إن الإيمان بدورة الحياة له دور كبير في النظر إلى المسلمات التي تحدث في بلادنا الغالية عُمان، وهي تعيش نهضة متجددة، وترحب بالعهد السعيد الذي يرسمه لها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه، ولا شك أن التقاعد ضرورة حتمية، وحياة أخرى أجمل، ونجاحات متواصلة تساهم في البناء، وأنه واحد من هذه المسلمات التي يجب ترسيخ ثقافتها في المجتمع؛ فما أجمل تلك الأيادي التي ساهمت بالأمس في بناء عُمان، وما أجملها عندما تكون جزءا من حل بعض إشكالياتها اليوم وفي الغد المشرق.
لقد كانت خطوات إعادة هيكلة الجهاز الإدارة للدولة قوية وراسخة ومحسوبة من لدن جلالة السلطان المعظم؛ فجاءت أوامره وتوجيهاته السامية تواكب التحديث والتطوير للمرحلة المقبلة، ولا ريب أن الموارد البشرية جزء من مجموعة عناصر هذه المنظومة الشاملة، وأن الجرأة في اتخاذ القرار حيالها أكثر أهمية للدفع برؤية عُمان 2040 نحو مزيد من التطلعات والإنجازات لتحقيق أهدافها.
ولا شك أن إحالة عدد من موظفي الدولة في مختلف القطاعات المدنية والعسكرية لها إيجابيات كثيرة اقتصادية واجتماعية تنعكس على الفرد والأسرة والمجتمع، ومما لا شك فيه أن هذه الإيجابيات تدفع بالنمو إلى الأمام واقتصاد البلد نحو الازدهار من خلال تجديد الدماء، وغرس روح الشباب وتمكينهم؛ فتقوم مؤسسات أهلية ومجتمعية وحكومية وخاصة بتحديثات جوهرية في هيكلها العام تتناسب والجيل الجديد، وتواكب المرحلة المقبلة من التطور.
إن النظرة للتقاعد يجب أن تتغير وتتبدل من السخط إلى الرضا، ومن التشاؤم إلى التفاؤل، ومن الرفض إلى القبول، ومن الإحجام إلى الإقدام لدى مختلف فئات المجتمع؛ وذلك عندما تتاح الفرصة لعدد غير قليل من الناجحين في أعمالهم، والمتميزين في وظائفهم ممن يشملهم هذا التقاعد بأن ينخرطوا في العمل الحر، ويساهموا في نجاحات عملية، ومهنية، ووظيفية أخرى في مجال ريادة الأعمال، وإنشاء مؤسسات وشركات تفتح أفاقا أرحب، وتخلق وظائف للشباب العماني؛ مما يساهم في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والصعود بها نحو المستقبل بأن تكون عملاقة، وتدفع بالتنمية في عُمان، وتحقق الكثير من التطلعات التي يحلم بها العمانيون في دولة تتجه نحو المستقبل بخطى ثابتة وإيمان قوي بأن الغد أجمل، وأكثر اشراقا وبهاء.