الفني

سعد الفرج : وضع المسرح الكويتي لا يسرّ ومتفائل بالمرحلة القادمة

يشارك الفنان الكويتي القدير سعد الفرج في العمل العماني «سدرة»، وهو مسلسل تلفزيوني من تأليف الكاتب العماني نعيم نور وإخراج يوسف البلوشي، إلى جانب عدد من الفنانين العرب والخليجيين. وعلى هامش مشاركة الفنان سعد الفرج اقتطعت من وقته عدة دقائق، لم يبخل عليَّ بها، بين كومة أوراق النص، وبين تصوير مشهد وآخر، وبين قراءة السطور والغوص في الشخصية التي يؤديها، فكان حديثا عفويا تجاوز حتى الإجابة على الأسئلة التي طُرحت، فكان قلبه قبل شفتيه يجود بما يلوح في خاطره فيبدي وجهة نظره ويبادر بالتركيز على نقطة جالت في باله بين عذب كلامه. تنوعت المحاور بين تعريفه لعمان، وبين رؤيته للفن، ومستوى الفنانين، والحياة بعد رحيل رفيق دربه منذ الشباب الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وأشياء أخرى انسابت حولها الكلمات أثناء الحديث.

حوار – عامر بن عبد الله الأنصاري

نفاخر بعمان
بداية سألناه عن مشاهدته الوضع في السلطنة، فقال: «لست أول واحد، أعتقد أن كل شعوب دول مجلس التعاون، تفاخر بسلطنة عمان، على مختلف الأصعدة والأبعاد، من ناحية الحياة، وطبيعة الشعب العماني والسياسة الحكيمة، بالنسبة لي قضيت أكثر من 12 سنة خارج الكويت بين انجلترا وأمريكا ودول أوروبية كثيرة وعربية أخرى كثيرة، وبعد تلك المدة، وبعد أن عايشت مختلف الشعوب، وجدت أن الإنسان العماني مضرب المثل دائما بالأخلاق الطيبة والكرم وفي كل شيء، وأنا على المستوى الشخصي أعتز بالإنسان العماني، وأتمنى أن تقتدي به كل شعوب دول مجلس التعاون».

الفنان القدير
لم يخل اللقاء العفوي من الإطراء بمسيرة الفنان سعد الفرج، مسيرة يستحق عليها لقب «القدير» بكل جدارة، وبين العودة إلى تاريخه الفني، وبين الأعمال التي قدمت أخيرا، والعمل الذي يقوم بتصويره ساعة الحوار «سدرة»، رد الفرج على تلك الكلمات، التي لم يشبها الرياء والتطبيل، فقال «أتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع، كما آمل أن أحقق ما لم أحققه إلى الآن».
عبد الحسين.. فقيد
وفيما نتبادل أطراف الحديث، جرتنا الأقاويل إلى ذكر الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وكيف يعيش اليوم الفنان سعد الفرج ورفيقه بعيد عنه جسديا، فقال «عبد الحسين عبد الرضا(فقيد) واستذكر دائما نعمة النسيان، وإلا لبكينا على رحيله مدى الحياة، ولا ننسى أن هذا قضاء ربنا وحكمه ولا راد لقضائه والحمد لله رب العالمين».
وزير الإعلام
ولم يغفل الفنان الفرج عن توجيه رسالة شكر لمعالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، فقد وجد أن الشكر واجب لما بدر من وزير الإعلام أن عقد ندوة في أيام معرض مسقط الدولي للكتاب تحمل اسم الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وكذلك دعوة معاليه له للمشاركة في هذه الندوة، وقدم الفنان شكره كذلك لمعاليه على كرمه، حيث وصف ذلك الكرم بأنه مخجل بالنسبة له ولن ينساه أبدا.
في الأرحام؟؟؟؟
وحول ما إذا كانت هنالك أعمال جديدة وضح الفرج أن هنالك أكثر من عمل، قائلا: «لكن تلك الأعمال الكثيرة في الأرحام، فأنا شخصيا عندما أبدأ عملا، ألغي كل ما بعده من أعمال حتى أنتهي منه، لأتفرغ للشخصية وأتقمصها فأعيشها بالليل والنهار».
تقمّص
وبناءً على حرصه في تقمص الشخصية، سألناه ما إذا كان الشباب الحالي يمتلك هذا الحرص أم لا، فقال: «ليس الجميع من الشباب يمتلك هذا الحرص، ولكن في النهاية هناك من يمتلك الموهبة ويعمل على تنميتها وصقلها بالدراسة والممارسة والمعرفة والعلم، أعتقد أنه سيعيش نفس حالتي، وإذا لم يعش نفس الحالة التي أعيشها من تقمص للأدوار فأقول إنني أشك بأنه يتبع للمجال الفني».
وأضاف: «أنا حقيقة استمتع بالعمل مع الشباب، خاصة على خشبة المسرح، ودائما أقول إنني أرجع شابا يافعا كلما اشتغلت مع الشباب، ولا ينبغي أن يعتقد أحدهم بأنني أُعلم الشباب التمثيل، بل أتعلم منهم، لأنهم في زمن غير زماننا وهو الزمان الحالي بما يحمله من ذوق مختلف وتطور مستمر وحياة عصرية تختلف عن حياتنا قديما، وهذا ما يتيحه لي العمل مع الشباب».
المسرح
وتطرقنا إلى الحديث عن المسرح الخليجي والعربي، وكانت للفرج رؤية متفائلة بعيدا عن الوضع الحالي، حيث قال: «بالنسبة للمسرح في الكويت، فإنني متفائل كثيرا في الحقبة القادمة، أما وضعه الحالي فلا يَسرّ، كما هو الحال في الوضع الحالي للمسرح في جمهورية مصر فلا يسرّ كذلك، ولكن متفائلون بالمستقبل، لأنني أرى نهضة في بعض المسارح المصرية بدأت بالظهور، وهذا المدّ من النهضة المسرحية أرى أنه سيصل إلى الكويت».
وأضاف: «أتمنى أن أرى المسرح العماني في أعلى المراتب، وأن تُستغل هذه الطاقات التي قابلتها في عدة مهرجانات وفي عدة لقاءات، وإن شاء الله يُدعمون من مختلف الجهات ماديا ومعنويا ونفسيا ومهاريا، ونرى المسرح العماني يكتسح المسرح العربي ويتربع على القمة ويسطع نجمه أكثر».
السياسة
وكانت خاتمة الحديث حول الأوضاع السياسية، وما دور الفن تجاهه، فقال الفنان القدير سعد الفرج: «الفن قوة ناعمة يجب أن تساهم في لمّ الشمل وزيادة روابط المحبة والألفة بين الشعوب، تلك رسالة من رسائل الفن النبيلة لتنقية النفوس من الحقد والضغينة والكره، بعيدا عن السياسة، فلا ينبغي أن تكون للسياسة تأثير على الفن، فالسياسة متقلبة المزاج، كل يوم لها عدو وصديق، لا عدو مستمر، ولا صديق مستمر، والمفترض من القوة الناعمة (الفن) العمل على توحيد الصفوف وتطهير الناس من دنس الأحقاد، وللأسف ما يقوم به بعض الفنانين اليوم يجعلني ألومه وألوم بلده، لأنه يساهم في العداء والتفرقة ويهاجم غيره من خلال الفن وبذلك يحرق نفسه، وهذا شيء مؤسف، الفنان ثروة قومية لوطنه، يجب أن تستغل في تقديم رسائل هادفة».
انتهى الحوار العفوي، الذي استمر حوالي 15 دقيقة، بينما كان الاتفاق على اقتطاع دقيقتين فقط من وقت الفنان القدير سعد الفرج، يبقى الشكر موصولا له لما منحنا من وقته الثمين، والشكر كذلك للمخرج العماني يوسف البلوشي الذي استقبلنا رغم زحمة عمله، ولا أغفل أن أشكر من كان برفقتي وساهم بطرح الأسئلة التي أثرت الموضوع، الزميل الكاتب الصحفي أحمد بن سيف الهنائي، وكلي أمل في أن نشاهد «سدرة» على قناة السلطنة، نشاهده عملا قويا كبيرا يليق بمستوى النص والمخرج والفنانين الكبار المشاركين في العمل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق