مقالات
صحافتنا “معلقة” بأمر رسمي
قلت لنفسي: لعله وضع عام في المنطقة، أن تتوقف صحافتنا عن صدورها كالمعتاد.. وأنها حقا ناقلة للفيروس الكوروني أخطر من غيرها. ففيما سمح لتداول كل شيء تقريبا.. عدا الصحف والمجلات.
قلت لنفسي: لعلها أخطر من ورق العملات.. وكوفيد ال١٩ يحب أوراقها لما فيها من قيمة معرفية أكثر من سواها.
ولذلك رأيت سؤال جيراننا عن وضع الصحافة الورقية في بلادهم فوجدت أنهم لم يدركوا ما ادركناه من خطورتها. وقد عادت إلى ايدي قراءها. ومن أرادها على الشاشات فليجدها. فحتى الدول التي صنعت هذه الشاشات لم تحرمها ورقيا، ولم تتعال على زمن الصحافة الورقية.
وفيما تتداعى مؤسساتنا الصحفية تحت تاثير القرار فربما ادعي ان الحكومة معنية فقط باعتبار ان الإعلام العماني هو وكالة الأنباء وصحيفتها الرسمية إضافة الى إذاعتها وتليفزيونها.. اما ما سوى ذلك فيمكن أن يبقى في فوهة التجربة، ولعلها تنهيه، ويمكن بعدها القول انها لم تتجدد مع العصر… وهكذا!
السنوات الأخيرة ضربت الإعلام العماني بوهن شديد: إغلاق مؤسسة صحفية وأخرى إلكترونية وتراجع المؤسسات المتبقية مهنيا وماليا.. تحت سمع الحكومة وبصرها كأنما هذه المؤسسات لم تكن ضمن الصوت الوطني أسوة بغيرها مما تناله (بركة) الدولة..
إنما عليها واجب السمع والطاعة للتوجيهات والتعليمات وما ينشر.. ومما يتجنب نشره.
صوتنا لعله يصل إلى المكتب الخاص لمولانا جلالة السلطان المعظم: خسران صوت إعلامي خسارة كبرى لا تعوض.. والتناسخ المطلوب ليس في صالح بناء هذا الوطن.
وأما الذين يتحدثون عن استقلالية الاعلام فعليهم عدم تصديق هذا الوهم كثيرآ.. ففي عالمنا العربي تكتب ما يمكن نشره. لا ما ينبغي نشره.