كثيرًا ما نسمع عن تقلب مزاجات بعض البشر، وبالتالي تقلب الأفعال ، ولا شك أن لهذه الأفعال ردودًا قد لا تُحمد عقباها، والإنسان مرهونٌ بعمله وما كسبته يداه، وقد تحدث في أحيانٍ كثيرة بعض المواقف التي تجعل الإنسان في حيرةٍ من أمره، لما يجده من تصرفات يتعجب منها والتي يمارسها بعض البشر، فليس من الغرابة بمكان أن تجد أحدهم يعبس بوجهه في وجهك بالرغم من تبسمك له، أو يرد عليك السلام على مضض..
وكأنه يشعرك أنك اقترفت في حقه جُرمًا خطيرًا، فلا تبتئس وواصل طريقك وشق دربك نحو الأمام فهؤلاء هم أهل التثبيط وقد يشغلون فكرك بهذه التوافه فلا تلتفت إليها ، البعض منا يتأثر كثيرًا بل ويبالغ في التأثر لحدٍ ربما قد يسبب لنفسه أمراضًا مزمنة قد تصاحبه مدى عمره، ولماذا كل هذا؟ فالحياة قصيرة جدًا ولا تستحق كل هذا والواثق من نفسه لا يلتفت لهذه الأشياء وكما قالت أحد الأُمهات الحكيمات حول من يجعل نفسه عرضة للخصام والزعل المستمر، من يزعل بلا أسباب يرضى كذلك بلا أسباب، وقد يتبع المرء سوء ظنه فيحمله على خصام أهله وأحبته وكل أصحابه فليس له حبيبٌ يؤنسه ولا قريبٌ يواسيه وهذا ما يسمى اليوم بالنفسيات.
والمضحك في بعض الأمور أن يخاصمك أحدهم وأنت لا تدري وقد حدث ذلك كثيرًا، فتارة تكتشف ذلك بنفسك وأخرى ينبهك إليها أحدهم، وتختلف ردة الفعل من شخصٍ لآخر، فهناك من لا يكترث وذلك لثقته المطلقة بأنه غير مخطىء، وهناك من يفكر كثيرًا حتى يعبث به الوسواس، وقد يطول الخصام ويكتشف هذا المخاصِم أنه أخطأ بفعله هذا وتسرع لأنه أصغى لسوء ظنه، واستمع لعقله الباطن فبنى سوء ظنه هذا على أوهام من وساوس النفس ليست من الصحة في شيء ، وحينما تنكشف له الحقيقة وتزول عنه هذه الغمة،يعدد هذا المخاصم حججه الواهية وأعذاره القبيحة التي ينفر منها الصغار قبل الكبار، فبئس تلك الأعذار ، ومنها ما هو مقرون بالغيرة المطلقة المغلفة بسوء الظن.
وحينما تجتمع الغيرة الممقوتة وسوء الظن، هنا يتبين لك أن هذا المخاصم لديه مشكلة ما مع من يراه ناجحًا ومتفوقًا، فبدل أن ينافسه ويحذو حذوه يتمنى زوال ما عنده، بشغله عن هدفه والزج به في هذه الخصومات ظنًا منه أنه سيؤخره ولكن هيهات، فمن شق طريقه نحو هدفٍ ما، لا يستطيع أحد أن يوقفه إلا الله، ومن عزم على شيء ناضل من أجله وكافح، وما الذي سيجنيه هذا المخاصم؟. إلا المرض وسوء المنقلب، هناك من يبحث عن راحة باله وهناك من يبحث عن شقائه حتى من تحت الأرض ومن بين الحصى، وكما قيل لماذا أضمد نفسي وأنا لا أشكو من الجراح؟!
المخاصم لا حجة له بل الحجة عليه والسوأة عليه وأنت يا أستاذي الفاضل الكريم أبو يوسف ماجد الوهيبي أصبت في الوصف وأكملت النقص في هذا الموضوع فبارك الله فيك وجزاك عني وعن المسلمين خير الجزاء فالمخاصمة لم يمدح الله تعالى بل ذمها فقال عن كفار قريش بل هم خصمون ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجر فوق ثلاث شكراً لك يا أستاذي الفاضل الكريم أبا يوسف.
المخاصم لا حجة له بل الحجة عليه والسوأة عليه وأنت يا أستاذي الفاضل الكريم أبو يوسف ماجد الوهيبي أصبت في الوصف وأكملت النقص في هذا الموضوع فبارك الله فيك وجزاك عني وعن المسلمين خير الجزاء فالمخاصمة لم يمدح الله تعالى بل ذمها فقال عن كفار قريش بل هم خصمون ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجر فوق ثلاث شكراً لك يا أستاذي الفاضل الكريم أبا يوسف.