العام
التبرع بالدم في زمن كورونا
تصوير – عبدالفتاح الغافري
يعد التبرع بالدم عملا وطنيا يساهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى الذين هم في حاجة ماسة لنقل الدم ، ويتضاعف الاحتياج اليه في بعض الظروف الاستثنائية ومنها جائحة كوفيد ١٩ الحالية ٠
وحول أهمية التبرع بالدم خاصة في ظل الوباء الحالي كان هذا اللقاء مع الدكتورة زينب بنت سالم آل فنه العريمية مديرة دائرة خدمات بنوك الدم بوزارة الصحة الذي أوضحت فيه بأن الحقيقة المحتمه أن من يعانون من أمراض الدم الوراثية كالأنيميا المنجليه والثلاسيميا وبعض مرضى الأورام او الأشخاص الذي يتعرضون لحوادث خطيرة و فقدوا على اثرها كمية كبيرة من الدم وكذلك المرضى أثناء العمليات الجراحية المفتوحة في حاجة لعمليات نقل الدم وتتفاوت كميات الدم في كل حالة …
وأوضحت أنه بطبيعة الحال تمر عملية التبرع بالدم بمعايير وأسس محددة لإختيار المتبرعين تطبيقاً للمعايير الدولية كمعايير منظمة الصحة العالمية ومنظمات صحية أخرى مختصة بخدمات نقل الدم ، ويتم فحص كل الوحدات الدموية المجمعة للتأكد من خلوها من الفيروسات والأمراض المعدية الاخرى .
وحول الحاجة الى التبرع المستمر بالدم في الوضع الحالي قالت الدكتورة : في ظل انتشار جائحة كورونا (كوفيد ١٩) حول دول العالم وزيادة الإصابات والوفيات بشكل يومي ، أصبحت هناك حالة من الذعر والخوف من ارتياد المراكز الصحية ومراكز التبرع بالدم ولكن هناك مرضى يحتاجون يوميا للدم لكي تستمر حياتهم ، و بسبب جائحة فيروس كورونا ومحدودية الأوقات التي يمكن للصائمين التبرع بها في شهر رمضان المبارك كذلك ، فقد لوحظ انخفاض عدد المتبرعين بالدم في بنوك الدم وبحسب الإحصائيات التي أجريناها فقد انخفض عدد المتبرعين بالدم بنسبة ٤٠% في بنك الدم المركزي والتي نجدها نسبة عالية بالمقارنة مع السنوات الماضية.
واضافت : كان اعتمادنا في السنوات الماضية وبالأخص خلال ايام الشهر الفضيل على تنظيم حملات التبرع بالدم في الجوامع والمساجد والاسواق التجارية ، ولكن في ظل الأوضاع الراهنة في العالم والسلطنة ليست بمنأى عنها بسبب جائحة فيروس كورونا لم نتمكن من تنظيم أو القيام بهذه الحملات نظرا لإغلاق الجوامع والمساجد والأسواق التجارية وعلى هذا انخفض عدد المتبرعين في بداية الشهر الفضيل وذلك لانخفاض ساعات التبرع بالنسبة للمسلمين والمحدد له من بعد الإفطار مباشرة ولغاية الساعه ١٢ ليلا وبطبيعة الحال فإن هذا الوقت غير كافٍ لتجميع الإحتياج اليومي من الوحدات الدموية ويكفي أن نذكر هنا أن محافظة مسقط تحتاج يوميا من ٧٠ – ١٠٠ وحدة دم لتغطية إحتياج المؤسسات الصحية فيها ، وعلى هذا فإننا نقوم بمراقبة المخزون من الدم يوميا والتواصل مع المتبرعين لتغطية وجود أي نقص أو احتياج عاجل .
وحول مأمونية التبرع خلال هذا الوباء أوضحت مديرة دائرة خدمات بنوك الدم بوزارة الصحة بأنه وردت إلى الدائرة العديد من الإستفسارات خلال الفترة الماضية التي من أهمها ” هل التبرع بالدم آمن خلال جائحة كورونا !!؟؟ ” مشيرة الى انه لا يوجد دليل علمي على انتقال فيروس كورونا عن طريق نقل الدم وقد اتخذت الدائرة بدورها العديد من إجراءات السلامة الاحترازية لضمان استقبال المتبرعين بصورة آمنة في بنك الدم المركزي وذلك من خلال تنفيذ تعليمات اللجنة العليا المكلفة ببحث آليات التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد ١٩) وتطبيق الاحترازات الوقائية اللازمة ، ومن أبرزها التباعد الإجتماعي بين كل متبرع وآخر حيث يسمح لعدد معين بالتواجد للتبرع بالدم خلال فترة زمنية محددة ، ويطبق نظام المواعيد من خلال قيام اي شخص يرغب بالتبرع بالدم بإرسال رسالة على رقم الواتساب 94555648 بالإضافة إلى إجراءات أخرى يتم تطبيقها عند دخول اي فرد لمبنى دائرة خدمات بنوك الدم للتبرع بالدم متمثلة في إعطائه الكمامة وقفازات اليد وقياس درجة الحرارة قبل البدء في أي إجراء للتبرع بالدم .
وعن أوقات استقبال المتبرعين بالدم أوضحت بأن ( بنك الدم المركزي ) بدائرة خدمات بنوك الدم يستقبل المتبرعين خلال شهر رمضان الفضيل من الساعة ٨ صباحا وحتى الساعه ١ ظهرا لإستقبال المتبرعين من الجاليات المقيمة بالسلطنة ومن الساعة ٧ مساء وحتى الساعه ١٢ ليلا لإستقبال كافة الراغبين بالتبرع بالدم .
وأضافت : وحرصًا منا على توفير المخزون الكافي لتغطية احتياجات المرضى فقد تم العمل على تشغيل مكان آخر حاليا في استاد السيب الرياضي بولاية السيب لإستقبال أكبر عدد من المتبرعين من المواطنين والمقيمين بهذه الولاية ذات الكثافة السكانية ليكون رافدا قويا لبنك الدم المركزي خلال الأيام المتبقية من الشهر الفضيل .