مقالات

رسائل إلى صديقي السري

مروة يعقوب

(٢٨)

المذهل.. صديقي السري
إن حكم صداقتنا ليس مشروطا، لذلك ستعذر غيابي، وتدرك أن له سببا.
أرجو أن تكون بخير، ومستعدا لرسالتي هذه.

العزيز ..
قلبك لن يكون في غير مكانه إلا مرة واحدة.
اختر له مكانا يليق بسعادته.
أخبرتهم مرات عدة، أولئك الذين يأتونني لجلسات الاستماع، حين يهديكم أحدهم أغنيةً لا تُنصتوا إليها، استمعوا للكلمات وقيّموها، قيّموا اللحن أيضا، وحذارِ أن تبقى ٓ متصلة بقلوبكم؛ فأنتم لن تستطيعون بسببها صبرا بعد الفراق.
من يُهديك أغنية قد يهديـها (نفسها) لحبيب بعدك، فلا تحرق قلبك بهكذا شيء!

صديقي العزيز..
منذ فترة ليست ببعيدة، أحاطني سرب غربان ينعق بتفاهات لا نفع منها، تبقيهم منشغلين بالكلام لا الفعل. ألم ترَ الغربان تنعق متحلقة حول صقر يقاوم الهزيمة؟
نظرية القطيع ستشرح لك أكثر.
الغربان تلك.. إن كانت تتخذ مكان الصقر في المعركة لما استطاعت ثباتا حتى!
مهما تحلقت ثرثرات الناس حولك لا تضعف، لا تُسر إليهم بشيء عميق، ولا تستـشِر شخصا كثير الضحك.
مُت إن اضطررت لكن لا تحنِ حياتك عند لسان مخلوق.
لا تثق بشخص ينفعل فورا، لا تثق بمن يتخذ فعلا وقت انفعاله، لا تثق بمن يطيل الكلام. الاتزان يقودك لضالتك.
من يركز في المشكلة لا يعرف عن الحل شيئـًا.

صديقي الخاص جدا..
صديقتك من هذا الطرف ليست بالمثالية التي تمنعها عن جرح الآخرين، أعترف لك (ولا أطلب منك هنـا اعترافا بالمقابل) أتعمد جرح الناس أحيانا. أخبرني شخص قريب أنني «سادية القلب»، أي أن قلبي مضخة حيوية ليس إلا، أتظنني كذلك؟
يعلم كلانـا أنك تعيش الحياة بعبقرية، وأعيشها بنصف قلب، وعقل كامل!
صديقي السري..
هناك حالات حيث عليك ٓ أن تكون «أولويتـك»، ثم يأتي الآخرون بعدك! إن استمرار عقلك بالنضج يجعله يستمر بإعادة ترتيب الأولويات.
لم توضع القوانين لنلتزم بها تماما، لابد من التجاوز عند المواضع الحرجة، ثم إن عقلك لن يقبل المنع إن لم يجرب المخالفة.
إذن.. لا بأس أن ينحت الماء سـدًا متينـًا ليمر عبر تشقـقاته. أتفهم قصدي؟

نفسك

(٢٩)

صديقي العزيز..
كيف أنت؟
هل أنت مستعد لرسالة الإياب؟
بادئ الأمر، لم يكن غيابي نفورا أو مللا، لكن خطوطا كثيرة تقاطعت، وذاك حديث لرسالة أخرى.

في لحظة غرور بهذه الصداقة أحسست بأنك القادم الوحيد من المدينة الفاضلة، فبدأت مقارنة الآخرين بك، وذاك خطأ.
كنتَ على حق، الجغرافية تنتصر ويخسر الإنسان.

صديقي الخاص جدا..
ركز معي جيدا،
خلال عامين مررت على طاولات كثيرة، بأسطحها العشوائية، وما يمر من الجانبين أو الأسفل يصبح براقا بعد مدة!
كم بعوضة على الله أن يرسل -برأيك- تاركا فيها سره ليعاد ترتيب تلك الطاولات؟

سؤال:
كيف تتصرف إن أتاك الشخص المناسب في الوقت غير المناسب؟
أحتاج منك إجابة.

كن بخير
نفسك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق