التقني

“كورونا” يوجه العالم نحو استخدام الطاقة الصديقة للبيئة

أعادت الظروف المحيطة بتفشي فيروس كورونا، سلوك المستهلكين في استخدام الطاقة، عبر سياسات زيادة الاعتماد على الهيدروجين الصديق للبيئة، مقابل تقليل الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري (الكربون)، تدريجيا.
وعلى الرغم من أسعار النفط الرخيصة حاليا (متوسط 30 دولارا لنفط برنت) كأحد أنواع مصادر الطاقة الأحفورية، إلا أن المستقبل القريب سيكون لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة وفي مقدمتها الهيدروجين.
يقول إبراهيم دينجر، وهو رئيس جمعية تقنيات الهيدروجين في تركيا، إن انتشار فيروس كورونا، أحدث تغييرات جذرية في سياسات الطاقة العالمية، وأكد أهمية الهواء النقي والبيئة الصحية للبشر على مستوى العالم.
ويوضح دينجر، أن تفشي الوباء، أدى إلى زيادة الاعتماد على الهيدروجين كحامل للوقود والطاقة، لا سيما وأن هذا النوع من الغازات يعد وقودا نظيفا وآمنا بيئيا.
ويعد غاز الهيدروجين، الذي لا يطلق غازات ضارة أثناء احتراقه ويمتلك طاقة عالية، سيحل بشكل تدريجي مكان المصادر الأحفورية للطاقة التي تتسبب بالانبعاثات الكربونية الضارة.
ويعد الهيدروجين من المصادر البديلة الحاملة للطاقة، والتي ستكون قبلة رئيسة في العديد من الصناعات أبرزها إنتاج السيارات، كإحدى أدوات توليد الطاقة، إلى جانب مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.
ويشير “دينجر”، إلى أن وباء كورونا، عجل من البحث عن مصادر بديلة للطاقة، وزاد الاهتمام بتقنيات الطاقة القائمة على الهيدروجين الصديق للصحة والبيئة.
ويتابع: “منظمات حول العالم مثل الوكالة الطاقة الدولية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أعربتا عن توقعاتهما أن يتحول الهيدروجين في السنوات المقبلة إلى “وقود المستقبل.. مما يعني بالضرورة تقليص الاعتماد تدريجيا على النفط”.
تلوث الهواء
ويقول رئيس جمعية تقنيات الهيدروجين، أن سياسات شركات النفط والطاقة العالمية في تنويع مصادر الطاقة، تشهد تحولات كبيرة منذ 2017، ويرى أن “عصر النفط يقترب من نهايته”.
ويضيف: “ستحظر العديد من البلدان مركبات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2025، مواكبة التغييرات الجارية في قطاع الطاقة تستحوذ على أهمية كبيرة لاستمرار المساهمة في هذا القطاع، والحد من انبعاثات الكربون”.
ويلفت إلى أن الهيدروجين مرشح لأن يكون وقود المستقبل خلال المرحلة المقبلة، خصوصا مع زيادة الوعي بشأن البيئة حول العالم وزيادة الإقبال على استخدام مصادر الطاقة الصديقة للبيئة.
“بات المستهلك في هذه المرحلة، بحاجة أكثر إلى الهواء النقي والبيئة.. إن تفشي كورونا أدى إلى تسارع وتيرة الاعتماد على الهيدروجين كحامل للوقود والطاقة، وتقليص حجم الاعتماد على المصادر الأحفورية”، بحسب دينجر.
ويكشف دينجر عن أن نسبة الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء تزداد كل عام، وأهم سبب لذلك هو التلوث الناجم عن الوقود الأحفوري.
ويذكر أن ما متوسطه 8 آلاف شخص في الولايات المتحدة، و5 آلاف في كندا، و60 ألفا في الهند، و80 ألفا في الصين، يموتون سنويا بسبب التلوث البيئي الناجم عن الكربون.
يزيد: “تفشي كورونا أظهر للبشرية أهمية المحافظة على البيئة والهواء غير الملوث، لاستمرار الحياة البشرية على كوكب الأرض، يمكننا القول إن تفشي كورونا ساهم في إحداث حالة تحول في قطاع الطاقة”.
ويتم إنتاج غاز الهيدروجين، بواسطة طرق مختلفة، أهمها التحليل الكهربائي للماء والذي يؤدي إلى كسر الروابط الكيميائية بين الأوكسجين والهيدروجين في الماء.
ويوضح دينجر أن “فصل الهيدروجين والأكسجين عن الماء، تتم بطريقة نظيفة”، مشيرا أن الهيدروجين يشكل بديلًا مهمًا لتوفير الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة.

المصدر: الأناضول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق