السياحي

العلياء قرية تلهم زائريها

قرية العلياء كالحلم مندسة بين جنبات السلاسل الجبلية مترامية حولها العيون المائية والأفلاج كسعة أرواحنا وهي تقاسم القرية عبر خرير مائها العذب وتندس كأنثى بين المساحات الخضراء.. أنا وأصدقائي قررنا أن نمر مرور العابرين في القرية الواقعة في وادي بني خروص بولاية العوابي في محافظة جنوب الباطنة تمتاز ببرودة في فصل الشتاء والجو اللطيف في موسم الصيف، وتبعد عن محافظة مسقط حوالي150 كيلو مترا.

آمنه بنت محمد البلوشي

تقع في الجزء الشرقي من الولاية ويحيط بها من الشرق جبال وادي مستل ومن الغرب القرى الممتدة بوادي بني خروص ومن الشمال الجبل الفاصل بين وادي بني خروص وادي بني حراص ومن الجنوب الجبل الأخضر وتتكون من عدة أحياء سكنية الحليلة – الأشيوق – الثلاثة – الظهرة – صقر- سحكون – مزرع الدار – عين المليل – البلاد – الرحبة. ولم أتوقع أن هذا المرور سيظل في الذاكرة وتلتصق بين جنبات أرواحنا مخملية الحياة والطبيعة البكر وثقافة التسامح والحميمة التي ألهمتنا كقصيدة على مدى اسم قرية العلياء من خلال هذه الرحلة السياحية سوف أتطرق إلى بعض النقاط أولها كيفية الوصول للقرية
ويمكن لزوار زيارة القرية الوصول عن طريقين
الطريق الأول: بركاء – العوابي:
السائح القادم من محافظة مسقط يمكنه الانعطاف يسارا من جسر بركاء باتجاه ولاية العوابي لمسافة 65كم وهو ذات المسار المؤدي إلى كل من ولايتي وادي المعاول ونخل، وعند الوصول إلى مركز الولاية سوف يلاحظ سالك الطريق اللوحة التي تشير لقرية العلياء» ينعطف بعدها يمينًا متتبعا طريق وادي بني خروص ويستغرق الوصول إلى القرية حوالي نصف ساعة بحكم سهولة الشارع.
الطريق الثاني :المصنعة – العوابي:
أما القادم من ولايات محافظة شمال الباطنة فيمكن للسائح أن يسلك مسارين للوصول إلى هذه القرية الأول منها عبر الانعطاف المتفرع من ( الملدة ) بولاية المصنعة باتجاه ولاية الرستاق إلى أن تصل إلى دوار (المربى ) وتسلك منه إلى المسار المؤدي إلى ولاية العوابي ومن ثم إلى قرية العلياء والمسار الثاني هو عن طريق ولاية بركاء بحيث تنعطف يمينا قبل جسر بركاء ومن ثم السير في نفس المسار المذكور للسائح القادم من محافظة مسقط.
قرية العلياء تعد وجهة سياحية جميلة نظرا للمساحات الخضراء التي تستظل بين جنابات الجبال وتنوع الأشجار الأمبا والغاو والزام وحين تجولنا في القرية شاهدنا عدة أفلاج ومنها فلج الحيل من أعرق واشهر الأفلاج الموجودة في القرية فضلا عن وجود أربعة افلاج منها فلج الدار وفلج العين – فلج صلم -فلج الثلاثة- فلج عين المليل… سكان القرية طيبون بسبب قرب منازلهم التي نثرت حميمية بينهم إلى جانب عملهم في الزراعة و لهم محاصيل زراعية متنوعة وهذا ما جعل القرية تمتاز بكثرة شجرة الامبا (المانجو): ويقدر عمر الأمبا 300 سنة أو أكثر.
تتميز هذه القرية بمعالمها الأثرية منها
بيت الصاروج :
