العام
سكنات الطالبات.. معاناة بدأت ولن تنتهي
الطالبات والسكنات بين أصحابها المستغلين لحاجة الطالبات وبين من يعمل بمصداقية، لكل منهم رأي ونظرة خاصة، لكل منهم تطلعاته وحاجته كذلك، بين مجموعة من التساؤلات التي طرحناها عليهم، ما هي الشروط التي يشترطها أصحاب السكنات؟ وما هي رغبات الطالبات وأحلامهن المرتبطة بالسكن المناسب؟ ما المميز الذي تبحث عنه الطالبات؟ وكيف يروج أصحاب السكنات للاستئجار؟ وكيف تقيم الطالبات الأسعار؟ وكيف يتم اختيار المشرفات؟ وكيف يهيأ المكان للمعيشة المناسبة؟ وكيف يراعى الجانب النفسي لهن من حيث عددهن في الغرفة الواحدة؟ ولمن يلجأ كلا الطرفين في حالة حدوث المشاكل؟ وكيف يحقق أصحاب السكنات الجانب الاستثماري؟ تساؤلات لا تنتهي كانت لها الإجابات معبرة بكل شفافية.
حوار: شيخة الشحية
تقييم
بين كل خيارين لابد أن يكون هناك أفضل بينهما، تتفق أغلب الطالبات في كون السكن الجامعي أفضل بكثير من السكن الخاص ولكن يرى البعض أن السكن الخاص هو الأفضل بينما أخريات يرين أن كليهما له مميزاته الخاصة، مريم حميد البرختية (طالبة) ترى أن السكن الجامعي أفضل لتوافر الأمان فيه أكثر من السكن الخاص، وتقول هدى الحوسنية (تصميم جرافيكي): «من خلال تجربتي لكلا الخيارين أرى أن السكن الجامعي أفضل من حيث الإدارة والإشراف والأمان، أما منال صالح الخروصية (طالبة-المعهد المهني) فتقول: «أفضل السكن الجامعي لعدة أسباب قد يكون منها الإشراف الجيد، والأمان الذي نحتاجه أكثر من أي شيء، بالإضافة إلى النظام والالتزام اللذين يتوفران بشكل أكبر في السكنات الجامعية بعكس السكنات الخاصة التي قلما نجد فيها الأمان والإشراف على الطالبات أو الموظفات اللواتي يعشن في تلك السكنات». أما فاطمة البلوشية (إعلام رقمي) فترى أن السكن الخاص أفضل من السكن الجامعي، إذ تجد فيه كل ما يتوفر في السكنات الجامعية من التزام، وإشراف، وخصوصية، وأمان. وعبرت بشرى عبدالله البلوشية (هندسة علوم كمبيوتر) عن رأيها فقالت «لكل شيء ميزته فقد يكون كلا السكنين أفضل من الآخر في بعض الحالات، فأنا خضت التجربتين ووجدت في كل نوع سلبياته وإيجابياته»
وعن سؤالنا لهن عن أسعار السكنات وكيف تقيَمها الساكنات من طالبات وموظفات، فقد كانت أغلب الآراء أن الأسعار مرتفعة جدا، تقول منال الخروصية «بالنسبة لي كطالبة فإن أسعار السكنات مستمرة في الارتفاع أكثر من طاقتنا وطاقات أفراد العائلة وخاصة لذوي الدخل المحدود ،والأهم من ذلك لا يوجد أي علاوة لتعيننا على دفع الإجارات، فهناك بعض الطالبات اللواتي تتراكم عليهن الإجارات والسبب يكمن وراء ضعف المادة وللأسف ليس هناك من مجيب لنا ولمطالبنا». وتخالفها الرأي بشرى البلوشية فترى أن الأسعار مناسبة وأنها متاحة للجميع بأسعار معقولة وتوافقها مريم البرختية الرأي أيضا في كون الأسعار بين المعقول والمناسب. أما مياء المعمرية فترى أن ارتفاع الأسعار كبير جدا خاصة في المناطق الدراسية مثل العاصمة مسقط. أما هدى الحوسنية فعبرت بالقول: « تعتمد الأسعار بحسب المنطقة المتواجد فيها السكن، كذلك بالنسبة للسكن المستأجر إن كان منزل أم بناية بنظام شقق أم غيره، كما أن نظام الغرف – سواء كانت فردية أو مشتركة – يُحدد السعر المطلوب، وأعتقد أن الأسعار معقولة في ظل وجود هذه الخيارات المتاحة للطالب.
السكن ملاذ للراحة كما تتمناه الساكنات بين زواياه، تعتبره الواحدة منهن المعطف الذي سيحتويها مدة ليست بالقليلة لذا فكلنا نتمنى التعاون ونحبذه، ترى دلال الوشاحية (ماجستير علوم كمبيوتر) أن التعاون ضعيف بين الطالبات فالبعض لا يبالي ولا يكترث به، وتوافقها مياء المعمرية الرأي بالقول إن التعاون ضعيف وقد يكون معدوما حسب تجربتها خاصة في التنظيف، وتقول هدى الحوسنية إنه لابد أن يكون هناك تعاون مشترك بيننا ما دمنا نتقاسم نفس المكان، والحمدلله لم أواجه أية صعوبة في ذلك، أما بالنسبة للنظافة فقد كنا نتشارك الأعمال فيما بيننا بما أننا تحت سقفٍ واحد، وترى وفاء عبدالله البلوشية (طالبة) أن عمل جدول للنظافة بين الزميلات يساعد على تقوية أواصر التعاون وتقليل المشاكل. وتضيف منال الخروصية أن نسبة ضئيلة جدا التي تحققها الساكنات في تحقيق التعاون بينهن خصوصا في مسألة النظافة ولكن تبقى القاعدة الراسخة بأن النظافة خُلق لابد أن يتصف به الجميع بعيدا عن موضوع التعاون.
أما مريم البرختية فلها رأي آخر حسب تجربتها فتقول: «يوجد تعاون بين الطالبات في المحافظة على نظافة السكن، وذلك بأن تقوم المشرفة بعمل جدول نظافة وتلتزم به الطالبات جميعا، وتوافقها بثينة محمد البلوشية (طالبة) في أن الطالبات ملتزمات ومتعاونات، كما توافقهن حوراء بنت عبدالله البلوشية (طالبة) فتقول: «نحن أكبر من أن نشتكي من بعضنا لقلة التعاون وجعل المكان متسخاً. الحمدلله، التعاون موجود واستطعنا أن نحققه بسهولة فيما بيننا. وعبرت بشرى البلوشية قائلة « لابد من تحقيق التعاون بين الزميلات بما يخص أمور النظافة وغيرها ، لأنه إذا لم يتم التعاون سيصبح المكان غير مهيأ للسكن ولكن لو تعاونا مع بعضنا البعض ستكون النتيجة مرضية وسنحقق بيئة سكنية نظيفة مهيئة لكل شيء.
وفي سؤالنا حول تقْييمهن لأصحاب السكنات والمشرفات فترى هدى الحوسنية أن التقييم يعتمد على طبيعة عمل أصحاب السكن والمشرفة إن كان أداؤهم وإشرافهم جيدًا أم سيئاً، وتقول مريم البرختية «يجب على صاحب السكن أن يشرف على السكن بشكل جدي وأن يعيَن المشرفات المناسبات لتنفيذ متطلبات الساكنات في تلك السكنات، وترى حوراء البلوشية أن التعاون من قبل المشرفات وأصحاب السكنات ممتاز جدا حسب المكان الذي تعيش فيه، وترى فاطمة البلوشية أن المشرفات متعاونات، وتخالفها وفاء البلوشية في أن التعاون قليل جدا. أما بثينة البلوشية فتقول أن التعاون من المشرفات متوفر أما البعض من أصحاب السكنات فلا، لأنهم لا يوفرون متطلبات الطالبات بسرعة.
وترى بشرى البلوشية أنه من خلال توفير سبل الراحة والتعامل على الوجه الشخصي أو العموم بكل احترام لكي لا تضطر الطالبات أن يبحثن عن سكن آخر بسبب سوء المعاملة، فالتعاون يعتبر محققا من قبل جميع الأطراف. وتقول منال الخروصية أن المسؤولية دائماتقع على عاتق المشرفات، فهن الواجهة التي تصب عليها الطالبات غضبهن عند حدوث أي قصور، وللأسف أصحاب السكنات في استغلال دائم لحاجة الطالبات لتلك السكنات، أما دلال الوشاحية فلها رأي آخر مختلف حيث تقول: «المشرفات وأصحاب السكنات يهتمون بالجانب المادي فقط ولا يوجد اهتمام بطريقة التعامل مع الساكنات من الطالبات».
آراء ومقومات
تقول بثينة محمد البلوشية (طالبة) إنه من أكثر الخدمات التي يجب توافرها في جميع السكنات هي النقل ل 24 ساعة، وتوفير الواي فاي ووسائل الترفيه، ويجب أن تكون الصيانة سنوية وضرورة تجديد الأثاث، وتضيف حوراء البلوشية بأن المأكل والتكييف الجيد والصيانة الدورية هي من أهم الخدمات الضرورية الواجب توافرها. أما فاطمة البلوشية فترى أن توفير عاملات للنظافة، ومحل مواد غذائية صغير، وصيدلية منزلية من أهم الضروريات في السكن. وتعتبر وفاء البلوشية أن توافر ثلاجات لحفظ الطعام، ومطبخ وغاز والسماح للطالبات بالطبخ، وتوفير عمال نظافة للسكن من أكثر الأمور ضرورة. أما هدى الحوسنية فترى وجود مشرفة وحارس للسكن، ووجود عاملة نظافة، وقاعة للمذاكرة، والصيانة، وتوفر خدمة الواي فاي، وكافتيريا، وتخصيص يوم للخروج من السكن والترفيه، وتوفير سائق يكون متواجد دائماً في حالة الحاجة إليه من أهم الضروريات وأبرزها. وتضيف دلال الوشاحية أنه يجب توفير وسائل ترفيه وإقامة مناشط وفعاليات وأن توفر رحلات ترفيهية في نهاية الأسابيع.
أما عن إجراءات الدخول والخروج من وإلى السكنات فتصفها منال الخروصية وفاطمة البلوشية بالممتازة رغم وجود بعض المبالغة فيها، وتقول بشرى البلوشية إن هذه الإجراءات مهمة جدا وضرورة أن تكون بإذن من الأهل وأولياء الأمور، وتشير مياء المعمرية وبثينة محمد البلوشية إلى ضرورة وجود تصاريح للخروج من السكنات وأن لا يترك الخروج بشكل عشوائي، وتعبَر حوراء البلوشية «إن الإجراءات بها نوع من التشدد لكن من وجهة نظري فإن هذا النوع من الإجراءات الصارمة هو المطلوب فعليا». أما مريم البرختية فترى أنه لابد من تحديد وقت مناسب للخروج والعودة من وإلى السكن لتقييد الجميع بنظام محدد. وعبرت وفاء البلوشية بأن هذه الإجراءات جيدة وفي مصلحة الجميع من طالبات وموظفات ومشرفة وصاحب سكن ، وقالت هدى الحوسنية «لابد من وجود هذه الإجراءات لتجنب حدوث أية مشاكل، ويحق لإدارة السكن سَن قوانين الدخول والخروج، ويجب على الجميع الالتزام بها.
مريم البرختية في حديثها عن المشرفات قالت: من الضروري أن تكون المشرفة متواجدة بشكل دائم في السكن لأنه وللأسف بعض أصحاب السكنات يعينون المشرفة وهي طالبة حالها كحال زميلاتها فلا تكون موجودة طوال الوقت فهي مرتبطة بدراستها أيضا ولا يمكن أن تدير الأمور بشكل جيد ولابد أن تكون هذه المشرفة ذات أسلوب حسن يكسبها حب واحترام من يسكن معها ليحقق كلا الطرفين التعاون والمعيشة الهادئة في محيط أسري متكامل، وتتفق منال الخروصية معها في ضرورة وجود الاحترام والأسلوب المتبادل بين الطرفين. أما وفاء البلوشية فترى أن المشرفة لابد أن تكون قادرة على التفاهم مع الطالبات والاهتمام بمشاكلهن المتعلقة بأمور السكن وايصال أي شكاوى أو اقتراحات من قبل الطالبات للجهات المعنية أو لصاحب السكن. وعبرت هدى الحوسنية قائلة «إن حسن التصرف والتعامل مع المواقف، والحزم والشخصية القوية، وسلاسة التعامل مع الطالبات، وسرعة معالجة أي خلل قد يحدث من أبرز المقومات التي لابد أن تتوافر في المشرفات وترى دلال الوشاحية أن المشرفات يجب أن يتمتعن بفن التعامل مع الآخرين والقدرة على التواصل مع الآخرين بشكل لطيف وواعٍ.
وتتمنى هؤلاء الساكنات في تلك المساحة التي قد تكون ضيقة عليهن بقدر لا يستطعن تحمله أن يكون للجامعات والكليات دور أكبر في الإشراف على هذه السكنات من كل الجوانب لتحقيق مستوى عالٍ من المميزات لتشعر تلك الساكنات بهدوء المكان وروعته وجماليته كما لو كان بيتاً بنته كل واحدة منهن على قدر كبير من الحب.
التحديات
تقف التحديات بابًا موصدًا إن لم نحاول أن نتجاوزها وأن نجد لها ولو بعض الحلول، في الحديث عن التحديات التي تواجهها الطالبات والموظفات في اختيارهن للسكن المناسب تقول: وفاء البلوشية أنه من أهم التحديات هو عدم وجود خيارات متنوعة وغلاء أسعار تلك السكنات مقارنة بجودتها وتوافقها الرأي فاطمة البلوشية ومياء المعمرية (إعلام رقمي) في أن ارتفاع الأسعار يحد من اختيار السكن المناسب، أما دلال الوشاحية فترى أن أبرز تحدٍّ هو عدم توفر وسائل نقل في الفترات المسائية، وعبرت هدى الحوسنية قائلة: «الانتقال إلى سكن جديد قد يخلق الكثير من الأسئلة التي ستدور في ذهن الطالبة عن طبيعة السكن ، وهل سيكون مريحًا أم لا ، وهل خدماته جيدة أم سيئة ، وطبيعة الأشخاص الذين سأتعامل معهم ، كل هذه الأسئلة تُشكّل تحديات تقف أمام اختيار سكن مناسب ، ومن الأفضل السؤال عن كل ما يتعلق بالسكن قبل اختياره». وقالت منال الخروصية: «واجهنا الكثير من التحديات منها ارتفاع الأسعار، وعدم انضباط السائقين مما ينعكس بنتيجة سلبية من حيث الغياب عن المحاضرات فلا توجد رقابه لكل هذه المشاكل. وعبرت حوراء البلوشية عن التحديات ورسمتها متمثلة في عدم توافر الخدمات والمسافة الكبيرة بين موقع الدراسة والسكن، ووافقتها في ذلك بشرى البلوشية فالبعد من المؤسسة التعليمية يشكل تحديا كبيرا من بين مجموعة التحديات، أما بثينة البلوشية فذكرت التحديات على أنها تتمثل في شكل السكن، وأخلاق البنات، والإشراف، وكذلك سعر الإيجار.
معاناة
كثيرة هي أشكال المعاناة التي تواجهها الساكنات في تلك المباني الضخمة التي لا يعلم بتفاصيلها إلا من يقطن فيها، فمن أشكال تلك المعاناة قلة أو انعدام مساهمة الساكنات في إبداء آرائهن في تلك القرارات الصارمة التي قد يكون لا حاجة لها، تقول دلال الوشاحية: إن أبرز ما تعانيه هو عدم توفير خدمة الانترنت للقيام بالمشاريع المطلوبة من الكلية أو الجامعة وكذلك عدم توفير وسائل للترفيه، وقالت هدى الحوسنية «أعتقد أن الغربة تأتي في المرتبة الأولى، شعور الطالب بأنه بعيد عن أهله وبيته قد يخلق شيئًا مزعجًا لديه، أما أوجه المعاناة الأخرى فقد تكون كاختلاف الأطعمة ونوعية الأكل، وعدم وجود مكان مناسب وهادئ للمذاكرة، وصعوبة في التأقلم على أجواء السكنات أو حتى التأقلم مع بعض الأشخاص وتعتبر الاستماع إلى صوت الطالبات في «بعض» قرارات السكنات قد يُحسّن من الأوضاع فالطالبات أعلَم باحتياجات السكن وما يجب توفيره. أما بثينة البلوشية فتقول: إن أبرز المعاناة هي الصيانة المطلوبة للسكنات والنقل الذي يجب توفيره، وحسب تجربتها ترى أن الطالبات تسهم بشكل كبير في اتخاذ القرارات في سكنها. وعبرت وفاء البلوشية أن أبرز وأهم معاناة هي الابتعاد عن الأهل لمدة أسبوع و قد تزيد في بعض الفترات في أيام الاختبارات وترى أنه نادرا ما يكون هناك آذان تسمع لآراء الطالبات.
وتعد النظافة وتوفير المواصلات من أبرز أوجه المعاناة لدى بشرى البلوشية ولابد للطالبات أن يكون لهن دور في السكن من خلال اقتراح قرارات تخص السكن وتكون في مصلحة الجميع، وترى حوراء البلوشية أن المعاناة تكمن في رفيقة الغرفة أو الزميلة التي ستعيش معها، وكذلك ترى أن الطالبات لا يسهمن إلا بنسبة بسيطة في اتخاذ القرارات. وقالت فاطمة البلوشية: إن الأكل ونوعية الطعام ومسألة الطبخ، والاحترام، والتعاون بين الطالبات أو الموظفات هو المعاناة الأساسية التي نواجهها في تلك المعيشة. ومن وجهة نظر مريم البرختية فإن المعاناة هي في الإشراف عندما لا تكون المشرفة على قدر كبير لتحمل تلك المسؤولية الموكلة لها، وعبرت منال الخروصية بالقول: «أنا أعيش في سكن لا يتوفر به خدمة الواي فاي ولا توجد به صيانة وتعاني الكثير من الطالبات فيه وتضطر للتحمل لأنه لا يوجد سكن يتناسب مع ظروفهن المادية الضعيفة، فالسكنات متشابهة في ارتفاع الأسعار التي تفوق استطاعة المستأجر».
الحلم
بماذا تحلم الطالبات المقيمات بعيدا عن دفء الأسرة وفي عالم لم يخترنه؟ سؤال طرحناه فكانت للأحلام آفاق آخرى. تحلم مريم البرختية بأن يتم التشديد على مسألة الأمان على الطالبات أو الساكنات بشكل عام وأن يكون الإشراف أفضل من ما هو عليه، أما وفاء البلوشية فلخصت حلمها في رغبتها بوجود أشخاص متفهمين للمشاكل في الوسط الذي تعيش فيه، وتوفير بيئة جيدة للدراسة، وضرورة النظافة الدورية للسكن بالكامل، وتتمنى حوراء البلوشية أن يتوفر وقت واحد تجتمع فيه الساكنات على صحن واحد من أجل تحقيق الألفة والمحبة وكسر الحواجز فيما بينهن ولكي تشعر كل واحدة بالتجمع الذي يفتقدنه وهن يعشن على مسافات بعيدة من دفء عائلاتهن، أما بثينة البلوشية فتتمنى أن تكون السكنات في مواقع قريبة جدا من أماكن الدراسة، ويكفي البعد الذي نعيشه ونحن بعيدون عن الأهل والعائلة. وتحلم هدى الحوسنية بأجواء -وإن لم تكن أسرية شبيهة على الأقل بالأجواء العائلية، وبأشخاص قادرين على التأقلم معهم، ومكان مريح تستطيع الطالبة ممارسة نشاطاتها فيه. وعبرت منال الخروصية «حلمي هو حلم كل طالبة تقطع مسافة ساعات للوصول للسكن، بأن نجد ما نحتاجه من خدمات وأن نجد ترحيبا لمتطلباتنا بحيث لا نشعر بالعجز أمام أنفسنا فأحيانا نحتاج للنقل للمستشفى لأمر طارئ في ساعات متأخرة من الليل فلا نجد سواء كلمة «بندول» من المشرف أو من أصحاب النقل، ونتمنى أن تكون هناك مناوبة لأصحاب النقل وأن نحظى بالاحترام من المشرفات، فنحن في غربة وعالم سعينا فيه من أجل طموحاتنا».
شروط وتجهيزات
أسعد بن مسعود بن سليمان المجرفي (صاحب سكن) يقول: «من اشتراطاتي الأساسية هي النظافة، والهدوء، فلا يمكن للإنسان أن يعيش في بيئة تسودها الأوساخ ويعمها الإزعاج فالجميع يبحث عن الراحة، وكذالك الالتزام بالدفع الشهري فللجميع حقوق وواجبات، وضرورة الالتزام بقوانين الدخول والخروج من السكن، فلا يمكن لأي الساكنات أن تتعدى حدود القوانين ولابد من أن يكون الجميع متعاونًا من أجل سلامة الجميع ومصلحته.
وأضاف أسعد أن الطريقة التي يتبعها في الترويج عن سكنه هي الإعلانات التي يقوم بتوزيعها في المناطق العامة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك من أهم طرق ترويجه هي الخدمات التي يقدمها للساكنين التي يعتبرها ترويجًا أساسيا بحد ذاتها. ويرى أنه لابد من عمل مقابلات للمشرفات التي سيعتمد عليهن في خدمة الساكنات والتي لابد أن يعتمد اختيارهن على الكفاءة والقدرة والخبرة. وعبر المجرفي بأنه ينظر ويهتم بشدة إلى الراحة النفسية التي تسعى إليها الساكنات فيقول: «عدد الطالبات في الغرفة يعتمد على مساحة الغرفة ويعتمد أيضا على رغبة الطالبات في بعض الأحيان».
أما عن عملية تجهيز المكان للمعيشة المناسبة فقد عبر أسعد المجرفي بالقول: «أعمل دائما على تجهيز المكان وتهيئته ليكون في مقدور الساكنات العيش فيه براحة تامة سعيًا من إلى تحقيق الهدف الأساسي وهو كسب الطالبات وتحقيق الراحة لهن، فأعمل على صيانة المكان والملاحق ودورات المياة حتى تكون ملائمة بشكل كبير، ويرى أن الواجهة الوحيدة التي يلجأ إليها في حال حدوث الاختلافات بينه وبين الطالبات أو الموظفات هي أولياء الأمور إن نفدت كل الطرق في التفاهم.
وجهة نظر
محمود بن سعيد بن سليمان الرواحي (صاحب سكن) يروي لنا رؤيته من جهة أخرى ويعبر عن القضية بصورة صريحة وشفافة فيقول: «إنه لابد من أن تحظى السكنات على إشراف من الكليات والجامعات والجهات المعنية حتى وإن كانت ملكا لشخص معين، فعدم تعاونهم معنا وعدم إشرافهم المباشر وتملصهم الكامل من المسؤولية يجعل الطالبات في بحث دائم عن السكنات التي تخضع لشروطهن التي لا تتناسب مع الشروط العامة للسكنات والتي يحفظ بها الأمن والسمعة الطيبة للمكان الذي يسكن فيه، مثال ذلك عندما تتخلى الجهات المعنية عن مسؤوليتها في البحث مع الطالبات وأولياء الأمور عن السكنات وتعطيهم الحرية في البحث هنا الطالبات يجبرن أصحاب السكنات بطريقة أو بأخرى ويخضعنهم لقانون الحرية والتعاون في مسألة التصاريح للدخول والخروج من السكن فإما أن يخضع أو يخسر عددًا من الطالبات وقد يخسر المشروع بشكل عام لأن الرغبة غير منفذة كما تتمناها الطالبات والحرية مقيدة، أما لو كانت السكنات تحت إشراف الجهات وضمن شروط معتمدة فسيلتزم الجميع بها وسوف يمنع التنقل الدائم في أوقات متأخرة وستنتهي معاناة التهرب من الدفع من قبل الطالبات.
وأضاف في حديثه بأسف بالغ وشديد فقال: «إن التخلي عن المسؤولية كان له الأثر السلبي الكبير الذي أدى إلى تدني المستويات والمعدلات وقلة الاهتمام بالدراسة نفسها خاصة إذا كانت الدراسة مدفوعة التكاليف ومجانية وتحصل فيه الطالبات على رواتب، نحن لا نقف أمام هذه العطايا ولكن نطلب ونتمنى النظر فيها بصورة أوسع وبصورة رقابية لا تجعلنا نعض أصابعنا ندمًا في قادم الأيام والسنوات. ويرى أن الطالبات تأتي من بيوت لا تعلم بطبيعة الأناس الذين ستعاشرهم ولا بطبيعة البيئة التي تختلف كل الاختلاف عن بيئتهن، فهي قادمة في سن الثامنة عشرة أو السابعة عشرة فقد تقع في شباك المحتالين والمفسدين وغياب الوعي لديها ولدى الأهل هو المصيبة الأكبر».
وعبر محمود الرواحي قائلا: «أنا صاحب سكن ولي من التجارب الكثير، أرى الأخطاء الفادحة التي سببها صناع القرارات ولو انتبهوا للقضية لوجدوا أنهم من ضمن آلاف الضحايا، فالسكن يشمل بناتهم وبنات عوائلهم، نحن أصحاب مسؤولية وسلطة أيا كان حجمها، فالجميع مساءل ومحاسب عن وظيفته وعن رعيته، وكم تمنيت أن تناقش هذه القضية بشكل جاد، فأخواتنا وبناتنا أمانة يجب أن لا نستهين بها.
نشر هذا الحوار في العدد السابع..