التقني
“الفن الرقمي” يستحوذ على شغف وطموح الشباب العماني
تبنت مؤسسة مسارات أحد أهم الفعاليات الفنية المقامة في العديد من دول العالم، والتي تشرف عليها شركة Adobe العالمية، تم تنفيذها لأول مرة في السلطنة عام 2013م. حيث تسعى إلى دعم وتشجيع الموهوبين من مختلف مجالات الفن الهادف، وذلك بتمكينهم لعرض أعمالهم والالتقاء بالمبدعين من حولهم تحت سقف واحد، لتبادل الأفكار والخبرات وأخذ الانطباعات من المختصين من خلال سلسلة لقاءات أقيمت هذا العام في كلية الزهراء للبنات، في السابع من نوفمبر. تكونت الفعالية من جزئين رئيسيين هما: جزء استعراض تجربة المتحدثين، ومن ثم جزء المعرض المصاحب للفعالية، حيث تم تقديم ميدالية بهانس الدولية لأفضل متحدث حاصل على أعلى أصوات من الحضور، وكذلك أفضل عارض، وكما تم تقديم ميدالية ثالثة إلى أفضل منظم في الفعالية. تجولت التكوين في أرجاء الفعالية لهذا العام، واستطلعت تجارب المشاركين فيها.
تغطية: أنوار البلوشية
تصوير: منيرة الهطالية
في أجواء مليئة بالإبداع والإصرار على الظهور بنجاح وتألق بدأت الفعالية بعرض تجارب المتحدثين الذين ألهموا الحضور في مجالات مختلفة، وهم: المصور الفوتوغرافي حسين البحراني، ومصممة الأزياء عفاف الاسماعيلي، ومصمم الموشن جرافيك طارق الربيعي، ورسامة البورتريه الواقعي رياء الحارثية، والمصممة الداخلية ود العامرية، والفنان في مجال النحت علي الجابري، والمتخصصة في الرسم الرقمي سعاد الشيدية، والمختص بصناعة العلامة التجارية حسام الأغبري. ومن ثم تجول الحضور في أرجاء المعرض المصاحب للفعالية، والاستمتاع البصري الجميل برؤية الأعمال الفنية المنفذة بالطريقة اليدوية والرقمية باستخدام البرامج والتكنولوجيا التقنية المتنوعة، وأتيح للحضور التصويت لأفضل عارض وأفضل متحدث خلال نهاية الفعالية.
إثراء بصري
بداية إلتقت التكوين بأحد المنظمين لهذه الفعالية وهو محمد بن سليمان الحارثي، مدرس محاضر بكلية الزهراء الجامعية، بقسم التصميم الجرافيكي، حيث ذكر قائلا: هذه السنة السادسة التي أشارك فيها ضمن اللجنة المنظمة لفعالية بيهانس مسقط التي استمرت لمدى ست سنوات ماضية، تم تنفيذها في السنة الأولى بالكلية العلمية للتصميم، ثم الكلية التقنية العليا، وبعدها في هيئة تقنية المعلومات، وكلية الشرق الأوسط، وفي الجامعة الألمانية لمدة عامين متتاليين. وهذا العام تم تنفيذها في كلية الزهراء للبنات بناء على التنظيم المسبق والشراكة بين الكلية وإدارة بيهانس، وبعد الاتفاق على البنود تم التجهيز المبكر لإقامة الفعالية بالتعاون مع الكلية من خلال الترويج للفعالية وإشراك الطالبات للعمل مع فريق بيهانس كمنظمين وعارضين. الفعالية تهتم بشكل عام بالفنون البصرية المتنوعة، ونحن في الكليات لابد لنا أن نهئ الطلاب للإنخراط في سوق العمل، سواء إن حصل على فرصة وظيفية أم لم يحصل، فتكون لديه الامكانية في بناء مشروعه الخاص من خلال مادة معدة في الكليات كمقرر ريادة الأعمال، فالطالب يحاول من خلال هذه المادة بناء مشروعه الخاص، ثم ترجمته على أرض الواقع والدخول به في سوق العمل. عملية التداخل بين إثراء العين بصريا وكون الطالب لازال على مقاعد الدراسة هو أمر مهم جدا وذلك لا يتأتى إلا إذا اهتمت الكلية كإدارة ومنظمين بأن تقيم مثل هذه الفعاليات على أرضها واحتضانها، وحث الطلاب للإنخراط فيها كتطبيق عملي. وأضاف قائلا: مرت فعالية بيهانس مسقط على مراحل مختلفة، وفي كل عام هي في تطور مستمر، فارتباطنا بشركة أدوبي في أمريكا يمنحنا الفرصة للتطور وأخذ الأفكار الجديدة كل عام، ونحن نتخذ العلامة أو الثيمة الموحدة لبيهانس كل عام، وتقدم بيهانس المؤسس الرئيسي للفعالية دروع مصغرة للفائزين كأفضل متحدث وكأفضل عارض وأفضل عضو منظم، وذلك يعطي دافع كبير لكل المشاركين في هذه الفعالية من أجل العطاء والتميز.
