كلمتين راس
احتراما لمكانة الأوبرا والأوركسترا “السلطانيتين”
حاولت أن أقنع نفسي بأني أشاهد عرضا في “دار الأوبرا السلطانية” بما يليق بجلال هذا الصرح الكبير، الواجهة الفنية الحضارية لمسقط..
وحاولت أن أقتنع بأن العرض يستحق أن يكون بمصاحبة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية.. كما يجدر بهذه الفرقة المستحقة للحضور الدولي.. والإعجاب أينما عزفت أنامل مبدعيها أعظم السيمفونيات العالمية.
كما حاولت أكثر أن (أستسيغ) الكلمات الركيكة للعرض، والتي هي أضعف حتى من أن تقدم على خشبة حارة..
لكني عجزت عن كل ذلك لأترك، ضمن آخرين، العرض خلال فترة الاستراحة، حيث أن الاستمرار في مشاهدته والاقتناع بأحقية حضوره على خشبة دار الأوبرا السلطانية فوق الاحتمال..
فلا الأصوات الجميلة، ولا الأداء الاستعراضي، كاف للارتقاء بعرض يبدو مستلّا من زمن “الأبيض والأسود” حيث الدراما العربية القائمة على صراع بين طيب وشرير للحصول على قلب جميلة الجميلات!.
وجهة نظري: أن “طرح البحر” لم يقدم إلا زبدا عديم الإضافة لذائقات فنية تطورت كثيرا، وهو مثال آخر على ضعف انتقاء للعروض المقدمة، علما أنه من إنتاج دار الأوبرا، وهذا “تقصير” آخر في حق سمعة الدار التي طالما قدمت عروضا ألهبت كفوفنا لفرط ما صفّقنا إعجابا على عروضها الفخمة..
فأعيدوا النظر فيما يقدم، فالدار أرقى من أن تكون خشبتها مسرحا “للمغنين والمغنيات”، أو تلك الاجتهادات الضعيفة فنيا، فـ”طرح البحر” أضعف، خاصة على مستوى النص والفكرة، من أن يحسب على عروض هذا الصرح العظيم، وقد يكون ممتازا لآخرين، وفي صروح أخرى.. لكن أبعدوا الأوبرا عن هذا “الأسلوب”!.