كلمتين راس

الإعلام المنسي في عصر الإعلام

الإعلام والثقافة هما القوتان الناعمتان، والقادرتان على تقوية “الجبهة” الداخلية، والدفاع ضد الاختراقات “الخارجية” مع توصيل الرسائل التعريفية على الأقل، وتتخذان أشكالا عدة، لكن ما أركز عليه هنا هو الإعلام.

يعيش العالم اليوم عصر الإعلام، بامتياز، والقفز على القول إن “تويتر” وأشقاءه خطفوا الحضور من الساحات التقليدية به مبالغة كبيرة، لأن ما يقال في الساحات العامة لا يشبه ما يكتب بحرفية ووفق عمل مؤسسي، والركض خلف “نجوم وسائل التواصل الاجتماعي” يشبه إلى حد ما الاعتماد على فنانة لتوصيل الرسائل، لديها حضور لكسب الجمهور، لكنه جمهورها الفني، والاستقطاب الوقتي، وذلك لا يشبه الكلمة أيضا.

وحينما تواصل كورونا العبث بمقدرات كثيرة فإننا نقف باحترام لكل مسؤول استشعر ما تعانيه المؤسسات المنضوية تحت مظلة وزارته أو جهته التي تشرف على تلك القطاعات المختصة، كوزير السياحة الذي اجتمع بالشركات العاملة في القطاع المختص به، ورئيس الغرفة… وهكذا.

أما الإعلام، فإن معاناته لا تقل عن معاناة غيره من الجهات، وهناك صحف ومجلات تكاد تموت، بينما خفضت الرواتب، وهي في الأصل لا تحتمل التخفيض لمستواها، مؤسسات إعلامية، وبالطبع فهي خاصة، باتت خارج حسابات الدولة مع أنها كانت الشريك الأساسي في البناء الوطني، كغيرها من المؤسسات الإعلامية الراضعة من “الحليب المعتمد رسميا”.

هذه المؤسسات الإعلامية لم تجد من يسأل عنها أو يسمع صوتها أحد من المسؤولين في وزارة الإعلام، وهذا يذكرني بما قلته لأحد “كبارهم” حينما سألني عن مجلة التكوين، وعاتبته بالقول إن الوزارة المعنية بالإعلام لم تقم بالاشتراك حتى في نسخة منها، فكان رده أنه لا يريد فتح باب أمام الآخرين..

يا لمنتهى العجب: بدلا من فتح الأبواب أمام الآخرين، ممن يجتهدون لإضافة رئة أخرى للإعلام العماني، فإذا بهم يرون الهدف إغلاق الأبواب أمامهم!!

شكرا للأصدقاء الذين يناضلون لإبقاء صحفهم ومجلاتهم تصدر، كأنما يراد أن لا نرى جريدة أو مجلة عمانية تعرضها الواجهات، وكأنما صرنا رقميين في كل شيء، فلماذا تستمرون؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق