رائعةٌ هي المفاجآت لا سيما إذا كانت تُسعد، والأروع منها هو حُسن الظن بالله، ومتشعبةٌ هي سُبل الحياة ومتعددةٌ مسالكها، وهي تحملُ في طياتها الكثيرَ والكثير، ولا غرابة فيما يستجد منها، لتستمر عجلة الحياة بالدوران كما أراد الله لها أن تدور، ويستمر الإنسان في بناء الأوطان على مر الزمان، فالتفاؤل مطلوب وإن ضاق الأمر، والتأني في الحكم على عواقب الأمور مرغوب، ولكن التخطيط السليم أحوط وإقامة العدل هو مسلك الحق القويم، وتبصير الرعية بمقتضيات الأمور هو من أبسط المطالب المشروعة، في عصر الشفافية والوضوح وما أقيم العدل في الأوطان إلا وحلت البركة في كل مكان، وارتقى حالُ الإنسان ولم يبقى أحد على وجه الأرض يعاني من الفقر والحرمان، وهذا هو الأمل المنشود الذي منه ينبثق الخير وتتحرر البشرية من كل القيود، إن السير نحو الإصلاح لهو طريقٌ ليس بالسهل ولكن بالعزم والكفاح يثمرُ السعي ويعم الفلاح، مع الصبر والمتابعة والتشديد على النزاهة والمحاسبة، فلا فساد ولا إفساد ولا تفاضل بين العباد، إن سماع صوت الشعب وتحقيق مطالب المواطن بالحق المشروع هما من أهم الغايات التي لا بد أن يسعى إليها الحاكم العادل، والبدء في حل المشاكل تباعًا مشكلة إثر أخرى فهذه الخطوة بحد ذاتها، تولدُ الشعور بالاطمئنان لدى المواطن الذي يترقب ذلك بفارغ الصبر مع ما يسمعه من آلامٍ وهموم، وقد تكالبت عليه الظروف من كل حدبٍ وصوب، مع الثقة التامة في توجهات الحكومة الرشيدة بالرقي لخدمة الوطن والمواطن، وهي فِعلًا مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة تكفلت بحملها الحكومة والصبر على تأديتها، وهنا سنتحدث عن بعض هموم المواطن، وليس جميعها
أولًا:-هم الوظيفة
ثانيًا:- تسلطُ شركات الكهرباء والمياه عليه دون حسيب ولا رقيب
ثالثًا:- المُحاباة المقيتة التي ما أنزل الله بها من سُلطان وهنا تكمن المشكلة الكُبرى.
وقس ذلك عزيزي القارئ على كل الأمور، فإن طُبق ذلك وتظافرت الجهود في تحقيقه فقد سهلت المهمة للجميع، وتلاشت كل الهموم وكل ما سبق من حديث يتلخص في كلمة من خمسة أحرف وهي (العدل) وما أدراك ما العدل فيصل الأمر ومبتغى الكُل، إن العدل وإن ساء البعض إلا أنه يخدم الكُل فالكل تحت رايته في صفٍ واحدٍ وعلى صعيدٍ واحد، ولو أن الجميع التزم بإخراج زكاة ماله كما فرضها الله علينا لساد العدل أرجاء العالم أجمع وتفادت الأوطان مشاكل عدة أبرزها الفقر والجوع والمرض، إن الحلول المتاحة في متناول الأيادي إن تعاون الجميع على تطبيقها، فهناك مِن البشرِ مَن لا يسألون الناس إلحافًا، فتفقدوا من حولكم ولا تنسوا أن هذه الحقوق هي لهم فرضها الله على الأغنياء لتدفع للفقراء، فلماذا التملص والتمنع، ولم تترك التعاليم الربانية شاردة ولا واردة إلا وبينتها لهذه الأمة جمعاء، ثم أتبعتها بهدي خير الأنبياء وسيد الأصفياء سيدنا محمد المحمود في الأرض وفي السماء صلى الله عليه وسلم، وقد أشرقت شمس العدل وتلاشى الجور والظلم والقادمُ أجمل بإذن الله.