مقالات
للتعايش مع كورونا
شيخة الشحية
كل الدعوات اليوم تحث على الاستمرار في عملية التباعد الجسدي والمجتمعي، وغسل اليدين مدة لا تقل عن 20 ثانية، والجلوس في المنازل، والتقليل من الزيارات وتجمعات الأهل والأصدقاء، لتفادي الإصابة بعدوى فيروس أصبح حديث الساعة والدقيقة لا بل والثانية أيضا.
كيف لا يصبح حديث وقتنا وهو صنع ما صنع، وأغلق ما أغلق، وخلف من الآفات الكثير، في عالمنا الذي دق ناقوس الخطر معلنا أن الفيروس أعطاه صفعة قوية ومؤلمة عبر اقتصاداته وسياساته ومجالاته جميعها.
وبين الدعوات السابقة والآن، بدأت المنظمات والمؤسسات والمسؤولون ينادون بدعوات أخرى تحث على التعايش مع الفيروس، الذي لم يعد غريبا بيننا ونشعر بأنه يرافقنا طوال اليوم ولكننا لا نشعر بأعراضه ربما لأننا من المحظوظين الذين يقول عنهم الأطباء أصحاب المناعة الجيدة، أو متناولي الأكل الصحي، أو من ممارسي الرياضة، ونحن نحمد الله على أي حال بأننا لم نتصافح وإياه بعد.
لنتعايش مع الفيروس، لمَ لا، ونحن من ينادي برغبة ملحة لعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، رغم صعوبة الأمر حاليا، فـ كورونا لا يزال يعيش بيننا وينتشر بشكل أسرع وأكبر عما كنا عليه في الشهور الماضية القليلة، ولكن تبقى فكرة التعايش معه أرحم وأفضل وأكثر مرونة لعقولنا التي ترفض الانصياع له والشعور بالضعف أمام كائن صغير جدا.
ولا يخفى علينا الألم الكبير الذي خلفه الفيروس من لدغته المفاجئة للعالم، ورغم ذلك فإننا اكتسبنا أمورا صحية بشكل عام، وأصبح هدفنا الحفاظ على الصحة الشخصية، كما أن كل فرد وفي كل مكان تعلم المسؤولية تجاه مجتمعه، وربما اكتسب ولو القليل من المهارات في كيفية التعامل الإيجابي مع الأزمات، وتغيير روتين الحياة واستغلال وقت الفراغ والاستغناء عن أمور اعتدنا عليها اختفت مع الوضع الطارئ الذي نعيشه اليوم.
لنتعايش ولكن ليس بالإهمال، إنما بالحذر الذي يقينا ويقي أسرنا وأحباءنا من عدوى الفيروس كوفيد19.