العام

ماجد بن سعيد: مهنة العارض ستحيلني إلى التقاعد يوما ما

الاختلافات الفردية، والميول، الطموحات والمواهب، كلها أمور تجعلنا مميزين بصورة خاصة مهما كنا عاديين، والشخص الذي أجرينا معه الحوار هنا لم يكن مختلفا بالنسبة لمجتمعه فقط، بل مميزا في أنظار من حوله من المقربين والأصدقاء. ماجد بن سعيد الحراصي، صاحب العشرين عاما، من ولاية السيب، يرى نفسه عارضا مميزا حاورناه في التكوين ليكون الحوار أنيقا كأناقته ومزهرا بابتسامته.

حاورته: شيخة الشحية

ماجد الحراصي الذي بدأت رحلته مع الأزياء العمانية في منتصف 2016م، أكد أن هذه الرحلة نبعت من حبه للتصوير فهو مصور فوتوغرافي أيضا، بدأت عندما نشر أول صورة له عبر حسابه في الانستجرام وتوالت الصور بعدها لتكون محط إعجاب من حوله ومصدر تشجيع من أهله ودعم من أصدقائه.
ويرى المشاهد والمتابع لحسابه أن جميع الصور يرتدي فيها عارض الأزياء الملابس العمانية التقليدية، وحين سألناه عن إمكانية التغيير وارتداء ملابس مختلفة قال: «لا أريد التغيير بالرغم من أنه مفيد في أحيان كثيرة وأن الاختلاف والتنويع ضروري إلا أنني لا أجد ضرورة في ذلك لأنني أعرض اللباس العماني الأصيل الذي له حضوره المنفرد والجذاب ويكفي أن يكون ذلك مصدر فخر لكل العمانيين» . ويرى ماجد الحراصي أن من أكثر التحديات التي واجهته في هذا المجال هو بعد بعض الأماكن وصعوبة الوصول إليها لعمل جلسات التصوير، كما أن الانتقادات التي تصله يعتبرها من التحديات ولكنه يتعامل معها برحابة صدر وسعة بال لأنه يدرك أن جميع المجالات لا تخلو من المنتقدين.
وهناك شركات تتبنى عارض الأزياء العمانية ماجد الحراصي والتي استغل في هذا الحوار ليوجه لها الشكر الجزيل على تعبهم واهتمامهم الدائم، مثل شركة «فجر الأصالة» لتلبيس وتجهيز المعاريس، وشركة «الكارجة» بيت الدشداشة العمانية في مجال التلبيس والتجهيز أيضا، أما في مجال التصوير فيدعمه المصور الفوتوغرافي جاسم الحسني.
للوهلة الأولى، وعند سماعنا بعروض الأزياء يتبادر إلى أذهاننا ملابس نسائية وعارضة من النساء، لكن اليوم أصبح الأمر مخلتلفا إذ يقول ماجد: «المجتمعات اليوم أصبحت منفتحة أكثر، والأزياء ليست مرتبطة بالنساء فقط فـ للرجال أزياءهم أيضا، وكما تسعى المرأة لتكون حاضرة بزيها في مختلف أرجاء العالم الرجل كذلك أيضا يريد أن يكون حاضرا بزيه الذي يفخر به ويتباهى به بين الناس، والحمدلله هناك الكثير ممن يسألونني وينتظرون الجديد سواء على مستوى الخامات أو النقوش التي تتم خياطتها على الدشداشة العمانية وأرى أن العارض الحقيقي يتميز بما يقدمه» .
خطوات ماجد بن سعيد الحراصي واثقة ومتزنة فهو لا يجد أن هناك مجالا لاعتزال هذه المهنة وبالرغم من أنه لازال طالبا إلا أن الوقت وإدارته من الأمور التي يعيرها اهتماما كبيرا ليوفق بين الدراسة والموهبة التي يسعى أن يحافظ عليها، وتفكيره دائما في الخطوة القادمة وليس فيما وصل إليه أو أين ستكون محطته الأخيرة. ويضيف الحراصي: «لم أشارك قط في مسابقات التقييم البدني لعارضي الأزياء، فاهتمامي ذاتي أحافظ على بنيتي الجسمانية لتكون إطلالتي مشرقة وجميلة ومرتبة». وحين سألنا ماجد عن إطلالاته ومن هم المهتمون بها أكثر قال: «المصور الخاص بي، والمقربون والمتابعون في مواقع التواصل الاجتماعي هم من يهتمون بإطلالتي ويوجهون النصائح لي» .
في مجال التصوير هناك تصوير من أجل إعلانات، وتصوير لجلسات خاصة، وتصوير لعروض أزياء، ويعتبر ماجد تصوير الجلسات الخاصة هي الأقرب إليه والأسهل. يقول ماجد: «أوصلني هذا الاهتمام وهذا الشغف إلى المشاركة في عروض الأزياء الرجالية ولم يسلب مني شيئا بل على العكس أضاف إلى نفسي وإلى شخصيتي، ومن خلاله تعرفت على أناس كثر وأصبحت لدي علاقات بهم في هذا المجال وكونت صداقات أيضا، كما وأنني تعرفت على الكثير من المحلات التي لها هذا الاهتمام».
وحين سألنا ماجد عن مستقبل هذه المهنة وطموحاته قال: «مهنة الازياء مثلها مثل كل الوظائف في جميع المجالات ستحيل العارض يوما إلى التقاعد خاصة وأنها تعتمد كثيرا على الشباب بالمجمل. أما عن طموحاتي فأتمنى أن أكمل سنواتي الجامعية وأتخرج وأن أستمر في تقديم ما هو جديد في مجال عروض الأزياء الرجالية».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق