من منتجع شنغريلا بر الجصة عام 2009 كانت بداية الدخول لعالم الطبخ دون هواية أو تخطيط مسبق، الشيف عبدالله الهاشمي، عضو في الجمعية العمانية للطهاة، عبدالله الذي رأى في المطبخ طموحاً مختلف المذاق ليكون مشروعه المستقبلي القادم عبر انتقاله الوظيفي كـ“شيف” بين أكبر الفنادق وأشهرها فمن كروان بلازا مسقط إلى كروان بلازا أبوظبي ثم قصر البستان وهوليدي ان مسقط لتحط قدماه ثابته عبر تلك التجارب المختلفة في شركة Kerry Foods وهي شركة إيرلندية، تعلم قبل الوصول إليها من الناس الذين إلتقى بهم والدورات الكثيرة التي انضم لها خارج السلطنة، إضافة إلى مشاركاته في المعارض والمسابقات المحلية والدولية، مؤكداً بأنه حقق الثقافة، واكتسب الفن، ولامس الابتكار، وبذل الجهد، ورأى التعاون، وربح الحب، واكتسى الاحترام في عمله هذا.
حاورته: شيخة الشحية
يقول الشيف عبدالله عن انضمامه للجمعية العمانية للطهاة: “من المهم أن نجتمع كشباب عمانيون تحت سقف واحد والجمعية هي مركز الطهاة المبدعين والمميزين فشرف الالتحاق بها كان في 2013 وأصبحت رسميا كعضو تنفيذي في 2018، وأركّز في هذا الأمر أكثر حالياً للنهوض والارتقاء بمستوى المسابقات والمعارض المحلية والحرص على مشاركة الجمعية في المعارض والمسابقات الدولية”.ويقتدي الشيف عبدالله بعدد من الطهاة ذكر منهم دوكاسا ومعين أبو زيد.
مشاركات وانجازات
ذكر الشيف عبدالله أن استضافته في تلفزيون سلطنة عمان ولعدة مرات كان حافزاً وشرفاً كبيراً له، مشيراً إلى أن أبرز مشاركاته التلفزيونية الخارجية كانت في برنامج “توب شيف” الذي يعرض على قناة mbc. وقال الهاشمي: “حصدت الكثير من الجوائز ولله الحمد ولعل أبرزها ذهبية فى مسابقة معهد الضيافه 2017، والمركز الثانى على مستوى السلطنه فى مسابقة شيف عمان 2013، وموظف العام فى فندق كراون بلازا مسقط 2012، وغيرها من الجوائز المحلية، أما الدولية فأبرزها المشاركة فى برنامج توب شيف 2017، وإجتياز دورة الحلويات فى أبوظبي بمعدل إمتياز عام 2013، ومؤخراً فزت بـ wow award من شركة kerry foods على مستوى الشرق الأوسط MENT”.
وصفة النجاح
يؤكد الشيف عبدالله الهاشمي أن الشهرة التي وصلت إليها المطابخ العالمية والطهاة تطلبت منهم مجهوداً كبيرا وعملاً دؤباً ومتنوعاً، كما يعتمد الأمر على المجهود الشخصي لكل فرد والذي به يساعد الشيف في الارتقاء بنفسه وعمله من دورات وعمليات البحث التي تساعد في التعليم من أجل التطوير وليس فقط من أجل الحصول على راتب شهري. وقال الهاشمي: “وصفات النجاح مختلفة باختلاف الفرد ومهنته وأجد أننا حين نعرف كيف نتعامل مع الانتقادات التي نواجهها فهذا يعني أننا نجحنا في إيصال ما نريد إيصاله عبر أطباق قد يرفض تذوقها البعض أو يستغربها لكننا نسعى إلى تحقيق الفهم لدى المجتمع حول هذه الأطباق والاستراتيجيات المتبعة لدى المطاعم ورغبتنا في تنويع ما نقدمة على مائدة منوعة وفريدة”.
ويتحدث الهاشمي عن الوصفات المميزة بالنسبة له ويقول: “قد لا أستطيع أن أحدد وصفة بعينها لكنني يمكن أن أشير إلى نوع الطبخ الأقرب لي وأشعر بأنني أبدع فيه أكثر وهو مجال الأطباق المعاصرة المتعارف عليها والتي يمككني أن أضيف عليها لمساتي وتقنياتي لأنقله من شكله القديم أو السابق إلى طبق عصري مميز، كما أنني أحب كثيراً استخدام المكونات المحلية في أطباقي والوصفات التقليدية باستخدام تقنية fine dining وهي الطريقة لدمج الأطباق التقليدية بأطباق عصرية”.
وعبر الهاشمي عن مشروعه الذي يسعى من خلاله إلى تأسيس وتطوير المطاعم وتدريب الطهاة الذي يعمل عليه خارج السلطنة حالياً ويبذل الكثير من الجهد ليعود بالتدريب محلياً.
أما عن طموحه فقال: “بالتأكيد أطمح للعالمية ونظرتي بعيدة جداً من هنا، وأقنع نفسي دائماً بأنني بحاجة للمزيد وأن هناك نقص واحترم جميع التجارب في هذا المجال وأتعلم من الجميع من التلميذ قبل الأستاذ فجميعهم يمكنه المساعدة لأصل للمستوى الذي أريده”.
مفهوم خاطئ
يقول الشيف عبدالله الهاشمي أن المفاهيم الخاطئة لدى الطهاة الشباب كثيرة ولعل أبرزها هي تفكيرهم في الوصول لأهدافهم بسرعة وخلال سنوات قصيرة، ويضيف: “يستغل بعض الطهاة لقب (شيف) بطريقة سيئة وعبر استخدامهم لطبخات تم تقليدها ونسبها لهم شخصياً، وما يجب أن يعرفه الجميع هو أن لقب (الشيف) فقط للأشخاص الذين اجتهدوا وتعلموا بتعب عبر الضغوطات ومحاربة الوصول لهدفهم، كما أن الذي يستحق هو الشخص الذي صنع طبقاً خاصاً بدأها بفكرة ومكونات وطريقة مبتكرة للتقديم”.
واختتم الشيف حديثه قائلاً: “إن النجاح يتطلب وإجتهاد وأن تؤخذ الأمور بجدية، وأن يتمسك الشخص بما يحب ويحافظ على طموحاته ويتبع أهدافه ولا يستسلم أمام التحديات ومواجهة الهزيمة بالاستمرار فهي بداية النجاح، وأن نتذكر دائماً أن (الشيف) ليست مهنة فقط وإنما نمط حياة”.