أفكار مبتكرة
قابلنا الأستاذ أحمد فيصل من العراق، مدرس بقسم التصميم الجرافيكي في كلية الزهراء للبنات، حيث أضاف قائلا: بيهانس نشاط دولي، ترعاه شركة أدوبي العالمية في أمريكا، وبدأت تنتشر في منطقة الشرق الأوسط، وهي فعالية تعطي المشاركين فرصة للتحدث عن أفكارهم ومشاريعهم ونقل تجاربهم للآخرين، ويتيح الفرصة لتبادل الأفكار. وهي منصة لعرض المشاريع المختلفة، وفرصة للمبتدئين الشباب للإحتكاك مع المحترفين في المجالات المختلفة، والكل يستفيد من تجارب الآخرين، مما يمنحهم الفرصة للتخطيط للمستقبل، ونحن كمدرسين نأخذ الأفكار من ناحية كيفية توجيه طلابنا في المسارات العملية المختلفة، ونهئ طلابنا كمتحدثين وعارضين ومنشئين للمشاريع والأفكار المبتكرة، ونتمنى أن يتكرر هذا الحدث بشكل دوري، وأمر طيب بأن استضافت كلية الزهراء بيهانس مسقط لهذا العام.
وخلال التجول في أرجاء المعرض إلتقينا بحسام بن محمد الأغبري، تخصص تصميم داخلي، خريج الكلية العلمية للتصميم منذ عام 2013م، تحدث قائلا: جاءت مشاركتي في فعالية بيهانس مسقط 2018م من خلال المنظمين الذين يقومون باستكشاف الأعمال التي تستحق العرض والحديث عنها، فتم التواصل معي عن إمكانية الحديث عن تجربتي في مجال تصميم العلامة التجارية وإلهام الحضور كمتحدث رسمي في الفعالية. وقد استفدت كثيرا من مشاركتي وأضافت لي رصيد في مجال التسويق لعملي وأفكاري، وأيضا أحببت فكرة أن أكون أحد الملهمين والمساعدين للشباب العماني في عكس تجربتي والأخطاء التي ارتكبتها في مسيرتي حتى يتجنبها غيري، وعكس التجربة بطريقة صحيحة للآخرين.
استحداث «فود فوتوغرافي»
وقد أسهب في الحديث المبدع محمد بن عامر الشكيري، مصور «فود فوتوغرافي»، وقال: بدأت في التصوير منذ ثلاث سنوات، تعلمت التصوير على يد معلم اسمه «سكايلر» كان مدرب في الكلية التقنية العليا ومن ثم بعدها انتقل من الكلية إلى مكان آخر، بداية طورت موهبتي في التصوير، أحببت أن أوظف التصوير في مجال الطعام، والآن أصبحت متخصص في مجال المطاعم والفنادق التي تقدم مختلف أصناف الأطعمة في السلطنة، لا يوجد مصورين محترفين من الشباب العماني في هذا المجال، وأنا أحاول تغطية السوق المحلي بما أملك من مهارات في هذا المجال، ولله الحمد صورت حتى الآن أعمالا لما يقارب 30 مطعما. وقمت قبل ثلاثة أشهر بتدشين أول حساب عماني لتصوير «فود فوتوغرافي»، بحثت عن مصمم لتنفيذ الموقع ولكني وجدت أن المبالغ عالية جدا، لذلك قررت أن أصمم الموقع بمجهودي الشخصي، وذلك بأقل قيمة تناسبني ومعرفة كافية بالعمل فيه، حيث أستطيع التحكم في الموقع دون الحاجة لمن يدير لي العمل، بإضافة البيانات وتعديلها، منها أنشأت علامة تجارية خاصة باسم «فود آرت» على موقع الإنترنت. ومن تصوير الطعام تعلمت الطبخ، وأصبحت لدي أدواتي وأغراضي الخاصة التي أستخدمها في التصوير والطبخ، حيث خصصت أدوات خاصة بمواصفات معينة تصلح للتصوير. الطريقة التي أعمل عليها تأخذ الطابع الأجنبي، أي أستخدم الأخشاب المختلفة والسيراميك حيث أقوم بالتنويع في خامة ونوعية الأدوات المستخدمة. يوجد تحدي كبير في مجال عملي، بسبب عدم انتمائي لشركة أو مؤسسة معينة وأدير عملي بشكل شخصي لا ألقى التقدير المناسب من قبل السوق لما أقدمه من عمل، بالرغم من ابتكاري لطرق حديثة في العمل. أعتمد على التعلم الذاتي في تطوير مهاراتي، وذلك من خلال الدروس عبر شبكة الانترنت، وأيضا باقتناء الكتب والمجلات التي أجلبها من خارج السلطنة، أرى بأني حققت إنجازات جميلة خلال ثلاث سنوات، ومعرض بيهانس ساهم في خروجي للجمهور ومعرفة التجارب المختلفة في مجال الفن الرقمي، واستخدام التكنولوجيا من أجل بناء مشروع ناجح.
