الثقافي
بطاقة بريدية أُرسلتْ من عمان وعادت بعد سنوات .. ما قصتها؟
كتب: خالد المعمري
باحث في التاريخ البريدي
أُرسِلَتْ هذة البطاقة البريدية مطلع تسعينيات القرن الماضي من سائح بريطاني في السلطنة إلى جدته وعمه في “سَاوثهامْبتون” وهي مدينة وميناء رئيسي في هامبشاير بإنجلترا. البطاقة عليها صورة لسوق الخابورة القديم. وقد عادت مجددا إلى عمان بعد عدة سنوات، وتنقلت عن طريق اليد من شخص إلى آخر حتى وصلت إلي.
يسجل السائح انطباعه عن سوق الخابورة قائلا: “جدتي العزيزة وعمي ديفيد .. إن الطقس هنا جيد حقا. لقد قضينا أغلب أيامنا في حوض السباحة, لكننا خرجنا للتسوق، إلى قرية تشبه تلك الموجودة على البطاقة البريدية. وبينما كنا هناك أتى الصيادون ببعض أسماك التونه الكبيرة التى حملوها مباشرة في شاحنات مبردة. نأمل أن يكون لدينا بعض الصور الجيدة”. واختتم كلامه بالكثير من الحب من الجميع.
ويعود تاريخ إرسال البطاقة 10 مارس من تسعينيات القرن الماضي.
إن محور الحديث هنا عن البطاقات المصورة، وهي دائما ما تحمل صورة لمعلم سياحي أو تراثي أو بعض الأسواق الشعبية أو الازياء التقلدية. وهنا اختار هذا السائح لكي يصف إلى جدته بطاقة لسوق الخابورة الشعبي القديم الذي يعد من أهم المراكز التجارية، ويشهد حركة نشطة، وخاصة أيام الأعياد، وإذا ذكرت الأسواق على ساحل الباطنة يأتي ذكر سوق الخابورة مباشرة.
ولو تطرقنا إلى بداية ظهور البطاقات البريدية فإن أول ظهور لها كان في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1861، حيث أصدر جون ب.تشارلتون براءة اختراع بهذا الخصوص، ثم قام ببيع حقوقها إلى هـ.ل.ليبمان. وتميزت بطاقاته بإطاراتها المزخرفة وعرفت ببطاقات ليبمان البريدية. بعد ذلك بتسع سنوات ظهرت البطاقات البريدية في أوروبا. وبدأت دوائر البريد الأمريكية بإصدار بطاقات بريدية مختومة مسبقاً في عام 1873. وقد لقيت هذه الفكرة إقبالاً كبيرا، نظراً لسهولة إرسال الملاحظات والرسائل السريعة. إلا أن دوائر البريد الأمريكية كانت هي الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بإصدار وطباعة البطاقات البريدية. واستمر احتكارها لهذا الأمر حتى 19 مايو 1898، عندما أصدر الكونغرس الأمريكي قراراً سمح فيه لشركات البريد الخاصة بإصدار وطباعة البطاقات البريدية.
وتعتبر السلطنة الرائدة بالظهور الأول للبطاقات البريدية في دول الخليج حيث تم رصد البطاقات البريدية العمانية المصورة الأولي بين عامي 1900 و 1910 م. وبعد هذا التاريخ توالت البطاقات المصورة بالظهور حتى أصبحت كبريات شركات الطباعة تتنافس عليها، وظهرت مجموعات عالمية تهتم بهذة الفئة ويقام لها معارض وتجمعات في أغلب دول العالم.
ونتطلع أن تشهد السلطنة هذا الحدث قريبا، بإذن الله، على أمل أن تستضيف بعض الدول المعارض لإقامة دراسات خاصة عن البطاقات المصورة، لأن البطاقة تحمل صورة لمعلم سياحي أو تراثي أو حتى سياسي أحيانا.