يعتبر هذا البيت مقرا لنزهة الإمام الثاني سيف بن سلطان اليعربي (قيد الأرض) حيث يقع على سفح الوادي بالقرية، وقد بني في عام 1150هـ/ 1727م ( في القرن الثاني عشر الهجري) وأعده الإمام كمصيف للاستراحة والنزهة لما تتصف به القرية من برودة الجو وجمال الطبيعة.
مسجد الحشاه:
مسجد اثري قديم يعود بناؤه من الفترة 1232 الى 1234هجري / 1813 الى 1815 ميلادي أي ما يقارب ٢٠٠ سنة و يقع المسجد بجانب الطريق المؤدي الى مجرى الوادي و قد تم ترميمه تحت اشراف وزارة التراث و الثقافة.
ضريح الشيخ جاعد بن خميس وأولاده:
يعتبرضريح العلامة الشيخ جاعد بن خميس الخروصي ومقبرة أبنائه من المواقع الأثرية التي تتميز بها القرية وعلى الزائر أن يمشي سيرًا على الأقدام لمسافة حوالي 2 كم بدءًا من مجلس جامع العلياء العام مرورًا بالأشجار والمزارع وجوابي المياه وحتى وصول الموقع الكتابات الصخرية:
تتميز قرية العلياء بمجموعة من الكتابات الصخرية الفريدة التي تحكي عن أحداث وتاريخ الماضي الذي مرت به القرية وهي عبارة عن كتابات محفورة في الصخر ومازالت باقية حتى يومنا هذا رغم ظروف التعرية التي تعرضت لها هذه الكتابات على مدار السنوات الطويلة، ولهذا أصبحت اليوم هذه الكتابات معلما يقصدها زوار القرية للاطلاع على محتواها وأخذ الصور التوثيقية لها.
الحارة القديمة:
حارة البلاد تعد من القرى القديمة وتشير بعض الدلائل إلى أن عمر هذه الحارة تصل الى ما يقارب أكثر من ٤٠٠ سنة حيث تتوزع فيها البيوت القديمة والتجمعات السكانية المتوارثة في هذا المكان، وتتميز القرية بممراتها وأزقتها الممتدة بين البيوت حيث يشعر الزائر بجمالية المكان وبساطة التصميم.
مزرع الدار:
تعتبر من أجمل الأماكن السياحية يمكن الوصول إليها مشيًا حوالي 3 كم، وتتميز مزرع الدار بالطبيعة الخلابة والمناظر البديعة والجو الجميل والمياه المتدفقة بجوابيها التي تتباين في الاتساع والعمق وغابات من الأشجار المختلفة التي تعطي زائرها البهجة والراحة من خلال ما يشاهده من جمال متنوع احتضنته بيئة هذا المكان.
الغابة:
تقع في آخر الوادي حيث تتواجد فيها بركة كبيرة تحيط بها عدة أشجار تستقطب المغامرين ومحبي الإسكتشاف حيث يمكن الوصول الى الغابة عن طريق المشي عبر الوادي ويتطلب مجهودًا رياضيًا للوصول إلى هذا المكان.
المسارات الجبلية:
تعد القرية قبلة لهواة السير والتسلق الجبلي بسبب موقعها الجغرافي، ومن أشهر المسارات الجبلية:
الطريق الأول يسمى بطريق الفرس وهذا الطريق يبدأ من مزرع الدار وهو طريق سالك كان يستخدم قديما لنقل المنتوجات المحلية من قرية العلياء الى الجبل الأخضر.
المسار الثاني يسمى طريق الصير وهو طريق مناسب لمحبي المغامرة والاثارة فهو يتميز بصعوبته بسبب المسالك الوعرة وهو يؤدي الى الجبل الأخضر.
المسار الثالث يسمى ضبك الصفاة ويتميز عن باقي الطرق لأنه أقصر وأسرع.
أما المسار الأخير فيسمى طريق الجبيل نسبة لاسم الجبل الذي يمر من خلاله وهو طريق سلس يؤدي الى وادي بني حراص وقرى وادي مستل وأهمها قرية وكان السياحية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق