من نعم الله علينا أن ألهمنا القدرة على التعامل مع تقلبات الحياة ومواصلة الكفاح حتى بعد المرور بأصعب الظروف، ففي الأسابيع الماضيه حلت جائحة كورونا على مختلف دول العالم وعطلت الحياة الطبيعية في مختلف المجالات، فأغلقت المساجد والجامعات، لزمنا منازلنا وأصاب العديد منا القلق ليس فقط من إصابتنا أو من نحب بالمرض، وإنما من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن الجائحة. البعض أصبح يفكر كيف يؤمن قوت يومه بعد أن أغلقت المصانع والمتاجر. ورغم أنه من الطبيعي جدا أن نشعر بالقلق تجاه ما يحدث إلا إن البعض قد يتحول هذا القلق لديه إلي هلع يؤرق استقراره النفسي و يؤثر سلبا على صحته بشكل عام . يخبرنا علم النفس أن لدى كل منا قدرة على التأقلم قد تختلف حسب التركيبة النفسية والمرونه التى تجعلنا نتكيف مع الأوضاع الجديدة، لذا يقترح الأطباء النفسيون بعض الخطوات التي قد تساعدنا على التأقلم:
1 ـ تجنب التفكير في أن هناك طريقة سحرية أومعادلة للتعامل مع الجائحة. امنح نفسك الوقت الكافي ولا تقارن ردة فعلك بالآخرين من حولك، فلكل منا طريقتة الخاصة في التعامل مع الأوضاع، البعض حرص على اتباع التعليمات الصحية من مصادرها الموثوقة والبعض الآخر فضل الانغماس في متابعة نظريات المؤامرة التي تحاول البحث عن مسبب الانتشار الفيروس من البداية.
2 ـ لا تصدق أو تتفاعل مع الأفكار السلبية غير الواقعية التي قد يروج لها البعض خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها تزيدك هما واحباطا وبالتالي تؤثر سلبا على صحتك النفسيه، اعتبر الأوضاع الحاليه تحديا لزيادة الطاقة الإيجابية لديك.
3 ـ تذكر بأن الصحة تشمل الصحة النفسيه أيضا. لقد فرضت علينا جائحة كورونا ظروفا لم نعهدها من قبل، لذا يجب أن نكون مبدعين في إيجاد طرق للتكيف مع الحجر المنزلي والتباعد عن الآخرين. تخبرنا الأبحاث النفسية أن العبادات وتمارين الاسترخاء والتأمل والتواصل مع الآخرين تقوي مناعتنا النفسية.
4 ـ احرص على البدء بإحداث تغييرات صغيرة على جدولك، فالمثل العربي يقول ” قليل مستمر خير من كثير منقطع” . فالتغيير السلوكي ينجح عندما نختارأنشطة بسيطة ومحددة. إذا كنت مستاء من الوقت الطويل الذي تقضيه أمام التلفاز، قم بتقليل عدد الساعات تدريجيا واستبدل ذلك بالقراءة مثلا.
5 ـ خصص بعضا من وقتك في التواصل مع الآخرين والاطمئنان عليهم ، فبمساعدتك للآخرين أنت تجلب لنفسك الشعور بالسعادة. جارك الكبير في السن قد يحتاج إلى بعض الأغراض من المتجر لكنه يخشى من الزحام وما يصاحبه من احتمال انتقال العدو، او ربما يحتاج صديقك إلى الدعم النفسي وهو في الحجر المنزلي. الجميع منا يحتاج إلى الدعم والمساعدة في هذه الظروف، لذا خصص بعض الوقت لدعم من حولك.
6 ـ عليك التحلي بالصبر. جميعنا يرغب في العودة إلى حياتنا “الطبيعية”. لكن عقولنا تدرك تدريجيًا أن هذا قد يستغرق بعض الوقت. بدلاً من ذلك، يجب أن نجد طرقًا للراحة في هذه الظروف غير المريحة، كيف نتقبل نمط الحياة الجديدة ونواصل الاحتفاظ ببعض الإيجابية.
7 ـ الامتنان شعور جميل يجعلك تشكر الله على نعمه وتثني على الجهود التي تبذلها أجهزة الدولة من مختلف القطاعات لضمان راحتك وسلامتك خلال الجائحة. هذا الشعور يقوي مناعتك النفسية ويمنحك القدرة على التعامل مع الضغوطات الناتجة من الحجر المنزلي .
ختاما ، نسأل الله العلى القدير أن يديم علينا نعمة الصحة والعافية.