بالأبناء؟!

فلا تتعجّلوا وتتحمسوا كثيرا، فوالله لإبنة البلد أنسب لكم، وإن بدت “الأجنبية” أمام أعينكم، أكثر من قلوبكم، نموذجا ورديا يسقيكم الشهد آناء الليل وأطراف النهار.

وقد وصفت “بنت البلد” بالأصيلة، صبورة عليك، إن اختلفتما ستعرف أهلها لتخاطبهم، ويعرفون قيمتك.. فيسعون بالخير بينكما..

بنت البلد، العمانية الطيبة التي تشبهك في طيبتك، المتمسكة بك، لم توافق عليك على مصلحة، بل تقديرا لك وحبا.

تريّثوا.. فإن تزوجتم من بلادكم فقد سترتم على بنت من بناتها، وربما تكون ابنة أعمام أو أخوال.

وليس لكم من الغريب إلا مودة عابرة، قد تكشفها الأيام.

ويبقى الأمر ليس “تعميما”، فهنا ليست مثالية مطلقة، ومن هناك ليس شرا مطلقا..

إنما زنوا الأمور بعقولكم، وليس بقلوبكم، فلا تندفعوا!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق