لنا الحرية فيما ما نشاء قوله من حديث يتعلق بضعف الأعمال الدرامية العمانية، وعن الإنفاق الكبير الذي تستهلكه دون أن تطوّر من نفسها..
ولنا الحرية أيضا في تقزيم ما تم تقديمه لتبرير توقفها.. أو توقيفها..
لكن لنا الحرية أيضا، كجمهور، أن نرفع الصوت عاليا، حينما نرى هذا القتل المتعمد لجانب ثقافي مهم تعول عليه بلدان كثيرة باعتباره جانبا من القوة الناعمة لمخاطبة مواطنيها، والترويج لنفسها..
معنا، وللأسف، نبرر ما يحدث وكأننا خارج ما يفهمه هذا العالم من قيمة لدور الأعمال المحلية، في شقها الفني الدرامي، لتعزيز الجوانب الثقافية داخليا وتسويقها خارجيا، ونسم منتجنا منها بالتفاهة والسخافة وما شاءت الألسنة من قوله وترسيخه أكثر لدى الجمهور، فجاء القرار بغلق الأبواب، لا البحث عن الأسباب، وإيجاد الحلول، وهي ليست بحاجة إلى معجزة لنصنع مسلسلا، ونحن نرى هذا السيل الإنتاجي من حولنا، فنشتري بضاعتهم، مقابل الانتقاص مما قد ننتجه من بضاعة.
لم تعد التبريرات مقنعة، فمن يعمل في داخل الدائرة، ومن خرج منها، يشتكي من غياب الرؤية، والإهمال المتعمد، فالتطوير ليس أن تعين مستشارا أو خبيرا، يضاف إلى من كانوا سابقا في المديرية المختصة، فهذا عبء إداري ومالي كبير، بينما المبرر (المالي) حاضر، وربطه بالظروف المالية الحالية غير قابل للتصديق، لإن عجلة الإنتاج المخطط لدورانها تتحرك على مدار السنة، وقبل وقت طويل من (شراء) أعمال الآخرين.
إنكم بهذا تقتلون الفنان العماني وتدفعونه للبحث عن فرصته في الخارج، أما شركات الإنتاج المحلية فليست إلا ضحية أخرى لضعف التخطيط، بدلا من الوقوف على الأخطاء وتحويلها إلى نقاط قوة تعمل وسط طاقات شبابنا المتحفز للعطاء.
من يطور أدوات هذه الدراما؟ ليس بوسع من قام بخنقها أن يفعل ذلك.