في مجموعتها القصصية الأولى تضع الكاتب نسرين بنت هلال الشكرية بصمتها على أسلوبها السردي الذي اختارتها لقول حكاياتها عن الحياة، والتي جمعتها تحت عنوان “كالزهر كالياسمين” وصدرت عن دار لبان للنشر.
تهدي الكاتبة إصدارها الأول إلى أبيها “رجلي العظيم، حبي الأول، الأصدق، والأنقى، الأطهر والأجمل” وهي تمضي لتقول له “آسفة لأني ما اعتدت أن أعترف بكل هذا، فأنا أستطيع أن أعدّ المرات التي نطقت بهذه الكلمة: أحبك”.
ويكتب الروائي محمد بن سيف الرحبي عن المجموعىة بالقول أن الحكايات تحط “على شجرة نسرين كيمامات جبليّة، عينها على القرية، بكل تفاصيلها ومرويّاتها، وأخرى على إيقاع الريح وهبوب العواصف، تتدثّر بأحلام فتاة تبدو مرة تلميذة صغيرة تنصت لصوت معلمتها، وتبتهج لأن حكايتها الخيالية أغرت أحدهم بأن يستمع إليها، يصدّقها، وتصيخ السمع لصوت والدها يحفّزها على إكمال اللوحة، ورغم ذلك فإنها بقيت وفية لصوت «أقدام صغيرة تمنع السفر الطويل»، مفسحة أول الدرب لحكاياتها لتستمر، تمنحها النفس الطويل أكثر، وهي لا تكفّ عن سوق التفصيل إثر التفصيل، مقنعة قارئها بثمة جمال يختبىء بين الأسطر، لا تتركه له، بل تفصح عنه ليكتمل المعنى، واضحا وجليّا «كالزهر.. كالياسمين»، وإن جاء به حلم، فهي تكتبه واقعا، متسائلة في حكاية تالية: عين أم كوكب درّي؟».
نقرأ من بين نصوص المؤلفة نسرين نص “فلما دنت عشقت” فتكتب عن “فتاة ذات قلب بعمر الزهور” وتختتم حكاياتها بحكاية “طوق نجاة العمة فهيمة” وبين الأول والأخير أكثر من 20 نصا تتشكل تفاصيلها من يومياتنا المعاشة، وتنحاز إلى عناوين كاشفة للنصوص مثل “بأي ذنب قتلت؟” مع قدر من الروح الساخرة في التقاطاتها، مازجة بين حكايات القرية والطفولة، وبعض الخيال اللازم لصنع الحكايات (نص ابنة السماء)، لكنها تلتقى حول الإنسان الذي يحلم بالأجمل في حياته، فتعانده الظروف كما هو الوضع في نص “الكرة الخضراء”.