تكامل التصوير مع التصميم
إلتمسنا الدفئ والإبداع في قالب واحد عند حديثنا مع هناء بنت علي الهديفية، متخصصة في التصميم الجرافيكي، ذكرت قائلة: شاركت هذا العام في معرض بيهانس مسقط 2018م بأعمالي، بالرغم من تخصصي في التصميم الجرافيكي قمت بدمج هذا التخصص بمجال آخر وهو التصميم حتى يكون لدي مجال أوسع للإبداع، ثم أنشأت مشروعي الخاص في تصوير المواليد والتصميم لإخراج الصور بالشكل المطلوب، حيث لا أستطيع إتمام العمل في التصوير قبل دخوله في مرحلة التصميم والتعديل عن طريق البرامج الرقمية المختلفة لضبط القياسات والإضاءة وغيرها من العناصر، وذلك حتى أستطيع طباعته على الورق. تصوير المواليد الذين تبلغهم أعمارهم من شهر إلى ثلاثة أشهر، أقوم بالتقاط اللحظات الجميلة والدافئة عند بداية ولادة الطفل بعفويته وبراءته، وتبقى ذكرى جميلة تحتفظ بها الأسرة. أنشأت حساب خاص لعرض أعمالي. مشاركتي في هذا المعرض أتاحت لي الفرصة للتعرف على المواهب الأخرى، ذات العزيمة والهمة العالية، المواهب التي لم تقمع نفسها بانتظار الوظيفة، وإنما اجتهدت وعملت من أجل تحقيق شئ ما من خلال الإبداع وطرح الأفكار الجميلة في السوق، وأغلب الأعمال تحمل الطابع الاحترافي في استخدام البرامج والتصاميم ذات الذوق الجميل، مشاركتي أعطتني الدافع للتقدم والعطاء والإتجاه نحو النجاح.
إنجازات تحققت
وفي الختام قابلنا خلفان بن سيف الرقادي، متخصص في الهندسة الميكانيكية، الذي قال بدوره: هوايتي التصوير الرقمي، حيث بدأت في عام 2014م، بعد أن التحقت بالكلية التقنية العليا في إبراء، بداية كنت أطمح بأن ألتحق بتخصص يتعلق بالتصوير والإعلام، ولكن شاءت الأقدار بأن ألتحق بمجال الهندسة، وبعد تخرجي لم أنل أي وظيفة حتى الآن، لذلك أكملت في مجال التصوير حيث شغفي وطموحي في هذا المجال، الآن أنا عضو في الجمعية العمانية للتصوير الضوئي، ولدي عدة إنجازات، إحدى الصور من أعمالي تم إخراج 4 طباعات منها، تم عرض اثنان في مطار مسقط الدولي، واثنان في مطار الدقم الجديد، وفزت في مسابقات عدة داخل السلطنة وخارجها، وشاركت في معارض كثيرة بالجمعية العمانية للتصوير الضوئي، وحصلت على المركز الأول في مسابقة «عمان فوتو ستارز»، ومراكز مختلفة في مسابقة الأزرق والمربع وغيرها. حيث أقوم باستخدام برامج وتقنيات مختلفة لتعديل الصور وإخراجها بالمواصفات المطلوبة لإبراز جماليات العمل. بيهانس مسقط 2018م من الفعاليات التي أتاحت لي المشاركة والاستفادة من مختلف التجارب والأعمال والإبداعات.